أخبار وتقارير

هل يجوز تحويل المقابر لـ مساكن؟.. الإفتاء توضح

في إطار الرد على تساؤلات المواطنين، أجابت دار الإفتاء المصرية، على سؤال ورد إليها من أحد المتابعين، نصه: يوجد لدينا في قريتنا المقابر تحفُّها المساكن من كل اتجاه، فهل يجوز هدم هذه المقابر ونقلها إلى مكان خارج القرية ويصبح مكان هذه المقابر المساكن؟

ما حكم تحويل المقابر إلى مساكن؟

وأوضحت الإفتاء، عبر موقعها الإلكتروني،  لا يجوز هدم هذه المقابر ونقلها إلا إذا تأكد أن أجساد المقبورين فيها قد اندرست وبَلِيَت عظامُهم واستحالت ترابًا، وبشرط أن يكون للناقل حق التصرف في الأرض، وألَّا يكون في ذلك مخالفة قانونية، ويستثنى من ذلك مقابر العلماء والأولياء والصالحين؛ فلا يجوز التعرض لها.

وتابعت الإفتاء: كَرَّم اللهُ تعالى جِنسَ الإنسان بأنواع التكريم فجعله نَفيسًا غيرَ مبذول، قال الله تعالى: وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا، الإسراء: 70، وكان مِن تكريم الله لعباده حال كونهم أمواتًا هدايتهم للتدافن.

واستكملت:”كما قَصَّ الله تعالى علينا ذلك في قصة ابنَي آدم، وفيها: فَبَعَثَ اللهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ، المائدة: 31، فكان ذلك مِن جُملَة نِعَم الله على بني آدم؛ قال تعالى: أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفَاتًا ۞ أَحْيَاءً وَأَمْوَاتًا، المرسلات: 25-26″.

 

وأوضحت “أي: أنعمنا عليكم بتسخير الأرض لمصالحكم فجعلناها كِفَاتًا لكم؛ أي: ضامَّة لأجسادكم فوق ظهرها حال حياتكم وفي جوفها حال موتكم، فكما أنَّ من نعم الله على عباده الأحياء أن أسكنهم الدور والقصور، فمِن نعمه على الأموات أن أسكنهم القبور؛ رحمة في حقهم، وسترًا لأجسادهم أن تكون بادية للسباع وغيرها، ومانعة من تأذي الأحياء بالرائحة ونحوها”.

وأكملت الإفتاء: والدفن في الشريعة المطهرة يُعَدُّ مِن فروض الكفايات، وفرض الكفاية هو: كُلُّ مُهِمٍّ ديني يُراد حصوله ولا يُقصد به عَين مَن يتولاه، بحيث إنه إذا فعله مَن فيه كفاية سقط الحَرَجُ عن الباقين، وإن تركوه جميعًا أَثِمُوا جميعًا؛ قال الإمام النووي في المجموع: غُسل الميت وتكفينه والصلاة عليه ودفنه فروض كفاية بلا خلاف.

وأوضحت: “المسلم إذا دُفن في موضع من المواضع الجائز الدفن فيها كان هذا الموضع حبسًا عليه ما دامت بقايا جسده قائمة لم تتحلَّل ولم تَستَحِل عظامُه إلى الصورة الترابية إلا لضرورة، ولا ينحلُّ هذا الحبس إلا بتحلُّل الجسد والعظام تمامًا بحيث يصير ترابًا.، مضيفة: قال العلامة الخرشي المالكي في شرحه على مختصر خليل: القبر حَبسٌ لا يُمشى عليه ولا يُنبَش”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى