مانشيت الحكاية

هويدا الحسن في حوار لـ الحكاية: مسلسل “من شارع الهرم إلى” لا يُسيء للمرأة المصرية.. بطالب الجمهور بمشاهدته أولًا ثم الحكم.. وأتمنى العمل في مصر لأننا ملوك الفن

كتبت – منى سرحان:

انتقادات كثيرة تعرض لها المسلسل الكويتي من شارع الهرم إلى، الذي يتم عرضه في موسم رمضان 2022، منذ طرح البرومو الخاص به، وحتى قبل إذاعة العمل، وذلك بعد ظهور شخصية راقصة مصرية، تسعى لتخريب علاقة أحد الأزواج بزوجته، الأمر الذي اعتبره البعض إساءة للمرأة المصرية، وتصاعدت موجة الاستياء إلى حد المطالبة بوقف عرض المسلسل.

اقرأ أيضًا:

إيقاف عرض الحلقة الأولى من مسلسل “دنيا تانية”.. تعرّف على السبب

الخريطة الكاملة لمسلسلات رمضان 2022.. 26 عمل فني بالمواعيد والقنوات الناقلة

وقد نفى صناع العمل هذه الاتهامات، وطالبوا الجمهور بعدم التسرع في الحكم على عمل لم يتم عرضه، لافتين إلى أن المرأة المصرية لها احترامها، وهذا مجرد عمل فني يتناول شخصيات من صنع المؤلف، و”من شارع الهرم إلى” تأليف هبة مشاري حمادة، إخراج المثنى صبح، بطولة هدى حسين، نور الغندور، هويدا الحسن، خالد البريكي، أحمد إيراج، مرام البلوشي، عبدالمحسن القفاص.

وتدور أحداث مسلسل “من شارع الهرم إلى” حول عائلة “عبلة” يعيشون جميعا تحت سقف واحد، تحكمه الطبيبة “عبلة” بقوانينها، التي لا يمكن لأحد تجاوزها، وفي ليلة زفاف أحد الأبناء الستة، تصل إلى المنزل راقصة من مصر، كان يفترض أن تقدم وصلة فنية ثم تغادر، ولكنها قررت البقاء من أجل تنفيذ خطتها.

وكان لموقع الحكاية حوار خاص مع الفنانة المصرية هويدا الحسن، أحد أبطال العمل، التي أكدت أن العمل لا يسيء للمرأة المصرية، لافتة إلى أن الجمهور فهم البرومو بشكل خاطئ، ولكن الأحداث الدرامية مبررة، وطالبت الجمهور بالصبر وعدم التسرع في الحكم على العمل.

وقالت هويدا الحسن في حوارها مع “الحكاية”: إحنا أكثر من 100 مليون مصري، عندنا العالمات والوزيرات والمعلمات والممرضات والفنانات، وأيضا عندنا الراقصات، فلماذا نريد تركيز الأعمال الدرامية على مهنة دون أخرى، لافتة إلى أن المجتمعات العربية متداخلة، والمصريون متواجدون في جميع البلدان العربية ومؤثرين في الحياة العامة، ولذلك من الطبيعي إن أي مسلسل عربي يكون فيه شخصية مصرية.

وإلى نص الحوار:

في البداية.. حدثينا عن سبب الجدل الدائر حول المسلسل الكويتي “من شارع الهرم إلى” خاصة أنه لم يتم عرضه حتى الآن؟

سبب الجدل حول مسلسل “من شارع الهرم إلى” سببه مشهد في البرومو لراقصة مصرية، وفهم الناس إن الراقصة سافرت للكويت وأفسدت حياة أسرة كويتية، ومن هنا بدأ الهجوم على أساس إن المسلسل مطلع المرأة المصرية راقصة، وانتقده البعض ذلك لافتين إلى أن المصريات عالمات وأساتذة جامعة وطبيبات ومدرسات، وهم اللي علموا الكويتيين، وعبارات من هذا القبيل.

وهذا الكلام صحيح، احنا عددنا في مصر أكثر من 100 مليون، عندنا العالمات والوزيرات والمعلمات والممرضات والفنانات، وأيضا عندنا الراقصات، فلماذا نريد تركيز الأعمال الدرامية على مهنة دون أخرى، في النهاية مصر رائدة في الرقص الشرقي، ودائما أقول إحنا رواد الرقص الشرقي وعندنا تاريخ عظيم مع هذا الفن، وهناك فنانات عظيمات نفتخر بهن أمثال تحية كاريوكا وسامية جمال ونعيمة عاكف وسهير زكي والقائمة تطول.

وفيما يخص ظهور راقصة في أعمال فنية، فكل الراقصات التي سبق ذكرهن مثلن في أعمال فنية، وهناك فنانات مصريات قاموا بأدوار راقصة في أعمال مصرية شهيرة، مثل الرائعة سعاد حسني في فيلم خلي بالك من زوزو، ونبيلة عبيد في الراقصة والسياسي، والراقصة والطبال، وليلى علوي في فيلم سمع هس، رانيا يوسف في مسلسل أفراح القبة، والقائمة تطول أيضًا، ودائما بعض الجمهور المصري والعربي يتعامل مع مهنة لرقص على أنها مهنة مخجلة أو مهينة وهذا أنا بشوفه غير صحيح، لأن الرقص مهنة وفن مثل باقي الفنون، ولا أجد إهانة أن تجسد فنانة دور راقصة مصرية.

حدثينا عن تفاصيل دورك في المسلسل.. وهل الشخصية التي تؤديها مصرية أم خليجية؟

أنا بجسد في المسلسل شخصية ناهد، وناهد شخصية بتظهر فجأة في الأحداث، ولم يكن لها وجود في بداية الحلقات، ومع كل الأحداث المثيرة اللي بتحصل في المسلسل فجأة بتظهر ناهد وبنعرف أن لها يد في كل ما المشاكل التي تحدث، ومع الوقت وتطور الأحداث بنكتشف أنها تمتلك دوافع قوية لتصرفاتها، وبتكتشف أيضًا أنها شخص طيب وليس شرير ولديها دوافعها، وهي شخصية مصرية، وجميع أدواري أؤديها باللهجة المصرية.

هل كنتي تتوقعين كل هذا اللغط عند قراءتك لسيناريو العمل وموافقك على المشاركة في المسلسل؟

من أول ما كلمني مدير الإنتاج وقالي إن المخرج السوري المثنى صبح رشحني للدور، أدركت أنه سوف يكون هناك جدل ولغط، نظرًا للحساسية بين مصر والكويت، أو مصر ودول الخليج عامة، لهذا السبب توقعت وجود لغط.

ولكن أنا أيضًا كنت حريصة من التأكد أنه لا يوجد أي شيء يسيء لمصر بشكل أو بآخر، ولو إني فعليًا ضد فكرة إن عمل فني يمكن أن يسيء لبلد، لأن مصر دي كبيرة أوي “مفيش حاجة اسمها عمل فني ممكن يسيء لها”.

الفنانة نور الغندور التي تؤدي دور “الراقصة” ردت على الانتقادات وقالت إن البرومو دائمًا ما يكون مثير.. هل أحداث المسلسل تبرر ما يحدث من وجهة نظرك؟

بالطبع، أحداث المسلسل مبررة جدا من وجهة نظري، فالعمل للسيناريست الكبيرة والمعروفة باحترافيتها هبة مشاري حمادة (من أبرز أعمالها دفعة بيروت ودفعة القاهرة ومسلسلات أخرى كثيرة)، وأعتقد أن الناس سوق تتعاطف مع شخصية الراقصة.

يقول البعض إن أي حاجة مصري بتبيع.. هل تسليط الضوء على أن الراقصة مصرية له جانب تسويقي؟

أكيد وجود فنانين مصريين في أي عمل يرفع من قيمة العمل، ولكن معنا على رأس العمل فنانة ونجمة الكويت هدى حسين، وبالفعل المسلسلات الكويتية بتبيع كويس للقنوات، وهذا المسلسل يذاع حصريا على منصة شاهد وقناة إم بي سي 1، والفنانة هدى حسين اسم كبير، ولكن نحن مجتمعات متداخلة جدا والمصريين متواجدين في جميع الدول العربية ومؤثرين في الحياة العامة، ولذلك من الطبيعي إن أي مسلسل عربي يكون فيه شخصية مصرية.

ما رسالتك لمن يحكمون ع عمل فني قبل مشاهدته؟

رسالتي لأي حد بيحكم على عمل فني دون مشاهدته هو الصبر، ومشاهدة العمل ثم إصدار الأحكام، ومن ثم له الحق في نقده كما يشاء ولكن بموضوعية دون انحياز أو حساسية.

وما ردك على من يقول أن مسلسل “من شارع الهرم إلى” يُمثل إساءة للسيدات المصريات بعد تصدير صورة الراقصة اللعوب خاصة أن العمل غير مصري؟

اعترض على من يقول هذا الكلام، السيدات المصريات لا يوجد شيء ممكن يسيء لهن، لا عمل فني ولا أدبي، مصر زي أي بلد في الدنيا فيها راقصات وفتيات ليل، وأيضًا الطبيبة والمهندسة والعالمة والوزيرة والعالمة، احنا مجتمع كبير جدا ومتنوع، ولا يمكن أن يسيء لنا عمل.

في رأيگ.. كيف تؤثر الدعاية المُضادة على العمل الفني، وهل تمثل أحد عوامل نجاح العمل كما يصفها البعض؟

أحيانا تكون الدعاية المضادة من عوامل نجاح العمل لأنها تثير فضول الجمهور لمشاهدة العمل، ولهذا أحيانا يكون لها أثر إيجابي على مشاهدة العمل.

ماذا تقولين لمن يُطالب بإيقاف عرض المسلسل من المصريين والعرب؟

المطالبة بإيقاف عرض العمل فكرة غريبة، نحن دائما نطالب بحرية الإبداع ورفع سقف الحريات، ورفع يد الرقابة عن الأعمال الفنية، وفي نفس الوقت تأتي مطالبات التقييد من الجمهور!.. ده بصراحة غريب.

المعروف إن مصر هوليود الشرق وهي التي تحتضن جميع الجنسيات وتعتبر عامل أساس في نجاح نجوم عرب كتير.. ما هو سبب توجهك للعمل خارج مصر؟

أنا سافرت أعيش في الإمارات منذ عام 2007، ومن وقتها وأنا مقيمة في الإمارات، ولهذا السبب بشتغل خارج مصر، ولكن لي أعمال في مصر، مثلت فيها وأنا طالبة، وبعد ما اتخرجت اشتغلت مع فنانين كبار مثل دكتور محمد كامل القليوبي، ومحمد خان ونادر جلال وأسماء كبيرة جدا، ولكن أتمنى أيضًا أرجع أشتغل تاني في مصر، وفي حال ترشيحي لعمل مصري ووجدته مناسبا أكيد لن أتردد.

حدثينا عن أهم أدوارك في مسيرتك المهنية ومشروعاتك المقبلة؟ وهل سيكون لكي عمل مصري قريبًا؟

أنا شاركت في أعمال كثيرة مهمة، وبحب كل شغلي، ولكن مسلسل الميراث بالنسبالي هو أهم عمل في مسيرتي الفنية، لأنه عمل ممتد للسنة الثالثة حتى الآن، وعدد الحلقات كبير جدا، والشخصية أيضًا تتطور بشكل كبير، من ناحية الأحداث والانفعالات التي تتغير من حلقة للثانية، ولذلك أعتبر شخصية خديجة في الميراث من أهم الأدوار اللي لعبتها، وإن شاء الله يكون هناك مواسم قادمة للعمل.

بما إنك أحد أفراد العمل.. ما هي الرسالة التي تريدين توجهيها للجمهور وخاصة المصري بعد استيائه من صورة المرأة المصرية التي يصدرها المسلسل؟

بقول للجمهور شاهد أولًا ثم احكم على العمل، وبطالب الجمهور المصري أن يعيد النظر في موضوع الرقص الشرقي، لأن إحنا كمصريين في جميع احتفالاتنا ومناسباتنا سواء أفراح أو أعياد ميلاد أو نجاح، بنعبر عن فرحتنا بالرقص سواء أطفال أو كبار والبنات والشباب، وأيضا الستات الكبيرة والرجال، كلنا بنرقص شرقي وبنعتبرها وسيلة للتعبير عن الفرح والاحتفال، لذلك يجب أن نتوقف عن النظرة الدونية للراقصة، ونفتكر فنانين عظماء زي تحية كاريوكا وسامية جمال وغيرهن.

سبق وذكرتي أنك تتمنى الرجوع إلى مصر والعمل بها، كيف كانت تجربتك في العمل بالخارج.. وما الذي يميز العمل الفني داخل مصر؟

العمل خارج مصر من مميزاته هو التعامل مع فنانيين من جنسيات مختلفة، وبالتالي مدارس تمثيل مختلفة، مثلا المدرسة السورية مختلفة عن المدرسة المصرية تماما، والمدرسة الخليجية مختلفة عن الاتنين، وأنا اشتغلت مع مخرج بحريني في المسلسل الكويتي حبر العيون، واستغلت مع مخرجين سوريين، والمخرج المثنى صبح مخرج مسلسل “من شارع الهرم إلى” ثاني أعمل لي معه بعد حارة الشيخ، واشتغلت مع باسم شعبو ومع أكثر من مخرج سوري، وهذا يتيح التعرف على المدارس المختلفة في الإخراج والتمثيل، كما يساعد على اكتساب خبرات مختلفة.

وبالنسبة للعمل في مصر، نقدر نقول إحنا ملوك الفن في المنطقة العربية، فالمدرسة المصرية من وجهة نظري هي المدرسة الأكثر حرفية، لأن احنا عندنا سينما منذ 125 عام، وهذا ليس كلامي وحدي لأن أنا فنانة مصرية، ولكن كل الفنانين اللي اشتغلت معاهم من جنسيات مختلفة معترفين بهذا، بما فيهم الفنانين السوريين والخليجيين، دائما يقولون مصر لا ينافسها أحد في هذا الجانب، ولذلك الشغل في مصر مختلف تماما.

أخيرًا.. ما رأيك في تجربة المنصات الإلكترونية؟

وجود المنصات الإلكترونية قلب الموازين بشكل أو بآخر، وأعتقد أنه أصبح واضحًا في نوعية المسلسلات التي يتم تقديمها، وأصبحت المنافسة أقوى لأنه تم إتاحة أعمال عالمية نشاهدها في نفس توقيت إذاعتها في الخارج، وهذا يدفعنا للمنافسة في التكنيك والجودة وكل أدوات العمل، لأنه في حالة عدم الإرتقاء بمستوى الأعمال لن نجد مكان على الساحة.

ووجود المنصات أصبح أمر واقع، وأعتقد سيكون مفيد وسيغير من شكل الدراما والسينما، وفي الوقت الحالي هناك أعمال يتم إنتاجها خصيصا للعرض على المنصات، ولا يتم عرضها في دور السينما، فالفنون بشكل عام تتطور مع الزمن.

وتتيح هذه المنصات أيضًا فرص كبيرة للوجوه الجديدة بعيدا عن حسابات السوق والتوزيع والقنوات، فتساعد على إظهار نجوم جديدة واعدة، ومواهب مختلفة والمبدعين بشكل عام.

موضوعات ذات صلة:

نورهان صالح لـ الحكاية: مسلسل المماليك كان تجربة رائعة.. وهشارك في دايما عامر برمضان 2022

الإعلامية هبة رشوان توفيق لـ الحكاية: معاصرة هذا الجيل للثورات والأزمات سلاح ذو حدين.. وهذه نصيحتي للشباب

سكينة فؤاد في حوار خاص لـ”الحكاية”: السيسي أنهى عار سنوات طويلة من إهمال الصعيد والريف.. حياة كريمة مشروع يليق بالمصريين.. والقضاء على العشوائيات من أهم الإنجازات

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى