وزير الخارجية: 2022 عام استثنائي في تاريخ مصر.. والجامعات إحدى الأذرع الرئيسية للقوة الناعمة
قال سامح شكري، وزير الخارجية، إن عام 2022 يُعد عامًا استثنائيًا في تاريخ مصر، حيث يشهد مرور قرن على حصول مصر على حقها في الاستقلال بموجب تصريح 28 فبراير 1922، وقد كان لخطوة الاستقلال نتائج هامة تمثل أهمها في إنشاء وزارة الخارجية، وبدء إرسال البعثات الدبلوماسية إلى مختلف دول العالم والانضمام إلى المنظمات الدولية والإقليمية حيث بدأت مصر في طرح رؤاها ومبادراتها وأفكارها، والمشاركة بفاعلية في خريطة السياسة العالمية.
وعبر عن اعتزازه شخصيًا بما قضاه من سنوات أربع طالبًا في كلية الحقوق بجامعة عين شمس، التي تخرَّج في كُلياتها المختلفة أيضًا رموز وطنية عديدة تزخر بهم وزارة الخارجية والدبلوماسية المصرية، ونالوا شرف تمثيل مصر في الخارج، قائلا: عكست السنوات المئة الماضية، بما شهدته من أحداث وتحولات جذرية على الساحتين العالمية والإقليمية، أن الدبلوماسية المصرية باتت تحظى برصيد ملموس من المصداقية الدولية والقدرة على التأثير والتفاعل مع التغيرات العالمية والقضايا المحورية ونجحت عبر عقود في التطوير المستمر لتحركاتها في دوائر السياسة الخارجية، وإيجاد دوائر أخرى وفق المستجدات والمعطيات الدولية المتوالية. وجاء ذلك في إطار تحركات واعية ومسئولية تراعي وتحافظ على محددات أمن مصر القومي من جهة، وتضطلع بما فرضه عليها موقعها الجغرافي وإرثها التاريخي من جهة أخرى، اتصالًا بريادتها الإقليمية ودورها الأصيل في الحفاظ على ركائز الاستقرار والسلم في منطقتنا.. وقد تسلَّحت الدبلوماسية المصرية في تلك التحركات بدوافع ومبادئ وطنية راسخة تُلبي مصالح الوطن متى نُودى إليها، يدافع عنها دبلوماسيون اؤتمنوا على مصالح مصر في الخارج، فدافعوا عنها بعزة وكبرياء وفخر لتعزيز مُكتسباتنا الوطنية، وسهروا على مصالح أبناء مصر في الخارج، مُطمئنين إلى وحدة نسيج مصر الوطني وتماسك جبهتها الداخلية.
وأضاف وزير الخارجية، في كلمة مسجلة له في المؤتمر العلمي الذي نظمه مركز بحوث الشرق الأوسط والدراسات المستقبلية بجامعة عين شمس والذي أقيم بعنوان “وزارة الخارجية المصرية في ١٠٠ عام” والذي يقام بالتزامن مع احتفال جامعة عين شمس بمئوية وزارة الخارجية تحت رعاية وزير الخارجية سامح شكري، أن هناك قواسما حضارية مشتركة مع جامعة عين شمس التي نفتخر باستضافتها لهذه الاحتفالية، لعل أهمها “قصر الزعفران” المقر الحالي لرئاسة جامعة عين شمس الذي كان من أوائل المقار التي استضافت وزارة الخارجية المصرية؛ وكان هذا القصرُ أيضًا شاهدًا بشموخه على إقرار ميثاق جامعة الدول العربية بين أروقته عام 1945، إيذانًا بوضع إطار مؤسسي لثوابت القومية العربية وآليات عملها المشترك.
وأوضح وزير الخارجية، أن الدبلوماسية المصرية، إذ تحتفل هذا العام بمئويتها، فإنها تمضي قدمًا في مسيرتها الوطنية تحت لواء الجمهورية الجديدة في تثبيت حضور مصر الفاعل في مختلف المحافل والقضايا الهامة التي باتت تؤرق المجتمع الدولي، وتعزز من تواجدنا في النظام العالمي عبر الانخراط الجاد في تفاعلات الأطر الدبلوماسية المختلفة، والمُساهمة بفاعلية في وضع حلول لقضايا مُعاصرة كالبيئة وتغير المناخ، ومكافحة الإرهاب، والهجرة غير الشرعية، وغيرها من القضايا الدولية المُلِّحة. إن استضافة مصر للدورة السابعة والعشرين لمؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ COP27، تمثل برهانًا على الثقل المصري الفاعل في واحدة من أبرز القضايا الدولية، وشهادة ثقة جديدة على وضعية القاهرة في الساحة العالمية.
وقال: عاد الكثير منهم إلى بلادهم يشغلون مناصب رفيعة في دولهم، وآخرون منهم حملوا منارة التنوير والتطوير لبلدانهم بما استقوه من علومٍ ومعارفَ في جامعات مصر ومعاهدها المختلفة. بل وقد بادر العديد من أساتذة مصر بالانتقال إلى دول ومناطق معيشية صعبة، وبعضها يشهد أزمات مختلفة، من أجل الاضطلاع بهذا الدور التعليمي والتنويري، ويسطرون مع زملائهم من الدبلوماسيين المصريين قصص نجاح مصرية في تلك المناطق، إيمانًا بدور القاهرة الثقافي، حاضرًا ومستقبلًا.
كما أكد شكري، أن الحديث عن مئوية الدبلوماسية المصرية يستدعي بطبيعة الحال التطرق إلى قوى مصر الناعمة ـــ على تعدد أدواتها الدينية والثقافية والتعليمية ــ والتي باتت تُشكل رافدًا جاريًا يُساهم في الارتقاء برسالة مصر الخارجية عبر إعمال تلك الركائز المؤثرة، مشيرا إلى أن الجامعات المصرية، بما لها من رصيد أكاديمي وعلمي وثقافي وسمعة دولية مرموقة، تُعدُّ إحدى الأذرع الرئيسة لقوة مصر الناعمة، وتضطلع بدورها الداعم لدور الدبلوماسية في سياق مد جسور التواصل الحضاري والثقافي مع دول محيطنا العربي والإفريقي والإسلامي. فقد احتضنت جامعاتنا العديد من أبناء تلك الدول الشقيقة طُلابًا نهلوا من العلم والخبرة في قاعات التدريس جنبًا إلى جنب مع إخوتهم المصريين.