132 عملا و14 زيجة و3 اعتقالات.. محطات في حياة مدرسة الرقص الشرقي “السياسية” تحية كاريوكا
تمر اليوم الذكرى ال22 على رحيل الفنانة تحية كاريوكا، التي تعد أبرز نجمات الرقص الشرقى فى مصر على مر العصور، واصبحت مدرسة تنتمى إليها الراقصات الجدد.
عرفت كاريوكا بنشاطها السياسى، ومواقفها الجريئة مع الرؤساء ورجال السلطة، وهي صاحبة أكبر عدد من الزيجات فى تاريخ السينما المصرية حيث تزوجت 14 مرة.
أبرز زيجاتها كانت من أنطوان عيسى ابن شقيقة الراقصة الأشهر وقتها بديعة مصابني، محمد سلطان باشا، الذى كان يعد أكبر أثرياء مصر، ضابط أمريكي يدعى ليفي أشهر إسلامه ليتزوج منها المخرج فطين عبد الوهاب، طيار الملك فاروق الخاص حسين عاكف،رشدي أباظة، محرم فؤاد وفايز حلاوة.
قدمت تحية للسينما 117 فيلمًا روائيًا بدأتها عام 1935، وقدمت المسرح السياسى الذى حمل اسمها من خلال فرقتها المسرحية في حوالي 5 مسرحيات خلال مشوارها و 10 مسلسلات.
مواقف كاريوكا والرؤساء كثيرة بدأتها بالملك فاروق فبينما كانت تحية تؤدي إحدى رقصاتها في فندق «الأوبرج» بالجيزة، فوجئت بوجود الملك فاروق، حاكم مصر قبل ثورة 23 يوليو 1952، يجلس في الصالة، ومعه عدد كبير من حاشيته، فسخرت كاريوكا من الموقف، ووجهت حديثها للملك فاروق، وقالت له: «مكانك مش هنا يا فاروق يجب أن تكون في قصر الملك»، فانصرف الملك فاروق.
عندما كانت تحية كاريوكا في جولة فنية في بيروت، رفضت أن ترقص أمام الرئيس التركي ومؤسس العلمانية التركية كمال أتاتورك، بعد أن أهان السفير المصري، فرد أتاتورك بمنعها من دخول تركيا.
تم اعتقالها مرتين لموقفها ضد النظام بعد ثورة 23 يوليو 1952، وبعد ثورة يوليو 1952، كان لتحية كاريوكا العديد من المواقف السياسية، بل أنها تعرضت للاعتقال على يد جمال عبد الناصر مرتين.
داهم البوليس الحربي منزلها، الذي كانت تقيم فيه مع الضابط كمال صدقي زوجها في ذلك الوقت، وكان معاديًا لثورة يوليو سنة 1954، ليخرج البوليس الحربي من منزلها منشورات ضد حركة يوليو، ورغم اعتراف زوجها بأنها لا تعلم شيئا عن المنشورات، اعتقلت لمدة 100يوم.
أما المرة الثانية التي تم اعتقالها فيها فكانت مع عدد من أعضاء الحزب الشيوعي المصري، لانتقادهم أداء حكومة جمال عبد الناصر وكانت تهاجم النظام الناصري، حتى وهي داخل المعتقل إلى جانب مشاركتها في مظاهرات الطلبة.
المدهش أن بعد نكسة يونيو 1967 جمعت تحية كاريوكا وحدها تبرعات من الفنانين والمسئولين وكبار رجال الأعمال والدولة للجيش المصري، بل وكانت تحمل السلاح بنفسها للفدائيين حتى عندما قابلها الزعيم جمال عبد الناصر قال لها: «إنتي ست بألف راجل».
كانت تحية كاريوكا أخفت الضابط محمد أنور السادات في منزل شقيقتها أثناء هروبه بعد مقتل أمين بك عثمان، وذلك في العهد الملكي، وكانت حريصة كل الحرص على سلامته لدرجة أنها كانت تأتيه بالجرائد اليومية داخل عمود الأكل حتى يدرك ما يدور حوله من مجريات الأمور، وظل 75 يومًا مختبأً في منزل شقيقتها ترعاه رعاية كاملة.
وعندما أصبح السادات رئيسًا لمصر وقفت بجانبه، وفي يوم 3 سبتمبر 1981 قام السادات بمجموعة اعتقالات سياسية من أجل قمع السياسيين المعارضين لاتفاقية كامب ديفيد، تم اعتقال ما يزيد على 1536 من رموز المعارضة السياسية في مصر إلى جانب عدد من الكتاب والصحفيين، وإلغاء إصدار الصحف المعارضة، وكانت تحية كاريوكا ضمن هؤلاء المعتقلين فقالت له: «خبيتك في بيتي وقت ما كان العالم كله بيدور عليك وآخرتها تعتقلني».
في بداية عهد الرئيس الراحل حسني مبارك أقيم حفل غنائي كبير، وجمع فيه كبار وعمالقة الفن، وشارك منهم فاتن حمامة وفريد شوقي وماجدة ويحيى شاهين وشكري سرحان وأكثر من 150 فنانا من مختلف الأجيال.
وفي نهاية الحفل كان هناك تقليد متبع أن يذهب جمع الفنانين ليسلموا على الرئيس ويلتقطوا معه الصور التذكارية فجاء أحد كبار المسئولين، وقال لجمع الفنانين: «استعدوا عشان تقوموا تسلموا على الريس».
وفي وسط هؤلاء الجمع الغفير من الفنانين صرخت تحية كاريوكا في وجه هذا المسئول قائلة: «وهو مايجيش يسلم علينا ليه»، فسمعها الرئيس مبارك بنفسه حتى قام لها وسط ذهول كبير من كل الحاضرين وقال لها: «ومالوا ياست تحية أقوم أسلم عليكي بنفسي»، فسلم على الجميع والتقط معهم الصور.
ولم تكتفِ كاريوكا بهذا فقط بل قالت له: «في ناس غلابة كتير من شعبك بينام من غير عشا ياريت ياريس تاخد من ميزانية كل مسلسل وفيلم ولو 1000 جنيه لهم».