ارتفاع أسعار السلع الاستهلاكية تداعيات الحرب أم جشع تجار| الغلاء يضغط على ميزانية الأسرة.. واقتصادي: التجار يتحملون الجزء الأكبر ولابد من تشديد الرقابة على الأسواق
ارتفعت أسعار عدد من السلع الاستهلاكية في مصر خلال الأيام الماضية، وذلك بعد الحرب الروسية الأوكرانية، التي ألقت بظلالها على العالم كله، ولكن يتساءل البعض حول إذا كان ارتفاع الأسعار له علاقة مباشرة بارتفاع الأسعار أم محاولة التجار استغلال الأزمة لتحقيق مزيد من الربح لصالحهم.
اقرأ أيضًا:
وأكد المحللون الاقتصاديون أن الحرب الروسية الأوكرانية سيكون لها تداعيات على الاقتصاد العالمي وسيشهد العالم ارتفاع في جميع الأسعار وأيضا في متاجر البقالة، حيث يصبح إنتاج كل شيء من المكرونة إلى الشوكولاتة أكثر تكلفة، مما يؤدي إلى زيادة الضغط على ميزانيات الأسرة.
ارتفاع أسعار الخبز والدقيق
قال عطية حماد رئيس شعبة المخابز بالغرفة التجارية بالقاهرة، إن هناك ارتفاعا في أسعار الخبز السياحي وأسعار الدقيق السياحي وليس المدعم، مؤكدا: ” لا مساس بأسعار الدقيق المدعم “.
وأوضح أن هناك تجار ومتعهدين ومستوردين يخزنون الدقيق السياحي كي يرتفع السعر أكثر من ذلك ويستغلون الأزمة العالمية بين روسيا وأوكرانيا”، متابعا: “يجب تشديد الرقابة على التجار والمستوردين والمتعهدين لمراقبة الأسواق وقيام البعض بتخزين الدقيق كي يرتفع سعره”، لافتا إلى أن أصحاب مطاحن يقومون بتصدير الدقيق للخارج ونحتاج إلى إيقاف الصادرات حاليا في ظل الأزمة العالمية”.
تأثير الحرب الروسية الأوكرانية على أسعار السلع
وفيما يخص علاقة ارتفاع الأسعار بالحرب بين روسيا وأوكرانيا، قال الدكتور أبوبكر الديب، مستشار المركز العربي للدراسات والباحث في العلاقات الدولية والاقتصاد السياسي إن الحرب الروسية الأوكرانية لها تأثيرات على اقتصادات العالم بما فيها الاقتصاد المصري.
وأضاف الديب في تصريحة لـ “الحكاية” أن الحرب أثرت على المشهد الاقتصادي العالمي، لكن جشع التجار في مصر يتحمل الجزء الأكبر، لافتا إلى أنه بمجرد علم التجار بالأزمة بدأوا في احتكار السلع ورفع الأسعار، وطالب بضرورة تشديد الرقابة على الأسواق،
وأشار إلى أن هناك ارتفاعات غير مبررة في أسعار كثير من السلع الأساسية، ليس لها علاقة بالحرب أو غيرها ولكن جشع التجار عمل على زيادة أسعار هذه السلع، وهذا يربك حركة السوق.
الحرب الروسية الأوكرانية تنذر بوقوع أزمة غذاء عالمية
وحذر الدكتور أبوبكر من اندلاع أزمة غذاء وارتفاع معدلات الجوع بالعالم اذا امتدت الحرب الروسية الاوكرانية قائلا إن هناك ترقب في سوق القمح العالمي نظرا لما تمثله روسيا واوكرانيا من ثقل كبير في سوق الحبوب العالمي فضلا عن العقوبات الغربية علي موسكو، لافتا إلى أن روسيا وأوكرانيا يستحوذان علي 29% أو ثلث كمية القمح التي تصدر للعالم.
وأوضح أن روسيا أنتجت 76 مليون طن من القمح العام الماضي، وكا متوقعا لها توريد 35 مليون طن من القمح للعالم خلال الفترة من يونيو إلى يوليو المقبل وبلغت تجارة روسيا الخارجية مع دول العالم بلغ في الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري 540 مليار دولار، بما في صادرات من روسيا بقيمة 310 مليار دولار.
وذكر أن تهيمن روسيا على عدد كبير من الصادرات مما يجعلها واحدة من أكبر الموردين في العالم، وهو ما قد يضر بسلاسل الإمدادات في حال نشوب حرب مع أوكرانيا، وتعتبر أكبر مصدر للقمح في العالم، بجانب أنها من كبار منتجي النفط في العالم من خارج منظمة أوبك، كما أنها مصدر رئيسي للغاز في أوروبا، وتستحوذ على حصة من إنتاج الألومنيوم والنيكل.
واختتم: “مصر ستتأثر بهذه الحرب لأن إرتفاع سعر البترول والغاز والحبوب والغلال يؤثر على احتياجات المواطنين وبالتالي من الممكن أن نشهد فترة من التضخم، تقل أو تزيد بناء على سيطرة الأجهزة الرقابية في مصر على جشع التجار وعدم حدوث تغير كبير في الأسعار الأيام القادمة”.
موضوعات ذات صلة:
أبوبكر الديب: مليار دولار مكاسب شركات المرتزقة الدولية من الحرب على أوكرانيا