دراسة للمركز المصرى تسرد نجاح “الاختيار3” فى كشف الجماعات الإرهابية
يشهد موسم الدراما الرمضانية في العام الجاري، استكمالًا لسلسة من المسلسلات التليفزيونية التي تحمل إما طابعًا وثائقيًا للحظات تاريخية فاصلة من عمر الوطن مثل دراما “الاختيار” بأجزائها المختلفة، أو “هجمة مرتدة” الذي عُرض في رمضان 2021، والعائدون الذي يُعرض في رمضان الجاري.
وكشفت دراسة للمركز المصرى للفكر والدراسات أنه على الرغم من الريادة العربية التي لطالما تمتعت بها الدراما المصرية إجمالًا، على مدار تاريخها الممتد، إلا أنه من اللافت للانتباه أن الأعوام الأخيرة قد شهدت كثافة في عرض هذا النوع تحديدًا من الأعمال الفنية، وهو ما يأخذنا إلى طرح عددًا من التساؤلات، عن ماهية مفهوم “القوى الناعمة” ومدى مشروعية استخدامه كأداة في يد الدولة من جهة، وعن السبب في هذا التكثيف من جهة أخرى؟ في محاولة لشرح السبب وراء استهجان الجماعات المتطرفة على هذه الأعمال.
تكثيف الدراما الوثائقية في مصر: السر في التوقيت
عاشت مصر فترة تاريخية حرجة بدأت تحديدًا منذ عام 2011، واستمرت على مدار سنوات متتالية بعد ذلك، شهدت فيها البلاد اضطرابات عديدة. وصولًا إلى الجرعة المريرة من التجربة الكاشفة التي تجرعتها مصر، عندما تولى الحكم، لأول ولآخر مرة في تاريخ البلاد في عام 2013، رئيس ينتمي إلى جماعة متطرفة ويتلقى أوامره من قيادات التنظيم الدولي بالخارج. وعند هذه النقطة، نجد أنه من الضروري طرح أسئلة هامة، من هُم المصريون الذين كانوا في عام 2013 غير مدركون لهوية وحقيقة جماعة الإخوان الإرهابية؟ وكيف ولماذا نجحت الجماعة في التوسع واستقطاب الشباب؟
وكشفت الدراسة إن الجهل، والجهل وحده، لطالما كان هو العدو الأول والمذنب الكبير فيما أحرزته الجماعة الإرهابية من نجاحات في تلك الأوقات الحالكة، فقد كان هناك جيلًا كاملًا من المصريين، ولد وشَب، وهو لا يعرف شيء عن هذه الجماعة سوى أنهم حفنة من “المطاريد” من محبة النظام السياسي الحاكم، الذي ومن المثير للعجب، لم يكن يوجد شريحة واسعة من المصريين مدركين بشكل كامل للسر وراء غضب هذا النظام على هذه الجماعة. ترتب على ذلك، أن حقق التيار الإرهابي، الذي يعتمد على سمعة دينية في التوسع، نجاحًا واسعًا في حركة الانتشار والتجنيد السرية التي استمرت على مدار أعوام ما قبل احتجاجات 2011 والأعوام الوجيزة التالية لها كذلك.