هل يتحول جدري القرود لوباء؟| تحذيرات منظمة الصحة العالمية تتزايد والغلق يهدد أوروبا.. والصحة المصرية تشدد إجراءاتها بالمطارات والمنافذ
يعيش العالم حالة من الرعب خلال الفترة الأخيرة، بعد الحديث عن انتشار مرض جدري القرود في عدد من دول أوروبا، وتصاعدت وتيرة تحذيرات منظمة الصحة العالمية، ويخشى العالم من تحوله لوباء عالمي مثلما حدث في فيروس كورونا، ولهذا اتخذت عدة دول تدابير من شأنها منع دخول المرض أراضيها بالأضافة إلى حملات التوعية للوقاية منه.
اقرأ أيضًا:
وضرب جدري القرود عدد من دول العالم خاصة داخل القارة الأوروبية التي ضربتها الإصابات بقوة، وأعلنت دول جديدة بخلاف بريطانيا – إسبانيا – البرتغال – إيطاليا – الولايات المتحدة الأمريكية – السويد – كندا – فرنسا، – ألمانيا – بلجيكا – وأستراليا عن إصابات بمرض جدري القرود من بينها: دولة الاحتلال الإسرائيلي.
ما هو مرض جدري القرود وأعراضه؟
جدري القرود، هو مرض ناجم عن عدوى فيروسية شائعة بالأساس في غرب ووسط إفريقيا، وهذا الأسبوع، وصف مسؤولون ألمان التفشي بأنه الأكبر على الإطلاق في المنطقة.
وجدري القرود هو فيروس نادر شبيه بالجدري البشري، على الرغم من كونه أخف، وتم رصده لأول مرة في جمهورية الكونغو الديمقراطية في السبعينيات، وزادت الحالات في غرب إفريقيا في العقد الماضي.
وتشمل أعراض المرض الحمى والصداع والطفح الجلدي الذي يبدأ على الوجه وينتشر إلى باقي أجزاء الجسم، ويمكن أن يصاب الناس بجدري القرود من خلال الاتصال الوثيق مع المصابين بالفيروس، وعادة ما تكون العدوى خفيفة ويتعافى معظم الناس في غضون أسابيع قليلة.
منظمة الصحة العالمية تحذر من جدري القرود
قالت منظمة الصحة العالمية، إن فيروس جدري القرود ينتقل إلى البشر من طائفة متنوعة من الحيوانات البرية، ولكن انتشاره على المستوى الثانوي محدود من خلال انتقاله من إنسان إلى آخر، مؤكدة أنه مرض نادر يحدث أساساً في المناطق النائية من وسط أفريقيا وغربها بالقرب من الغابات الاستوائية الماطرة.
وأكدت منظمة الصحة العالمية، أنه لا يوجد أيّ علاج أو لقاح متاح لمكافحة المرض رغم أنّ التطعيم السابق ضدّ الجدري أثبت نجاعة عالية في الوقاية أيضاً من جدري القردة، لافتة إلى أنه تسبب في وفاة 58 شخصا في دولة الكونغو الديمقراطية منذ بداية العام الحالي في 87 منطقة داخل البلاد.
وحذرت المنظمة من موجة التفشي الأخيرة حيث أنها تبدو “غير نمطية”، باعتبار أنها تحدث في البلدان غير الموبوءة، بعد رصد إصابات جديدة بمرض “جدري القرود” في عدة دول حول العالم، لافتة إلى أنه وصل إلى 80 حالة في 11 دولة على الأقل، مؤكدة أنها تحقق في 50 حالة إضافية يشتبه بها في دول أخرى لم تسمها”.
وأضافت الصحة العالمية في تغريدة على “تويتر”، أنه “تم تسجيل نحو ألف و284 حالة اشتباه بالإصابة بمرض جدري القرود منذ بداية العام حتى الـ 8 من مايو الجاري، بينها الحالات التي تم تسجيلها في الكونغو الديمقراطية”.
بلجيكا أول دولة تفرض الحجر الصحي بسبب جدري القرود
ومن ناحيتها، أصبحت بلجيكا أول دولة تفرض الحجر الصحي الإلزامي لمدة 21 يومًا على المصابين بفيروس جدري القرود الذي رصد في 14 دولة حتى الآن، وسط مخاوف من انتشاره بشكل متزايد.
وقالت السلطات الصحية البلجيكية، إن “أولئك الذين أصيبوا بالفيروس سيضطرون الآن إلى عزل أنفسهم لمدة ثلاثة أسابيع”، وجاء بعد تسجيل ثلاث حالات في البلاد.
ومن ناحية أخرى، قال مدير الصحة العامة في لندن البروفيسور كيفين فينتون: “قمنا مؤخرا بتشخيص عدد من الحالات الجديدة لمرض جدري القردة في إنجلترا، وتحديدا في منطقة لندن الكبرى. وفي هذه المرحلة، نطلب من الجميع أن يكونوا على دراية بالعلامات والأعراض التي تشمل الطفح الجلدي حول الفم، وكذلك حول المنطقة التناسلية”.
وتابع: “نحن نطلب بشكل خاص من الرجال المثليين وثنائيي الجنس، الذين رأينا نسبة متزايدة من الحالات بينهم، أن يكونوا على اطلاع على مرض جدري القردة”.
نصائح الدكتور هاني الناظر للوقاية من مرض جدري القرود
ومن جانبه، حذر الدكتور هاني الناظر استشاري الأمراض الجلدية، من ظاهرة تقبيل الحيوانات، متابعا: “غير مقبولة ويجب تطعيم الحيوانات منعا للإصابة بأي أمراض”، لافتا إلى أن هذا “الفيروس ظهر منذ 10 سنوات في إفريقيا، وهو موسمي يظهر في هذه الفترة من العام”.
وأوضح أستاذ الأمراض الجلدية، أن “جدري القرود يظهر مع تغير الفصول وهو ليس منتشرا، وليس له دواء خاص به مثل الحصبة والشفاء التلقائي يمثل 90% من الحالات”.
وبيّن استشاري الأمراض الجلدية، أنه يجب الابتعاد عن التلامس المباشر للوقاية من جدري القرود، وحتى الآن لا يوجد حالة واحد مصابة بالفيروس في مصر ولا داعي للقلق، موضحًا أن “جدري القرود يصيب الذكور والنساء والصغار والكبار”.
وأوضح هاني الناظر، أن جدري القرود انتقل من الحيوان للإنسان، ومن الوارد أن تكون الكلاب والقطط والفئران ناقلة للفيروس، وينبغي عدم تناول اللحوم غير المطهية بشكل جيد لأنها “لو كانت تحمل جدري القرود وتناولها الإنسان سيصاب بالفيروس”.
وزارة الصحة تضع 6 إجراءات للوقاية من مرض جدرى القرود
ومن جانبها اتخدت وزارة الصحة عدد من الإجراءات للتعامل مع أزمة جدري القرود، بعد انتشار الإصابات بــ 11 دولة خلال الأيام الماضية،وقسّم منشور لوزارة الصحة الحالات المصابة بالمرض إلى حالات مشتبعة وحالات محتملة وحالات مؤكدة، ووفقا لكل حالة يتم التعامل معها.
الحالة المشتبهة وهي أي حالة مرضية تعاني من ارتفاع درجة الحرارة فوق 38.3 درجة مئوية، مع صداع شديد والتهاب بالغدد الليمفاوية مع آلام في الظهر وألم بالعضلات ووهن شديد، يليه بعد يوم إلى ثلاثة أيام ظهور طفح جلدي يتطور تدريجيا يبدأ عادة من الوجه ثم ينتشر في أجزاء أخرى من الجسم بما في ذلك باطن القدمين وراحتي اليدين.
أما الحالة المحتملة: فهي الحالة المستوفية للأعراض الإكلينيكية للحالة المشتبهة ولها صلة وبائية بحالة مؤكدة أو محتملة وهي ليست مؤكدة معمليا
بينما الحالة المؤكدة: هي الحالة المستوفية للأعراض الإكلينيكية وتم تأكيدها معملياً.
إجراءات الوقاية من المرض:
1- لا توجد أي إجراءات استثنائية فيما يخص المرض حتى الآن ويتم تقييم الوضع الوبائي للمرض بصفة دورية طبقا لدراسة تقييم المخاطر والوضع الوبائي العالمي
2- الترصد النشط للمرض ونشر تعريف الحالة بالمنشآت الصحية
3- الإبلاغ الفوري في حالة الاشتباه في حالة مرضية تستوفي تعريف الحالة
4- عند الاشتباه في حالة مرضية بجدري القرود يتم عزلها فورا
5- الالتزام التام بإجراءات مكافحة العدوى داخل المنشآت الصحية وتشمل:
- غسل الأيدي
- ارتداء كافة أدوات الوقاية الشخصية أحادية الاستخدام (قفازات – ماسك – واقي الوجه – النظارات الطبية – العباءات الطبية.
- التنظيف والتطهير
- التعامل السليم مع ملاءات الأسرة
- التخلص الآمن من النفايات الطبية
6- متابعة المخالطين للحالة المشتبهة أو المؤكدة مع المتابعة الصحية المستمرة لمدة 3 أسابيع.
الصحة تشدد إجراءاتها بالموانئ والمطارات لرصد حالات الإصابة بجدري القرود
شددت وزارة الصحة والسكان إجراءاتها على جميع المنافذ البرية والبحرية والجوية خاصة دول وسط وغرب أفريقيا التي ينتشر فيها الوباء حاليا مؤكدة أنه يتم فحص كامل لكافة الأفارقة المترددين والقادمين من الخارج.
وأكدت الوزارة أنه تم رفع درجة الإستعداد بكل المطارات والمواني المنافذ البرية كما تم توفير التطعيمات اللازمة قبل السفر إلى أفريقيا للمسافرين الذين يترددون على الدول الأفريقية.
وحول الإجراءات التي يمكن اتخاذها لمنع الإصابة بالمرض في الدول التي ينتشر فيها الوباء قالت وزارة الصحة يجب تجن ملامسة الحيوانات التي يمكن ان تكون حاملة للمرض سواء كانت ميتة أو مريضة مع عدم لمس أي أدوات لامسة الحيوانات المريضة أو الميتة مشيرة إلى أن أي حالات يشتبه في إصابتها بالمرض سيتم عزلها لحظر الإصابة مشيرة إلى ضرورة غسل اليدين بالماء والصابون واستخدام الوقيات الشخصية والحرص على تطبيق قواعد وإجراءات الحجر الصحي للحيوانات المصابة.
موضوعات ذات صلة:
الصحة: تجهيز وافتتاح 17 مركزا للعلاج الطبيعي بخمس محافظات
دراسة مد مظلة التأمين الصحي الشامل لعدد أكبر من غير القادرين
