قرار الفيدرالي الأمريكي وتأثيره على الذهب والدولار| خبراء الاقتصاد يكشفون تداعياته على الأسواق الناشئة ومنها مصر.. ويتوقعون رفع المركزي المصري الفائدة رغم خطورتها
أربك قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي برفع الفائدة بمقدار 75 نقطة أساس، اقتصاديات العالم، واتجهت عدة دول برفع الفائدة بعدها بساعات قليلة، خوفا من هروب رؤوس الأموال الساخنة إلى أمريكا نظرا للفائدة المرتفعة، وسيكون تأثير رفع الفائدة أكثر خطورة على الأسواق الناشئة، على خلفية ارتباط تلك الاقتصادات بالاقتصاد الأمريكي.
اقرأ أيضًا:
وتأثرت البورصات العالمية وأسعار الأسهم والذهب والعملات المختلفة أمام الدولار بهذا القرار، خاصة أن رفع الفائدة يعنى خروج الدولار إلى تجارة الفائدة الرائجة حاليًا، كما أن رفع الفائدة يعنى مزيدا من قوة الدولار، والذى سجل مستويات هى الأعلى فى 20 عاما بعد رفع الفائدة فى اجتماع الفيدرالى السابق والذى انتهى برفع الفائدة 0.5%.
ويستعرض موقع الحكاية في التقرير التالي آراء خبراء الاقتصاد، في تأثير قرار البنك المركزي الأمريكي رفع الفائدة، على أسواق العالم ومنها مصر.
سيد خضر: أمريكا تريد إدخال العالم في نفق مظلم
قال الدكتور سيد خضر خبير الاقتصاد إن بعد قرار البنك الفيدرالي الأمريكي برفع سعر الفائدة 75 نقطة، أصبح العالم بحاجة إلى استخدام عملات دولية متنوعة لا تعتمد فقط على سعر الدولار، ولكن تقوم كل دول باستعمال عملتها، لذلك حان الوقت لان يكون هناك تغيير في السياسة المالية حول العالم، حتى يتم السيطرة على معدلات التضخم الناتجة عن استمرار رفع الفائدة أكثر مما يكون له تأثير خطير على الاستقرار فى ارتفاع الأسعار العالمية.
وأضاف في تصريحات خاصة لموقع الحكاية: منذ انتشار فيروس كورونا يعيش كثير من الدول حالة صراع، فلم يتعافى العالم بشكل كامل من تداعيات انتشار فيروس كورونا التي أدت إلى غلق عدد من المصانع في أمريكا وأوروبا، كما أن أمريكا الآن تعاني من انهيار اقتصادها بشكل كامل وتتخذ قرارات تؤثر على اقتصاد كافة الدول الناشئة حتى لا تسقط بمفردها، فهي تريد كافة دول العالم تعاني من نفس الانهيار الاقتصادي.
وتابع: الولايات المتحدة الأمريكية تريد أن تُدخل العالم في نفق مظلم، لذا فإن الحل يكون في توحيد العملة ما بين دول الشرق الأوسط والخليج العربي، كما يمكن لمصر أن تنوع مصادر دخل قناة السويس بحيث إلا يكون الاعتماد على الدولار فقط وبذلك يقل الطلب على الدولار، كما يمكن أن يكون هناك اتفاق مع الصين أن يتم استخدام اليوان الصيني بدلا من الدولار في عملية الاستيراد والتصدير، فالصين هي أكبر مصدر لمصر.
سيد خضر: ستكون هناك أعباء إضافية في حالة رفع البنك المركزي المصري الفائدة
واستطرد: لابد من تكاتف العالم والعمل على تنوع مصادر العملات، وقتها سيكون الدولار على حافة الهاوية، فرفع سعر الفائدة يعني أنه ليس هناك استثمارات مباشرة وغير مباشرة في الدول، كما أن رفع الفائدة الأمريكية لن يكون الأخير فأمريكا سوف تتخذ قرار رفع أخر، سيؤدي إلى انهيار دول العالم في حالة عدم تنوع مصادر العملات.
واختتم حديثه قائلا: أرى أنه سيكون هناك أعباء إضافية في حالة اتجاه البنك المركزي لرفع الفائدة فى اجتماعه المقبل، فلابد من ثبات نسبه الفائدة الحالية حتى لايكون هناك تداعيات خطيرة على الاقتصاد المصري وكذلك السيطرة على الضغوط التضخمية.
أبو بكر الديب: أمريكا تحرق العالم بنار التضخم
قال الدكتور أبوبكر الديب، مستشار المركز العربي للدراسات والباحث في العلاقات الدولية والإقتصاد السياسي، إن أمريكا تحرق العالم بنار التضخم الذي تريد خفضه لمواطنيها، بعد أن وصلت معدلات التضخم لديها المستوى الأعلى منذ 40 عاما وان العالم سيدخل في موجة تضخمية عنيفة خصوصًا مع إطالة عمر الحرب الروسية الأوكرانية والعقوبات علي النفط الروسي.
وتوقع أبو بكر الديب موجة من رفع أسعار الفائدة فى معظم دول العالم خلال الأيام القادمة وخاصة مصر، ومزيد من ارتفاعات الأسعار فى العالم، ستظل مستمرة خاصة فى ظل استمرار حرب روسيا وأوكرانيا، وتوقع أيضًا موجة جديدة من هجرة الدولار ورؤوس الأموال من الاقتصاديات الناشئة إلى أمريكا.
وأضاف: هذه هي المرة الأولى التي يرفع فيها البنك المركزى الأمريكى الفائدة 0.75% دفعة واحدة منذ 28 عامًا، ومن المتوقع انخفاض الذهب فى بورصات العالم بعد قرار رفع الفائدة فى أمريكا وحدوث موجة جديدة من هجرة الدولار ورؤوس الأموال الساخنة من الاقتصاديات الناشئة ومنها مصر إلى أمريكا، وموجة أخري من رفع أسعار الفائدة فى معظم دول العالم عقب قرار البنك المركزى الأمريكى وارتفاعات الأسعار فى العالم هتفضل مستمرة فى ظل استمرار حرب روسيا وأوكرانيا.
أبو بكر الديب: أتوقع رفع الفائدة فى مصر بنسبة 1%
كما أشار إلى أن البنك المركزى الأمريكى سوف يرفع الفائدة 3 مرات أخرى فى 2022 لتصبح الفائدة فى أمريكا 2.5% وكمان مرتين على الأقل فى 2023 لتصبح الفائدة 3%، وفي مصر موعد اجتماع أسعار الفائدة القادم فى مصر يوم 23 يونيو والمتوقع رفع الفائدة فى مصر بنسبة 1%.
رمزي الجرم لـ الحكاية: قرار الفيدرالي الأمريكي خطير على الأسواق الناشئة
تعليقًا عل قرار البنك المركزي الأمريكي رفع الفائدة، قال الخبير الاقتصادي الدكتور رمزي الجرم: لا شك إن تداعيات قرار الفيدرالي الأمريكي برفع أسعار الفائدة بواقع 0.75٪ في نطاق 1.5٪ & 1.75٪ ستكون أكثر خطورة على الأسواق الناشئة، على خلفية ارتباط تلك الاقتصادات بالاقتصاد الأمريكي، مما ستكون عدوى الأزمات المالية بشكل أسرع من غيرها من الاقتصادات الأخرى، التي لديها اكتفاء ذاتي في كثير من السلع الاساسية والاستراتيجية.
وأضاف في تصريحات خاصة لموقع الحكاية: من المُحتمل أن تَشهد الأسواق العالمية سيناريوهات صعبة للغاية، على خلفية رفع أسعار الفائدة الأمريكية بهذا المُعدل المُرتفع، وهو ما سيدفع الاقتصاد الأمريكي إلى حالة خطيرة من حالات الركود التضخمي، ويضعف القوة الشرائية لدى المواطن الأمريكي، ويدفع كثير من المشروعات والكيانات الاقتصادية والمالية نحو التعثر أو الإفلاس، وتقليل فرص العمل بشكل كبير، مما سيؤدي إلى زيادة مُعدلات البطالة، وإنخفاض معدلات النمو الاقتصادي بشكل غير مسبوق، مما يجعل شعبية حزب الديمقراطين على المَحَك، خصوصاً مع اقتراب التجديد النصفي لانتخابات الكونجرس في الثامن من نوفمبر القادم.
وأوضح: تَبني الفيدرالي الأمريكي رفع الفائدة الامريكية بواقع 0.75٪ ربما يرجع بشكل أساسي إلى تصاعد حدة التضخم بنهاية مايو الماضي إلى مستوى 8.6٪ مقابل 8.3٪ في الشهر السابق له من نفس العام 2022، مع العلم أن مستوى التضخم كان قد سجل 8.5٪ في مارس من نفس العام، ويحاول الفيدرالي الأمريكي، الوصول بمعدل التضخم إلى مستوى 2٪.
وتابع الجرم: أما بالنسبة لتداعيات ذلك على الأسواق الناشئة، وبشكل خاص على الاقتصاد المصري، فمن المتوقع أن هذا الأمر، سوف يكون له تداعيات سلبية شديدة على الاقتصاد، خصوصاً أن الاقتصاد المصري مرتبط ارتباطاً قوياً بالاقتصاد الأمريكي، مما سيؤدي إلى انتقال عدوى الأزمة المالية إلى تلك الأسواق بشكل أسرع بالمقارنة بغيرها من اقتصادات الدول الصناعية الكبرى.
رمزي الجرم: قرار الفيدرالي الأمريكي سيؤدي لنزوح الأموال الساخنة لأمريكا
واستطرد: والحقيقة، أن رفع سعر الفائدة الأمريكية، لثلاث مرات متتالية، مع توقعات بوجود المزيد من رفع للفائدة غير متوقع في المرات القادمة، سوف يؤدي اإلى نزوح المزيد من الأموال الساخنة نحو الأسواق الغربية وأدوات الدين في الاقتصاد الأمريكي، مثل السندات وأذون الخزانة، للاستفادة من أسعار الفائدة المرتفعة، وتدني معدل المخاطر، في ظل التوترات الجيوسياسية، وحالة الضبابية وعدم اليقين التي تواجه الاقتصاد العالمي، فضلاً عما ستشهده أسواق الذهب من حالة عدم الاستقرار، حيث ارتفعت أسعاره اليوم الأربعاء من أدنى هبوط له خلال أقل من شهر واحد، نتيجة الارتباط الوثيق بينه وبين أسعار الفائدة على الدولار.
رمزي الجرم: أتوقع رفع الفائدة في مصر تدريجيًا
وأكد الدكتور رمزي أنه في الشأن المصري، من المتوقع أن يتجه البنك المركزي المصري، نحو الرفع التدريجي لأسعار الفائدة على الإيداع والاقراض، ولكن ليس بهذه الوتيرة، فمن المُمكن أن ينحصر ما بين 0.5٪ & 1٪، على خلفية ان التضخم الذي يواجه الاقتصاد المصري، ناتج عن ارتفاع تكاليف السلع والخدمات، وارتفاع تكاليف السلع المستوردة، وليس بسبب زيادة الكتلة النقدية في الأسواق، كما أنه من غير المتوقع أن يكون هناك تخفيض للعملة مرة أخرى، كما حدث في مارس من العام الجاري، ومن ثم، من المتوقع ألا يكون هناك طرح لشهادات ايداع بأسعار تزيد عن 14٪ بعد إيقاف شهادات الإيداع ذات عائد 18٪ خلال الفترة القليلة الماضية.
موضوعات ذات صلة:
اقتصادي يكشف لـ”الحكاية” إجراءات تحمي الفقراء من تداعيات رفع الفائدة والدولار وتأثيرات الحروب