نحو حفظ حرمة الموتى| مطالب بتجريم نشر صور وفيديوهات المتوفين في الحوادث.. وعالم دين: النشر لغير غرض ولا ضرورة انتهاك صارخ لحقوق المرضي والمصابين والمتوفين
ظهرت مطالبات عديدة خلال الفترة الأخيرة لتجريم نشر صور وفيديوهات المتوفين في الحوادث عبر مواقع التواصل ووسائل الإعلام، حفاظا على حرمة الموتى ومراعاة لشعور ذوي المتوفين، مطالبين بضرورة تجريمها في القانون.
اقرأ أيضًا:
وجاء ذلك بعد أن شهدت مصر خلال الأيام القليلة الماضية عدة حوادث تم تداول أحداثها على نطاق واسع عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، من حوادث عنف أو انتحار كان أبطالها جميعهم شباب، أو حتى حوادث الطرق، ومن هنا ظهرت مطالبات بتجريم تلك الممارسات حفاظا على حرمة الموتى وحفاظا على شعور ذويهم.
رأي الدين في نشر صور المتوفين في الحوادث
أوضح الدكتور أبو اليزيد سلامة، الباحث الشرعي بمشيخة الأزهر الشريف في تصريحات صحفية سابقة حكم نشر صور المتوفين عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وأكد ابواليزيد أن الوسائل لها حكم المقاصد، وإذا كان المقصد منهياً عنه كانت الوسيلة منهياً عنها، وإن كان المقصد واجبًا كانت الوسيلة واجبة، فشراء المصلي للعطر ليتتطيب به يوم الجمعة مستحب؛ لأن التطيب يوم الجمعة مستحب، أما الذهاب إلى المسجد لمن توافرت فيه الشروط لأداء صلاة الجمعة فواجب؛ لأن صلاة الجمعة واجبة على من توافرت فيه شروطها.
وبناء على ما تقدم فقد أوضح الباحث الشرعي، أنه لو عثر على شخص مصاب أو متوفى في حادث ولم يتمكن من التعرف عليه إلا من خلال نشر صوره فلا مانع من ذلك، وكذا في حالات الضرورة.
وأكد سلامة أن النشر لغير غرض ولا ضرورة هو انتهاك صارخ لحقوق المرضي والمصابين والمتوفين لا يجوز ولا يحل، وأما تصوير الإنسان في الأحوال الطبيعية بغير إذنه لا يحل شرعاً، فكيف بالمصاب والمتوفى.
ونصح الباحث الأشخاص الذين يشاهدون الكوارث أو الحوادث أن يسعوا بقدر جهدهم ووسعهم لإنقاذ المصابين ومساعدتهم إن استطاعوا، لا أن ينتهكوا خصوصيتهم وكرامتهم ويؤذوا مشاعرهم ومشاعر ذويهم، بنشر هذه الصور.
حكم نشر صور الموتى على مواقع التواصل وطلب الدعاء لهم
وقد أوضحت دار الإفتاء المصرية حكم نشر صورة للميت على مواقع التواصل الاجتماعى بنية دعاء المتابعين له بالرحمة والمغفرة،
وأجاب عن السؤال الشيخ محمد وسام، مدير إدارة الفتوى المكتوبة، وأمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، قائلا :” لا مانع شرعا فليس هناك فى الشرع ما يمنع مثل هذا، فالوسائل لها أحكام المقاصد”.
وتابع أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية:” والذى يفعل يذلك إنما يريد أن ينشر صورة للميت لكى يتذكره من يعرفه فيبعثه ذلك على الدعاء له والإخلاص فى الدعاء فيستجيب الله تعالى له وينتفع الأموات بدعاء الأحياء”.
ضوابط وأخلاقيات نشر الجريمة في الإعلام
وكان المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام برئاسة الكاتب الصحفي كرم جبر، قد أصدر القرار رقم 22 لسنة 2022، الخاص بإصدار كود “ضوابط وأخلاقيات نشر أخبار الجريمة والتحقيقات”، والذي نشر بالجريدة الرسمية بالعدد رقم 108 الصادر بتاريخ 16 مايو 2022.
وجاء نص كود “ضوابط وأخلاقيات نشر أخبار الجريمة والتحقيقات”، أنه عند نشر أو بث التغطية الإعلامية والصحفية لأخبار الجرائم والتحقيقات والأفعال الضارة أو الخطيرة، يجب الالتزام بالآتي:
أولًا الاعتدال والحياد والموضوعية:
1-يجب التحلي بالصدق والحياد والموضوعية في تناول أخبار الجرائم.
2-يجب مراعاة عدم الترويج أو دعم رواية أحد الأطراف على حساب طرف آخر أو لصالحه.
3-يجب العمل على تحقيق التوازن بين التغطية الاستقصائية والتغطية الخبرية للجريمة.
4-يجب عدم التهوين أو التهويل في النشر أو التغطية.
عدم نشر المشاهد الصادمة أو القاسية:
1-يجب عدم نشر صور أو مشاهد أو مقاطع بشعة أو غير مقبولة أو صادمة أو قاسية أو مبتذلة
أو تسبب انزعاجًا شديدًا أو صور الجثث.
2-عند وجود ضرورة مهنية أو مجتمعية تقتضي ذلك في إطار الضوابط المهنية، فيجب التحذير من المحتوى الحساس قبل إتاحة الاطلاع عليه.
3-يجب في جميع الأحوال أن يكون النشر أو البث في إطار من احترام الحق في الخصوصية والكرامة الإنسانية ومراعاة حرمة الموتى.
موضوعات ذات صلة:
حوادث هزت الرأي العام خلال أيام| حالات انتحار.. وقتل نيرة وإيمان وشيماء باسم الحب والزواج الأبرز
من المنصورة للقاهرة.. حوادث أحزنت الشارع المصري والنيابة تبعث رسائل ضرورية
ذبح فتاة المنصورة وحادثتي انتحار شباب.. 4 أحداث مفجعة في مصر آخر 24 ساعة