بعد مطالبة قاضي فتاة المنصورة..علم النفس: إذاعة الاعدام يصيب البعض بالمخاوف المرضية
اثار مطالبة رئيس محكمة جنايات المنصورة باذاعة حكم الاعدام على الهواء مباشرة الجدل، حيث اعتبر الدكتور وليد هندي، استشاري علم النفس، أن تنفيذ حكم الإعدام على الهواء ما هو إلا تعدي على حقوق الإنسان، حيث أن منظمات حقوق الإنسان حول العالم، تمنع من تمثيل الجريمة أمام العامة، لعدم رغبة البعض في رؤية مشاهد القتل، وإحساسهم بالتعب النفسي واضطرابات القلق، والتفكير الزائد في الحادث، إلى جانب تخوف الآباء من مشاهدة أطفالهم لمثل هذه الجرائم وتشويه نفسية الطفل، وحرمانهم من العيش بسلام، وزيادة رهبتهم من المجتمع.
وأضاف هندي، يعاني البعض من «فوبيا الموت»، ولا يفضل لهم مشاهدة مشهد الإعدام، وذلك بسبب حدة القلق التي يعانون منها نتيجة مشاهدة هذه المشاهد من القتل وتنفيذ أحكام الإعدام وتمثيل الجرائم أو حتى السماع عنها، متابعا: قد يتسبب مشهد الإعدام ونقله عبر شاشات التلفزيون في إثارة الخوف والقلق والهلع وبخاصة للنساء والأطفال، حيث تؤدي تلك المشاهد إلى ما يعرف في علم النفس بـ«المخاوف المرضية»، والتي تتحقق على هيئة كوابيس وأحلام مزعجة للأطفال، وبعض الأمراض منها التبول اللاإرداي.
وتابع: أن البعض قد يصاب بـ«متلازمة القلق» من مشاهدة الأطفال لتنفيذ حكم الإعدام أو كيفية تمثيل الجريمة، لأن الفطرة الإنسانية التي خلق عليها الإنسان تتنافى تمامًا مع ما يرتكب من جرائم للقتل، لذا يفضل أن لا نبعث بالفطرة السليمة ونلوثها.
وأشار إلى أن قرار المحكمة بتنفيذ عقوبة الإعدام على الهواء مباشرة، جاء لأسباب عدة منها «إشفاء غليل الرأي العام»، وتحقيق الردع لمرتكب مثل هذه الجرائم، ولكن هذا القرار لن يحقق الهدف الرئيسي منه، موضحا أنه بالعودة للأعمال الدرامية نجد أن مشهد الإعدام تم تجسيده في الأفلام والمسلسلات، لذا رؤية المواطنين لمشهد إعدام قاتل نيرة أشرف لن يجدي بالنفع الذي تعتقده المحكمة.
واستطرد: استعانت الدراما بالموسيقى التمثيلية، والأضواء والإثارة، لرهبة المشاهد، ومع ذلك لا تزال الجريمة ترتكب في أبشع صورها.