أخبار وتقارير

السنن والمكروهات.. هل يأثم تارك المستحب وفاعل المكروه؟

قد يراود البعض أحياناً ما إذا كان ترك الأمور المستحبة في الدين أو القيام بالمكروهات من الأفعال، قد يضر أم أن الأولى اتباع السنن إلى جانب الفروض؟

وفي هذا السياق أجاب الشيخ محمود مداد، على سؤال أن البعض قد يُهَوِّن من شأن بعض السنن ويقول أنها مجرد سُنَّة لا يأثم تاركها لذلك ليست من الأمر الكبير وما يميز المسلم هو تركه للمحرمات لا قيامه بالسُنن؟

استهل الشيخ إجابته، بأن المكروهات حريم الحرام، والتساهل فيها بريد للتساهل في الحرام، كما أن التساهل في ترك المستحبات سبيل للتساهل في ترك الواجبات وذريعة إليه، والمؤمن العاقل يتقي الشبهات كما قال رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ : (فمن اتقى الشبهات استبرأ لدينه وعرضه).

ومن هوان الدين على كثير من الناس أنهم صاروا يسألون عن الشيء هل هو سُنة ليتركوه وهل هو مكروه ليفعلوه لا العكس، والشأن أن يترك المكروه وإن لم يكن فاعله آثما ولكن الله عَزَّ وَجَلَّ يحب منه ترك هذا الشيء، وأن يفعل المستحب وإن لم يكن تاركه آثما لكن الله جَلَّ جَلاله يحب منك فعل هذا الأمر.

وتابع الشيخ: وأنت تجد الناس يحتاطون لدنياهم غاية الحيطة، فيتركون ما يحتمل أن يضرهم من مأكول أو معاملة أو غير ذلك، ويفعلون ما يرجون به أدنى مصلحة ولو من التحسينيات التي يستغنى عنها بسهولة، وهذا دليل على اختلال الميزان واضطراب النظرة، والذي ينبغي هو تقديم ما يحبه الله عَزَّ وَجَلَّ ورسوله -صلى الله عليه وسلم- فعلا واجتناب ما يكرهه الله عَزَّ وَجَلَّ ورسوله -صلى الله عليه وسلم-، هذا هو اللائق بالحريص على دينه.

واختتم: وأما من حيث الحكم الشرعي فتارك المستحب لا يأثم وفاعل المكروه لا يأثم وإن كان مختلفا فيه مثلا فقلد من يرى الكراهة لم يأثم كذلك لكنه يعرض نفسه لاقتحام ما لا يجوز اقتحامه والتجاسر على ما لا يجوز التجاسر عليه، فليكن الأصل فعل المستحبات لا العكس، وترك المكروهات لا العكس، والله سبحانه وتعالى الهادي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى