فنهام

رحلة خالد يوسف من التلمذة على يد يوسف شاهين للتمرد عليه

أثار خبر عودة المخرج الكبير خالد يوسف إلى السينما مرة أخرى اهتمام الكثير من صناع الفن والنقاد والجماهير، على حد سواء.

ولأن خالد يوسف اسم لايمكن تجاهله، فحملت أنباء عودته للسينما اهتماما إعلاميا كبيرا، ولما لا وهو التلميذ النجيب للمخرج الكبير يوسف شاهين، لكن المتتبع لتاريخ خالد يوسف يتيقن بما لايدع مجالا للشك أن الأخير لم يسير على خطى أستاذه فيما قدمه من أعمال سينمائية بعد رحيله، وفي هذا التقرير نستعرض كيف ابتعد خالد يوسف تماما عن نهج أستاذه الراحل.

فبرغم ماتربطهما من علاقة وطيدة جدا على المستوى الانساني لدرجة أن خالد يوسف لقب نفسه بيوسف تيمنا باسم أستاذه يوسف شاهين الا أن لكل منهما مدرسة مختلفة تماما في الإخراج، حيث خرج التلميذ من عباءة أستاذه الفنية الإخراجية.

لم يهتم يوسف شاهين يوما بمقاييس النجاح التي تفرضها الإيرادات وشباك التذاكر، ولم يفكر أبدا بعدد الحضور في القاعة، فكل مايعنيه هو أن يقدم رؤيته الفنية بالشكل الذي يريده هو لنفسه، على عكس تلميذه المخرج خالد يوسف الذي صب جام تركيزه على تحقيق أعلى الايرادات من خلال أفلامه التي يحاكي فيها العوام من الناس، من خلال الاقتراب من أفكارهم وأحلامهم.

التزم خالد يوسف بالواقعية التي ابتعد عنها شاهين في أفلامه، فبات يوسف قريبا من الناس بمختلف فئاتهم، واتخذ من رائد الواقعية صلاح أبو سيف قدوة له في مجال الإخراج، رغم أنه تتلمذ على يد يوسف شاهين.

اشتركا الثنائي خالد يوسف ويوسف شاهين في عدة أعمال سينمائية، كان آخرها فيلم هي فوضى الذي حقق نجاحا منقطع النظير، ثم اتخذ خالد يوسف منهجا خاصا به لما يقدمه من أفلام سينمائية بدأها بفيلم ” انت عمري” الذي قدم فيه دراما ورومانسية في نفس الوقت، ثم برزت موهبة خالد يوسف الاخراجية أكثر وأكثر وحقق أعلى الايرادات في فيلم ” خيانة مشروعة” ومنه الى المحطة الأهم في مشواره السينمائي وهو فيلم ” حين ميسرة” الذي قدم فيه الواقعية كما هي فحسبها النقاد نقطة في صفه واعتبرها البعض الاخر نقطة ضده .

أراد خالد يوسف بعد نجاح فيلم “حين ميسرة”، أن يزيد من اتساع المسافات بينه وبين أستاذه فقدم بعد ذلك فيلم “الريس عمر حرب”، الذي حصل بعده على عدة جوائز أبرزهم جائزة أحسن مخرج من المهرجان القومي للسينما.

في عام 2009 قدم خالد يوسف فيلم “دكان شحاتة”، بعدها أصبح من أبرز مخرجى السينما العربية وأكثرهم إثارة للجدل، بما يقدمه من إشكاليات تستحق المناقشة بأسلوب سينمائي يتميز بإمتاع بصرى وقدرة على أسلوب مميز في الحكي المرئي.

في العام التالي، قدم خالد يوسف فيلم “كلمني شكرا”، طرح من خلاله رؤيته الخاصة لتأثير ثورة الاتصالات على تغير منظومة القيم في المجتمع العربي.

وفي نفس العام، أنجز شريطه السينمائي الحادي عشر “كف القمر”، ولم يتمكن من عرضه إلا في نهاية عام 2011 بسبب ظروف ثورة 25 يناير.

انشغل بعدها المخرج المتميز بالسياسة حتى عاد في أوائل عام 2018 بقيلم “كارما”، وهو الفيلم الذي قام بتأليفه وإنتاجه وإخراجه، وتعرض لمشكلات مع الرقابة وتم منعه الى أن قررت الوزيرة إيناس عبدالدايم السماح بعرضه، وسافر بعدها خالد يوسف الى فرنسا ثم عاد مؤخرا الى أرض مصر ليتعاون مع المنتج أحمد عفيفي في فيلم جديد بعنوان ” أهلا بكم في باريس”.

ورغم من اقتراب خالد يوسف التلميذ النجيب ليوسف شاهين من الناس ونجاحه الهائل جماهيريا من خلال شباك التذاكر، إلا أن أفلامه لم تحظ بما حظيت به أفلام الأستاذ، الذي بلغ عدد أفلامه المشاركة في مهرجان كان حوالي سبعة أفلام، لكن ذلك لم يمنع أفلامه من التواجد بقائمة أفضل مائة فيلم حيث دخل فيلمي ” حين ميسرة، و هي فوضى” قائمة أهم 100 فيلم عربي بحسب استفتاء مهرجان دبي عام 2013.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى