صحة وجمال

تتعاطف الضحية مع المتعدي.. ماهي متلازمة ستوكهولم؟

متلازمة ستوكهولم هي مرض نفسي نادر حيث أن الضحايا يشعرون بالتعاطف وتعاونوا مع من قام باختطافهم أو اضطهادهم، ويكنون له الكثير من المشاعر الإيجابية، ويمكن أن يصل الأمر، في بعض الأحيان, إلى حد الدفاع عنه، أو الارتباط به بدرجة كبيرة ولذلك يقدم لكم موقع الحكاية في هذا التقرير كل ما تريد معرفته عن متلازمة ستوكهولم.

سبب تسمية متلازمة ستوكهولم بهذا الإسم:


– يرجع سبب تسمية هذه الظاهرة بـ”متلازمة ستوكهولم إلى حادث السرقة الذي وقع في مدينة ستوكهولم عام 1973، حيث قام عدد من المسلحين باقتحام بنك لسرقته، وأثناء العملية قاموا باحتجاز عدد من العاملين والعملاء، وذلك لمدة ستة أيام.

-وبدأ الرهائن يدافعون عن تصرفات اللصوص، بسبب ما كان يشعرون به من ضغط خلال فترة الاحتجاز؛ بل إنهم ألقوا باللوم على الجهود التي بذلت من أجل إنقاذهم. ووصل الأمر بالرهائن عقب مرور عدة أشهر على انتهاء الأزمة إلى رفض الشهادة ضد الخاطفين، بل إنهم جمعوا لهم الأموال اللازمة للدفاع القانوني عنهم.

– وقام علماء النفس بسبب هذا التصرف الغريب، بدراسة هذه الحالة بصورة دقيقة، ومتابعة القضية من ناحية سيكولوجية صرفة. ووجدوا أن الضحية عندما يكون تحت ضغط نفسي هائل، فإنه يختلق بشكل لاإرادي آلية نفسية يدافع بها عن نفسه؛ وذلك بالإطمئنان إلى الجاني.

– ويوهم الضحية نفسه أن التعاطف مع الجاني يوفر له النجاة والأمان، وهو الأمر الذي يجعله يتطلع إلى أقل لفتة إنسانية من الخاطف أو الجاني بشوق شديد. وتجعل شدة الصدمة، الضحية ينسى أصل الجريمة، ولا يتذكر إلا حسن معاملة الخاطف أو الجاني أثناء الاحتجاز، أو اللحظة التي قرر عدم قتله.

عدة أشخاص أصيبوا بمتلازمة ستوكهولم:

– وقعت حادثة اختطاف لفتاة عام 1933، والتي استمرت 34 ساعة؛ حيث اختطفها أربعة أشخاص؛ بهدف إجبار أسرتها على دفع فدية، وأثناء هذه الفترة تعـرفت الضحية إلى الخاطفين، وتوطدت علاقة صداقة، حتى أنها أصيبت بالإكتئاب الشديد عقب الحكم عليهم بالسجن، وانتحرت بعد الحادث بسبع سنوات تقريباً

– اختطفت طفلة لمدة 18 عاماً من قبل زوجين، وكان عمرها 11 عاماً، وظلت محتجزة في خيمة في حديقة المختطفين، وعندما تم إلقاء القبض على الجناة أنكرت هذه الفتاة أن هناك جريمة بحقها، وأكدت أن ما حدث ليس اعتداء، بل إنها وصفت الجاني بأنه شخص عظيم

– اختطفت فتاة أخرى عمرها 14 سنة في عام 2002، وتزوج المختطف بها غصباً، وظلت لديه تسعة شهور، حيث كان ينتقل بها كثيراً، ويعاقبها أحياناً، من خلال ربطها في شجرة بالغابة وتجويعها، واعترفت إليزابيث عقب اكتشاف الأمر أنها لم ترد أن تهرب، وذلك بالرغم من أن الفرصة أتيحت لها مرات كثيرة

أعراض متلازمة ستوكهولم:

– الشعور بمشاعر إيجابية وأخرى سلبية في بعض الأحيان

– في هذه المتلازمة يتحول شعور الضحية بمشاعر إيجابية نحو الجاني أو الشخص المتحكم؛ وذلك في الوقت نفسه الذي تكون فيه مشاعره سلبية ناحية من يحاولون دعمه أو تحريره من قيود الشخص المسيء، سواء كانوا من الأسرة أو الأصدقاء.

ويدعم الضحية المصاب بالمتلازمة أسباب وسلوكات الشخص المسيء، وفي الغالب فإن الضحية المصاب بـ”متلازمة ستوكهولم” يساعد الجاني ويسانده، كما أنه لا يملك أية مقدرة على تحرير نفسه، أو التصدي للجاني حتى لو كان بمجرد التفكير

– الإنكار أو الإعجاب :

– في هذه المتلازمة تصاب الضحية عقب انتهاء معاناتها بحيلة نفسية لاشعورية تدعى الإنكار، وهي حالة تنكر فيها الضحية الموقف ككل، ويعد المجني عليه ما حدث له مجرد كابوس، ويلي ذلك حيلة أخرى وهي الإعجاب بالجاني، ويبدأ عندها المجني عليه في محاولة تقليد ومحاكاة تصرفات الجاني كما أن المجني عليه يرفض أي انتقاد يوجه إليه من قبل الآخرين، ويعود ذلك إلى أن الإنكار والإعجاب يتزامن مع الشعور بالقوة اللامحدودة وتتجمع كل هذه العناصر مما يجعل الضحية تتعلق بالجلاد أكثر وأكثر، ويحدث تغير في سلوك الضحية في مرحلة تالية؛ حيث يمكن أن تستغرق في العمل، أو القراءة بصورة مبالغ فيها، أو في التأمل، أو تلجأ للهروب بالنوم ساعات طويلة

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى