لماذا رفعت فيتش النظرة المستقبلية للتصنيف الائتماني لمصر؟
أعلنت مؤسسة فيتش للتصنيف الائتماني، عن رفع النظرة المستقبلية للتصنيف الائتماني لمصر من “مستقرة” إلى “إيجابية”، وذلك بفضل تراجع مخاطر التمويل الخارجي على المدى القريب بشكل ملحوظ.
اقرأ أيضا:
وكالة فيتش للتصنيف الائتماني عن مشروع “رأس الحكمة”: يعزز الاستقرار الاقتصادي لمصر
وتُعدّ هذه الخطوة ثقة قوية من قبل مؤسسة فيتش في متانة ومتانة الاقتصاد المصري، وإيمانًا بقدرته على تحقيق المزيد من النمو والاستقرار خلال الفترة القادمة.
ويأتي هذا القرار بعد مراجعة شاملة أجرتها فيتش لعدد من المؤشرات الاقتصادية والمالية في مصر، حيث أظهرت النتائج تحسنًا ملحوظًا في العديد من هذه المؤشرات، ما يعكس التقدم الملموس الذي حققته مصر على صعيد الإصلاحات الاقتصادية والمالية خلال السنوات الماضية.
وفي هذا التقرير، سنُلقي الضوء على أسباب رفع فيتش النظرة المستقبلية للتصنيف الائتماني لمصر، وأهمية هذا القرار، والدور الذي تلعبه مؤسسات التصنيف الائتماني في الاقتصاد العالمي.
أسباب رفع فيتش النظرة المستقبلية للتصنيف الائتماني لمصر:
-صفقة “رأس الحكمة” مع الإمارات، والتي أدت إلى تدفقات مالية كبيرة ساعدت في تحسين قدرة مصر على الوفاء بالتزاماتها الخارجية.
-الانتقال إلى سياسة سعر صرف مرنة، مما ساهم في تعزيز ثقة المستثمرين في الاقتصاد المصري.
-تشديد السياسة النقدية، الذي ساعد في كبح جماح التضخم وتحقيق الاستقرار المالي.
-الحصول على تمويل إضافي من المؤسسات المالية الدولية، مثل صندوق النقد الدولي.
-عودة تدفقات غير المقيمين إلى سوق الدين المحلية، مما يشير إلى تحسن الثقة في الاقتصاد المصري.
-الخطوات الأولية لاحتواء الإنفاق خارج الموازنة، والتي من شأنها أن تساعد في الحد من مخاطر القدرة على تحمل الدين العام.
حددت فيتش عددًا من العوامل الرئيسية التي ساهمت في رفع النظرة المستقبلية للتصنيف الائتماني لمصر، ويمكن تلخيصها في النقاط التالية:
استمرار وتيرة الإصلاحات الاقتصادية والمالية: أثنت فيتش على التزام الحكومة المصرية بتنفيذ برنامج إصلاح اقتصادي ومالي شامل، شمل إجراءات لتحسين المالية العامة، وتعزيز بيئة الأعمال، وجذب الاستثمارات الأجنبية. وقد أدت هذه الإصلاحات إلى تحسن ملحوظ في مؤشرات الاستقرار المالي، مثل انخفاض العجز المالي وخفض الدين العام كنسبة من الناتج المحلي الإجمالي.
النمو الاقتصادي القوي: توقعت فيتش أن يحقق الاقتصاد المصري نموًا قويًا خلال العامين المقبلين، مدفوعًا بانتعاش قطاعي السياحة والصادرات، وكذلك بالاستثمارات الضخمة في مشاريع البنية التحتية.
تحسن ثقة المستثمرين: أشارت فيتش إلى تحسن ثقة المستثمرين المحليين والأجانب في الاقتصاد المصري، ما أدى إلى زيادة تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر إلى البلاد.
تحسن مؤشرات الائتمان: سجلت مؤشرات الائتمان الرئيسية في مصر، مثل جودة الأصول وكفاءة القطاع المالي، تحسنًا ملحوظًا خلال الفترة الماضية.
وفي هذا الصدد، أكد الدكتور محمد معيط ،وزير المالية، أن الاقتصاد المصري بدأ بصورة تدريجية استعادة ثقة مؤسسات التصنيف الدولية، مع رفع وكالة فيتش نظرتها المستقبلية للتصنيف الائتماني لمصر من “مستقرة” إلى “إيجابية” مع تثبيت التصنيف عند درجة “B-“.
وأشار معيط إلى أن تحسن التصنيف الائتماني يُساهم في جذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية المباشرة وخفض تكلفة الاقتراض للحكومة والشركات، تحسين قدرة مصر على الاقتراض من الخارج، بالإضافة إلى تعزيز ثقة المستثمرين المحليين والأجانب في الاقتصاد المصري.
وأوضح الوزير أن مصر تسعى إلى تخفيض الإنفاق الاستثماري العام للدولة ووضع سقف له بتريليون جنيه خلال العام المالي المقبل، بجانب تحقيق فائض أولى بنسبة 3.5% وخفض معدل الدين إلى 88.2% من الناتج المحلي الإجمالي في الموازنة الجديدة للعام المالي 2024/2025.
وتابع:” وتعمل النزول بمعدلات زيادة مدفوعات الفوائد من خلال اتباع سياسة تنويع مصادر التمويل، وتسجيل معدلات نمو مرتفعة وتوجيه نصف إيرادات برنامج “الطروحات” لبدء خفض مديونية الحكومة وأعباء خدمتها، بالإضافة إلى خفض رصيد الضمانات السيادية للناتج المحلي الإجمالي ابتداءً من العام المالي المقبل.
وختامًا، أكد معيط أن الحكومة المصرية ملتزمة باستمرار العمل بقوة لتحسين التصنيف الائتماني لمصر للأفضل خلال المراجعات المقبلة قبل نهاية عام 2024.
تابعونا على صفحات موقع الحكاية الرسمية