أكد رئيس العراق عبد اللطيف جمال رشيد، خلال كلمته في القمة العربية الـ 33 التي عقدت في البحرين اليوم، على أن العراق يشهد ثورة خدمية وصناعية بقيادة الحكومة، داعيًا إلى الاستثمار في البلاد.
وجاءت تصريحات رئيس العراق في خضم بحث القادة العرب لأبرز القضايا التي تهم الأمة العربية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، والأوضاع في سوريا واليمن وليبيا، بالإضافة إلى التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تواجهها الدول العربية.
وأكد الرئيس رشيد على أن العراق يسير بخطى ثابتة نحو التقدم والازدهار، من خلال ثورة خدمية وصناعية تقودها الحكومة العراقية.
ودعا الرئيس رشيد المستثمرين العرب والأجانب للاستثمار في العراق، والاستفادة من الفرص الاستثمارية المتاحة في مختلف المجالات.
وجدد موقف العراق الثابت والداعم للقضية الفلسطينية، وحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
وندد بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ووصفه بأنه “إبادة جماعية” بكل المقاييس، مطالبًا جميع الأطراف المتنازعة في السودان إلى الحوار، من أجل حل الأزمة السياسية التي تعصف بالبلاد.
وأكد الرئيس رشيد على دعم العراق الكامل للبنان، من أجل تحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادي، ودعم أي خطوات تُساهم في تحقيق ذلك.
ودعا الرئيس رشيد المجتمع الدولي إلى مساعدة الدول التي تضررت من الكوارث الطبيعية، وتقديم الدعم اللازم لها، رافضًا أي انتهاكات تُطال سيادة العراق وأراضيه، مؤكدًا على التزام العراق بحفظ وحدته الوطنية.
وأعلن رشيد عن استضافة العراق للدورة 34 للقمة العربية في عام 2025.
وكانت قد انطلقت فعاليات القمة العربية في دورتها الـ33 في المنامة بمملكة البحرين، وسط حضور قادة العرب والزعماء وعلى رأسهم الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية.
وخلال كلمته الافتتاحية، أكد ملك البحرين، الملك حمد بن عيسى، على أهمية بلورة موقف عربي ودولي مشترك يعتمد على التضامن لوقف الحروب وإحلال السلام العادل، منوهًا إلى أن مصلحة الشعب الفلسطيني ترتكز على وحدة صفه كهدف منشود ونؤكد ضرورة إقامة دولة فلسطينية مستقلة.
القمة العربية في البحرين
وفيما يلي يستعرض “موقع الحكاية” نص كلمة ملك البحرين خلال القمة.
“إن قمتنا العربية تنعقد اليوم وسط ظروف إقليمية ودولية بالغة التعقيد من حروب مدمرة، ومآسٍ إنسانية مؤلمة، وتهديداتٍ تمس أمتنَا في هويتها وأمنها وسيادتها ووحدة وسلامة أراضيها، ومع استمرار هذه المخاطر المحيطة بأمننا القومي العربي يتزايد حجم المسئولية الملقاة على عاتقنا لحماية مسيرتنا العربية المشتركة، ولفتح صفحة جديدة من الاستقرار والتنمية تقرّبنا من تطلعاتنا المشروعة، كقوة حضارية قادرة على فهم متطلبات العصر ومواكبة عجلة تقدمه..
وفي ضوء ما يتعرض له الشعب الفلسطيني الشقيق من إنكار لحقوقه المشروعة في الأمن والحرية وتقرير المصير، تزداد حاجتنا لبلورة موقف عربي ودولي مشترك وعاجل، يعتمد طريق التحاور والتضامن الجماعي لوقف نزف الحروب، وإحلال السلام النهائي والعادل، كخيار لا بديل له، إن أردنا الانتصار لإرادتنا الإنسانية في “معركة السلام..
وإذ نجتمع اليوم من أجل فلسطين، فإننا لنؤكد بأن مصلحة شعبها يرتكز على وحدة صفه، كهدف منشود لا حياد عنه، وستظل منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي لهذه الوحدة..
ومن دون شك، فإن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة، سيأتي بالخير على الجوار العربي بأكمله، ليتجاوز أزماته ولتتلاقى الأيادي من أجل البناء التنموي المتصاعد ، دعماً للأشقاء الفلسطينيين جميعاً ، وسبيلنا لذلك نهج التناصح والحوار السياسي الجاد، وهو ما نأمل رؤيته قريباً، في أرجاء عالمنا العربي، ويتزامن اجتماعنا هذا، مع احتفاء الأسرة الدولية باليوم العالمي للعيش معاً بسلام، ولتجسيد هذه القيمة الحضارية وتحويلها لواقع نعاصره ونعايشه، فيجب أولاً، التوافق على اعتماد خيار السلام كخيار استراتيجي، لا غنى عنه، لصون مسيرتنا الإنسانية وتأمين وصولها لغَدِها المشرق..
ومن هذا المنطلق، تتقدم مملكة البحرين بعدد من المبادرات للإسهام في خدمة القضايا الجوهرية لاستقرار المنطقة وتنميتها، وأولها الدعوة إلى مؤتمر دولي للسلام في الشرق الأوسط، إلى جانب دعم الاعتراف الكامل بدولة فلسطين وقبول عضويتها في الأمم المتحدة، ومقترح خاص بتوفير الخدمات التعليمية والصحية للمتأثرين من الصراعات والنزاعات في المنطقة، ومبادرة تهتم بتطوير التعاون العربي في مجال التكنولوجيا المالية والتحول الرقمي، ونتطلع إلى تحقيق كل ذلك من خلال قنوات العمل العربي المشترك وشراكاته الدولية..
إن نجاحنا في التقدم والبناء الحضاري لامتلاك استحقاقاته، لهو مرتبط بقوة إيماننا واستمرار سعينا لتحظى شعوب المنطقة بأجواء السلام الدائم، وأن تعتاد الأمان، ولتنعم بجوهر التنمية الشاملة والقائمة على العدالة والمساواة وتعزيز حقوق الإنسان وحماية حرياته، آملين، بأن نصل بمشاوراتنا وقراراتنا لما يُسهم في إعادة التأسيس لحاضر مزدهر ومستقبل مشرق تستحقه أجيالنا القادمة، وأن يكون لقائنا المبارك منعطفاً تاريخياً بنّاءً لدولنا وعالمنا، بإذن الله تعالى”.
تابعونا على صفحات موقع الحكاية الرسمية