عقب انقطاع دام لعقود.. “الحكاية” يغوص في عطور القليوبية وعودتها من جديد بأوروبا
اشتهرت محافظه القليوبية في خمسينيات القرن الماضي بتصدير العطور إلى دول اوروبا وبالتحديد دولة فرنسا .
وتعود تفاصيل تلك الحكاية عندما أقام الوزير وزير التموين في حكومة النحاس باشا ، أحمد باشا حمزه بانشاء مصنع لإستخلاص العطور من زهرة الياسمين في بلاده حيث كان يقيم آنذاك بقرية طحانوب بمركز شبين القناطر بمحافظة القليوبية.
أقام الوزير السابق العديد من الحدائق والمزارع الخاصه بإنتاج الزهور اللازمة للعطور ،من أجل استخلاص العطور الخام ومن ثم اعاده تصديرها الى دولة فرنسا.
وفي ذلك الوقت أقام الوزير السابق أحمد باشا حمزه مصنع لاستخلاص الزيوت بقريتهم قريه طحانوبواستقدم الخبراء من أرجاء العالم فضلا عن عن استيراد الألات والمعدات الخاصه للقيام بذلك النشاط.
ومع مرور الوقت بدا الوضع في التدهور وبدا النشاط في التوقف بعد ذلك ومع مرور الوقت توقفت المصانع عن تصدير العطور .
وعلى غرار تلك القرية وهذا النشاط الذي وضع المحافظة على خريطة الطريق العالمي للعطور نجد انه في الوقت الحالي قامت احدى قرى محافظه القليوبيه وتسمى “ عزبة الورد” بزراعة الورد والزهور من اجل استخلاص زيوت العطور ومن ثم تصديرها .
عزبة الورد تعيد القليوبية من جديد إلى ساحة العطور العالمية
فهنا في عزبة الورد رائحة الورود في كل مكان، وتنتشر في الأرجاء وترى المشاتل عن يمينك ويسارك، مساحات خضراء شاسعة يتخللها ألوان الورورد الحمراء والبيضاء والزرقاء والبنفسجي.
يعمل أغلب قاطني عزبة الورد بمجال زراعة وتجارة الورد، وقد ورثوا المهنة أبًا عن جد وصارت هي العمل والهوى والهواية والإرث الذي يتركه الأقدمون للجيل الجديد، فالورد في قاموس اللغة هو نور الشجر، والزهرة لكلّ نبات، وهو عبارة عن نوعٍ تابع للفصيلة الوردية، ويعد من مجموعات الوريقات التي تشكل ارتباطًا وثيقًا معًا بشكلٍ رائعٍ، وتوجد الوردة في آخر غصن الشوكة من الأعلى، وقد قام الناس منذ زمن بعيد باستعمال الورود للإهداء كتعبير عن الإعجاب والحب والتقدير والاحترام.
أفضل وظيفة منظر جميل وروائح أجمل
قال أحد أصحاب المشاتل بعزبة الورد ويدعى “رجب الشابوري”، أعمل في مجال زراعة الورد منذ 40 عامًا، أنه قد ورث المهنة عن أبيه وجده وعمل بها منذ ما يقارب ربيعه العاشر، فقريته هي بلد الورد في مصر.
وتابع الزراعة الأساية بها هي زراعة الورود بمختلف أشكالها، مضيفًا أنهم يستوردون التقاوي من هولندا ويتم زراعتها في شتلات، ثم أخذ الشتلة الأم وزراعتها في الأرض والتي تظل تثمر وتنتج لما يقارب الخمسة أعوام، وأنهم يقومون بقص التفريعات من عود الورد الأصلي وزراعته كعود جديد مستقل، أما عن الدول التي تهتم بشراء الورود فهي السعودية والجزائر وتونس، مؤكدًا أن “موضة الورود مبتقدمش” وسيظل البشر لآخر حياتهم يتخذون الورد أسلوبًا جميلًا وجذابًا للتعبير عن مشاعرهم.
وأضاف الشابوري ” أن زراعة الورود جميلة وممتعة، لكنها تحتاج إلى توفير «ظروف مناخية بشكل صناعى» لإنبات تلك الزهور، سواء من خلال الصوب أو طرق الزراعة والتسميد، وأوضح أنه يتم توفير تقنيات محددة داخل الصوب لتثبيت درجة الحرارة التى تتلاءم مع تلك الزهور.
ويُمكننا من إنتاجها فى المزارع، وتوفير عملة صعبة بتصديرها إلى الخارج، وأكد أن الفصل المناسب لزراعة ونمو الزهور هو فصل الشتاء، لكن هذا كان قبل توافر الإمكانات والتقنيات الحالية، ففى الوقت الحالى تتوافر الزهور طوال العام، ويتم حصدها أكثر من مرة، عبر تهيئة الظروف المناخية لتكون مواتية لما تتطلبه الزهور فى موسمها الأصلى، موضحًا أن أبرز تلك التقنيات توفير تكييفات ومبردات ومراوح، من أجل الوصول إلى درجة الحرارة المطلوبة داخل الصوب، واتباع برامج مخصصة للتسميد و«رعاية النبتة» طوال فترة بقائها فى الأرض.
الزهور كالأطفال
وتابع قائلًا، تحتاج الزهور إلى رعاية كالأطفال، واتفاق الخبرة مع العلم لإخراج منتج جيد، فاتباع طرق شاذة أو تفتقر إلى الخبرة يتسبب فى تدهور إنتاج وجودة النبات، وكشف عن مراحل التعامل مع الورد، بداية من حصاده ثم إعداده وشحنه إلى المحال والمصانع، مبينًا أنه يتم وضعه فى الماء بعد قطفه من الأرض مباشرة، ثم فى الثلاجات بدرجة حرارة معينة لمدة لا تقل عن ٣ ساعات، وأضاف: «كما ينقل إلى وجهته المقبلة بعد حصده عبر سيارات مجهزة بأجهزة تبريد، للحفاظ على الزهور، خاصة أنه فى حال نقل الورد البلدى من الأرض إلى محال بيع الزهور تتفتح الزهرة أكثر من اللازم فيتشوه شكلها الجمالى.
فترة نمو الورد
وبيّن أن مدة بقاء النباتات فى التربة تختلف وفقًا لأنواعها، فهناك أنواع مثل زهرة «الليليوم» تحتاج لدورة زراعية واحدة تحصد خلالها، ثم تتم زراعة المحصول الجديد منها فى الموسم التالى، بعد تعقيم وتجهيز الأرض، أما أنواع الزهور الأخرى فعمرها يمتد فى الأرض لـ٥ أو ٦ أعوام، فيتم قطفها وحصادها، وبعد مدة تتجدد أزهارها وتقطف من جديد، لكن شريطة تقديم السماد والمبيدات المطلوبة وطرق الرى والرعاية اللازمة، حتى تتمكن النبتة من الإزهار مجددًا بجودة عالية.
أمراض الورود في الصيف
يتعرض الورد في الحقول والحدائق المفتوحة وفي البيوت المحمية الي عدد من الأمراض أهمها البياض الدقيقي والبقعة السوداء والبوتريتس والصدأ والتدرن والذبول وبعض الأمراض الفيروسية، فمرض البقعة السوداء هو مرض فطري يسبب تساقط الأوراق بالكامل وينتشر في بداية موسم الخريف ويؤدي الي ضعف النبات وحدوث الموت الرجعي للفروع وتقرحات الساق ويشتد المرض في الشتاء.
مرض البياض الدقيقي
مرض البياض الدقيقي فيصيب الأوراق والفروع والبراعم والأزهار ويؤدي الي تكون مسحوق ابيض علي أسطح النبات والتواء الأوراق وتحوله الي اللون البنفسجي وفشل الأزهار في التفتح، يسبب المرض الشديد تلف وتقزم الشجيرات ثم موتها، وتنتقل جراثيم المرض الكونيدية بسهولة بالهواء والحشرات من نبات مصاب إلي سليم ومن حقل الي آخر حيث تتحمل هذه الجراثيم الجفاف لدرجة كبيرة، وينتشر المرض بشدة في الجو الحار الرطب.
مرض لفحة البوتريس
وهناك مرض لفحة البوتريس، وهو مرض فطري يسبب تساقط البراعم الزهرية وعدم تفتحها، تتحول البراعم الي اللون البني وتتعفن، وأحينا يهاجم البراعم المتفتحة ويغطيها بالعفن (النمو الفطري الميسليومي)، ويعيش الفطر بوتريتس علي أنسجة النبات الميتة وفي الظروف المناسبة تنطلق منها ملايين الجراثيم الكونيدية للفطر وتشتد ألعدوي عندما تبقي المياه على الأوراق او البراعم لفترات طويلة.
صدأ الورد وتسقط الأوراق المصابة قبل الأوان
وهناك ما يعرف بصدأ الورد، فقد تسقط الأوراق المصابة قبل الأوان ، وتظهر بثرات برتقالية صغيرة على الجوانب السفلية ، في حين أن الجوانب العليا غالبا ما تكون ملونة، فيجب التخلص من أي أوراق متبقية على النباتات، حتى يمكن لعيدان الورود تحمل مستويات منخفضة من الضرر دون خسائر كبير، ويمكنك استخدام التطبيقات الوقائية لمبيدات الفطريات، ولكن محاولة الحفاظ على النباتات خالية من الصدأ قد تتطلب تطبيقات متكررة، والتي قد لا تكون مبررة في مواقف الحدائق أو المناظر الطبيعية.
أنواع الورود في مصر
من المعروف أن الورد هو رمز من رموز المحبة بين الآخرين، ومن الطبيعي أن الكثير يهادون بعضهم البعض به للتعبير عن مشاعرهم النبيلة، وتتعدد أنواع الورود في مصر، وأشهرهم على الإطلاق هو الورد البلدي الذي يتميز بشكله الفريد ورائحته المميزة، ويلقب بملك الزهور.
وتقطف الورود قبل الغروب لإطالة عمر الوردة وتقطف بجزء غير قصير من الفرع بواسطة المقص حتي لا تسلخ شجرة الورد ثم توضع الوردة في الماء بغمر الساق في الماء العميق لمدة ساعة تقريباً، أما عن زهرة اللوتس فقد اتخذها الجيش المصري القديم علماً له , واللوتس نبات بري وزراعي ساقه منتصبة له فروع كثيرة وأزهاره صفراء زاهية اللون يعلوها بعض البقع الحمراء ، وزهرة اللوتس بها مادة ملونة مسكنة مضادة للتشنج ولها قدرة غريبة علي شفاء الالتهابات ، وأزهار اللوتس أزهار رقيقة لا تحتمل النقل من مكان لآخر وكذلك فإن قطفها ليسبب موتها بسرعة وزهرة اللوتس في الأساطير المصرية تعبر عن الطفولة البريئة التي تحلق من قلب الزهرة البيضاء
ويذكر أن عدد مشاتل عزبة الأهالي هو 30 مشتل زينة و30 مشتل زهور قطف و7 صوب زراعية، وهناك الكثير من أصناف الزهور مثل زهور القطف ليليوم والجبسوفيليا والكرزنتم، والمساحة الكلية للعزبة 125 فدانا، وعدد العاملين في مشاتل الزهور يمثلون نحو 80% من السكان في عزبة الأهالي.
Elhekayah TV – تليفزيون الحكاية