شكلت أزمة ارتفاع أسعار الزيوت عالميا ناقوس خطر يهدد ارتفاع أسعار المواد الغذائية فى مصر، حيث أن مصر تعتمد بشكل أساسي فى استخدامها للزيوت على الاستيراد من الخارج.
ارتفاع أسعار السكر والزيت والدقيق
كشف تجار المواد الغذائية بالغرف التجارية، عن ارتفاع في أسعار 3 سلع استراتيجية في السوق المحلية خلال الفترة الحالية، هي السكر والزيوت والدقيق، متأثرة بارتفاع الأسعار عالميا.
وقال يحيى كاسب، رئيس شعبة المواد الغذائية بغرفة الجيزة، فى تصريحات لوسائل إعلامية ، إن أسعار زيت القلي والسكر والقمح ارتفعت في بلد المصدر بقيم تتراوح من 10- 20%.
أسباب ارتفاع أسعار الزيوت والسكر والدقيق
أوضح «كاسب»، أنه رغم الارتفاعات المتتالية في سعر الزيوت عالميا، إلا أن التجار لم يرفعوا الأسعار مباشرة بل كانت بالتدريج، مؤكدًا عدم وجود بدائل محلية الصنع، خاصة في ظل وجود عدة عوامل منها جفاف بعض المناطق التي تزرع المحاصيل الزيتية، وترشيد تصدير بعض البلاد لمنتجاتها، وارتفاع تكلفة الشحن، ولفت إلى أن التعاقدات الجديدة للزيوت رفعت الأسعار بنسبة 10%.
وذكر رئيس شعبة المواد الغذائية، أن مصر تستورد 97% من احتياجاتها من الزيوت من الخارج، سواء في صورة زيت أو فول صويا يتم عصره، وتستهلك منه نحو 2.4 مليون طن في السنة الواحدة، لافتا إلى أن الاستهلاك الطبيعي للفرد 25 كيلو جراما في السنة، ولكن مصر أقل من المعدل العادي حيث يصل استهلاك الفرد إلى 20 كيلو جراما.
أسعار السلع في الأسواق المحلية
وقال مصدر مسؤول بغرفة القاهرة، إن أسعار الزيوت والسكر والدقيق ارتفعت بسبب ارتفاع الأسعار العالمية، لافتا إلى أن غرفة القاهرة عقدت عدة اجتماعات مع الشعب النوعية المختلفة لعدم المغالاة في الأسعار والاحتفاظ بهامش ربح مناسب.
وأشار المصدر إلى أن كيلو الدقيق ارتفع بقيمة جنيه ليباع بسعر 7.5 جنيه مقابل 6.5 جنيه، فيما تباع عبوة الزيت زنة 2500 جرام بسعر 58 جنيها مقابل 55 جنيها، ويباع كيلو السكر بسعر 10 جنيهات مقابل 9.5 جنيه.
وقال النائب ياسر عمر شيبة، وكيل لجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب، إن اللجنة ستحاول تخفيف الأعباء عن المواطن، بعد ارتفاع أسعار الزيوت عالميا، ولن تناقش فرض ضريبة القيمة المضافة على الزيوت.
وأضاف «عمر»، في تصريحات لـ« وسائل إعلامية »، أن أسعار المواد الغذائية شهدت ارتفاعات غير مسبوقة على مستوى العالم، ما له تأثير سلبى على أسعارها بالنسبة للمواطن، خاصة بعد ارتفاع أسعار الذرة والقمح والزيت، ما تسبب في معدلات تضخم لم يشهدها العالم، خلال السنوات العشر الأخيرة، ويرجع السبب إلى ما أنتجته جائحة كورونا وما فرضته من إجراءات تحد من التنمية والإنتاج.
تعديل قانون القيمة المضافة
أشار النائب إلى أن الحكومة سبق أن أرسلت تعديلات على قانون القيمة المضافة، لزيادة الضريبة على الزيوت والمنظفات، ورأت اللجنة تأجيل تطبيق هذه الزيادات بسبب الأحوال المعيشية للمواطن، مع الإبقاء على ضريبة الجدول المحددة بـ5% فقط، وتأجيل التعديلات لدور الانعقاد الجديد لمجلس النواب.
وأوضح وكيل لجنة الخطة والموازنة أن ارتفاع أسعار الزيوت عالميا سوف ينعكس على أسعارها في مصر، لكنه لن يكون سببا في تطبيق ضريبة القيمة المضافة على الزيوت، فمهمة اللجنة ومجلس النواب التخفيف على المواطن وليس زيادة الأعباء، قائلا: «مش معقول هنضيف أعباء جديدة على المواطن مع هذه الزيادات».