ضربات قوية عنيفة على عاصمة تيجراي.. حصار إنساني يهدد الإقليم.. والأمم المتحدة تحذر من حدوث مجاعات.. والصحيفة الأمريكية تدعو المجتمع الدولي للتدخل وفض النزاع
أعلنت جبهة تحرير تيجراي، اليوم الاثنين، عن استهداف جوي من قبل الجيش الإثيوبي لمواقع في الإقليم الواقع بشمال البلاد.
وحسب وكالة “رويترز”، قال التليفزيون الذي تسيطر عليه الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي، إن ضربات جوية من قبل الجيش الإثيوبي استهدفت عاصمة الإقليم ميكيلي، اليوم الاثنين وأصابت عدة مدنيين.
ولم يعلق الجيش الإثيوبي، أو المتحدث باسم رئيس الوزراء آبي أحمد على أنباء الاستهداف الجوي.
وقال عامل إغاثة في تيجراي إن هناك غارات جوية في ميكيلي، فيما أوضحت “رويترز” أنها لم تتمكن من التحقق من الأمر في المنطقة محظورة على الصحفيين.
معارك منذ نوفمبر
يشهد إقليم تيجراي معارك منذ نوفمبر الماضي عندما أرسل رئيس الوزراء آبي أحمد، القوات الفيدرالية للتخلص من السلطات المحلية المنبثقة عن جبهة تحرير شعب تيجراي بعدما اتهمها بمهاجمة ثكنات للجيش.
ومنذ ذلك الحين امتدت المعارك لتشمل منطقتي عفر وأمهرة المجاورتين، في حين غرق إقليم تيجراي في حصار إنساني حسبما أكدت الأمم المتحدة، ما يعكس المخاوف من حدوث مجاعة واسعة الانتشار على غرار ما حصل في إثيوبيا في الثمانينات.
كارثة إنسانية
إلى جانب النقص في المواد الغذائية، هناك نقص حاد في الأدوية ولقاحات الأطفال والمعدات الطبية، وفقًا لتقارير عدة للأمم المتحدة والمنظمات الإغاثية.
وتضاعف عدد الأطفال الذين دخلوا المستشفيات لإصابتهم بسوء تغذية حاد في إقليم تيجراي، هذا العام مقارنة مع عام 2020.
وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة في تقريره الأسبوعي حول النزاع المستمر منذ 11 شهرا في شمال إثيوبيا “ادخل نحو 18,600 طفل دون سن الخامسة في تيجراي إلى المستشفيات للمعالجة من سوء تغذية حاد بين فبراير وأغسطس من السنة الحالية مقارنة ب8900 في 2020 ما يشكل ارتفاعا بنسبة 100 % بحسب منظمة اليونيسف”.
الصحيفة الأمريكية تناشد المجتمع الدولى للتدخل
ناشدت الصحيفة الأمريكية كلا من المجتمع الدولي والولايات المتحدة والدول المجاورة للتدخل لوقف الصراع في تيجراي، محذرة من أنه في حالة استمرار الحرب في إثيوبيا فأنها سوف تواجه نفس مصير يوغوسلافيا السابق وتتفكك أثيوبيا تماما، مؤكدة أن انهيار إثيوبيا سيكون مدمر تمامًا لمنطقة القرن الإفريقي بأكملها وما وراءها.
وتطرقت الصحيفة الأمريكية إلى تداعيات انهيار اثيوبيا، حيث اعتبرت الصحيفة أنه في حالة انهيار إثيوبيا سوف ينعكس ذلك على الطرق البحرية عبر البحر الأحمر، ويؤدي إلى موجات كبيرة من اللاجئين، كما سيتم استغلال الفوضى من قبل الجماعات الإرهابية مثل حركة الشباب والجماعات الأخرى التابعة للقاعدة التي تريد بسط قبضتها على المنطقة.
كما نددت الصحيفة الأمريكية بالحصار الذي تفرضه الحكومة الإثيوبية على تيجراي معتبرة أن هذا الحصار يعزل تيجراي تمامًا، ففي أواخر العام الماضي، قامت إثيوبيا بتقييد تدفق المساعدات الإنسانية، في انتهاك للقانون الدولي، وقطعت جميع الخدمات المصرفية والكهرباء والاتصالات، وباتت الحكومة الإثيوبية هي من تقرر من يجوع ومن لا يجوع و ارتكبت الفظائع العرقية ، في المقام الأول ضد التيغراي ، لكن الأورومو والأمهرة والمجموعات العرقية الأخرى معرضة لخطر جسيم أيضا.
وقت التحرك الدولي
اعتبرت الصحفية الأمريكية أن الوقت الحالي هو الأنسب للجهود الدبلوماسية من أجل وقف فيضان الحرب في تيجراي.
وتابعت: لقد التقى وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين في واشنطن مع نظيره في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل ، والممثل السامي للاتحاد الأفريقي للقرن الأفريقي، والرئيس النيجيري السابق أولوسيغون أوباسانجو، ورئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك، وأكدت الصحيفة أن هذه اللقاءات أتت لمناقشة ملف تيجراي، فضلا عن اجتماع المكتب البيضاوي للرئيس بايدن مع الرئيس الكيني أوهورو كينياتا.
التسوية السياسية
وحول التسوية السياسية، قالت الصحيفة الأمريكية: يجب أن تكون التسوية السياسية المستقبلية شاملة، وينبغي أن يشمل رفع الحصار والفتح الفوري لوصول المساعدات الإنسانية إلى تيجراي ومناطق أخرى مع انسحاب القوات الإريترية والالتزام بعدم تدخل القوى المجاورة، وإطلاق سراح السجناء السياسيين، والتفاوض على توازن سياسي جديد لإثيوبيا، مع استقلال إقليمي كبير ونظام عادل للفيدرالية المالية، وتوفير لجنة مستقلة للتحقيق في تجاوزات السلطة.