مقالات

أيمن عدلي يكتب:القمة العربية الإسلامية .. نحو دعم عربي موحد للقضية الفلسطينية

شهدت المملكة العربية السعودية انعقاد قمة عربية حاسمة جمعت القادة العرب في اجتماع يسعى لتحقيق توافق عربي شامل لمواجهة التحديات الراهنة ، حيث جاء انعقاد القمة في وقت حساس تشهد فيه المنطقة العديد من الأزمات والصراعات التي تتطلب موقفًا موحدًا وحلولًا جذرية لدعم الاستقرار والتنمية.

أبرز ما ميز هذه القمة كان الخطاب الذي ألقاه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والذي ركز بشكل كبير على أهمية القضية الفلسطينية كقضية مركزية للعرب، مشدداً على ضرورة العمل المشترك لإنهاء الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي وتحقيق السلام العادل والشامل ، ففي كلمته أكد الرئيس السيسي أن الحل الوحيد والمستدام للقضية الفلسطينية يكمن في إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وفقاً لقرارات الشرعية الدولية.

كلمة السيسي… رسالة دعم والتزام

تجسد كلمة الرئيس السيسي في القمة موقف مصر الثابت تجاه القضية الفلسطينية ، فقد شدد على أن مصر ستظل داعماً أساسياً للشعب الفلسطيني في نضاله لنيل حقوقه المشروعة، وأن الحلول الجزئية لن تكون كافية لتحقيق السلام، بل قد تزيد من حدة الصراعات في المنطقة ، كما حذر السيسي من أن استمرار الانتهاكات والاعتداءات سيؤدي إلى تقويض فرص السلام، داعياً المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته في الضغط لتحقيق حل عادل.

دور القمة في توحيد الموقف العربي :

إن استضافة السعودية لهذه القمة تعد تأكيداً على دور المملكة الريادي في تعزيز التعاون العربي والدفاع عن قضايا الأمة ، حيث كانت القمة بمثابة منصة لتوحيد الموقف العربي تجاه التحديات الراهنة، وخاصة مع تصاعد الضغوط الدولية والمحلية التي تواجهها القضية الفلسطينية ، من خلال كلمات القادة وعلى رأسهم الرئيس السيسي، أُعيد التأكيد على أن القدس ليست مجرد قضية فلسطينية بل هي قضية عربية وإسلامية تُهم كافة الشعوب العربية.

القمة كخطوة نحو استعادة الحقوق الفلسطينية

إن أهمية هذه القمة لا تكمن فقط في التصريحات التي أُعلنت، بل في الزخم السياسي الذي أُضيف للقضية الفلسطينية على الصعيدين العربي والدولي ، فالزعماء العرب أكدوا في بيانهم الختامي ضرورة حماية الشعب الفلسطيني وحقوقه، معربين عن رفضهم لكافة أشكال التهجير والاستيطان ، كما دعت القمة إلى تكثيف الجهود الدبلوماسية لإعادة الملف الفلسطيني إلى طاولة المجتمع الدولي، وبذل المساعي للوصول إلى حل سياسي يضمن السلام العادل والدائم.

تطلعات المستقبل… وماذا بعد؟

بينما تنتهي هذه القمة بنتائج مشجعة، يبقى التحدي الأكبر في ترجمة هذه الكلمات إلى أفعال. القادة العرب اليوم أمام مسؤولية تاريخية لتفعيل هذه التوصيات وخلق أدوات ضغط حقيقية لتحريك عملية السلام. من خلال دعم الوحدة الفلسطينية، وتقوية المؤسسات الفلسطينية، والمساهمة في إعمار غزة، يمكن لهذه الجهود أن تعطي بصيص أمل للفلسطينيين وتعيد الثقة إلى الشارع العربي بأن قادتهم لم ينسوا قضيتهم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى