أزمة مناهج رابعة ابتدائي تصل البرلمان.. أكاديميون ينتصرون للوزارة.. والمعلمون ينضمون لأولياء الأمور
تسبب الشكاوى العديدة والمتكررة من أولياء الأمور بصعوبة المناهج على أطفالهم خاصة المواد العلمية، في تحرك البرلمان، حيث طالب عدد من النواب بـ«ضرورة استدعاء وزير التربية والتعليم الدكتور طارق شوقي لمناقشة سبب صعوبة المناهج المقررة على طلاب رابعة ابتدائي، وضرورة محاسبة المتسببين في ذلك».
وبدأت وزارة التربية والتعليم والتعليم، رحلة التطوير لنظام التعليم “نظام التعليم 2.0” الذي يُطبق على صفوف رياض الأطفال وحتى الصف الرابع الابتدائي.
طلبات إحاطة للبرلمان واستدعاء الوزير
وبسبب تداعيات الأزمة التي اجتاحت مواقع التواصل والشارع المصري؛ قرر بعض النواب فتح مكاتبهم لتلقي شكاوى أولياء الأمور، والحصول على نسخ من منهج الصف الرارع الابتدائي، لبحثها مع أساتذة متخصصين، حيث طالب النائب فريدي البياضي عضو مجلس النواب عن الحزب المصري الديمقراطي عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، بالحصول على نسخ من كافة المواد لمناهج رابعة ابتدائي للبدء في عرضها على أساتذة متخصصين بالتعليم الأساسي، لافتا إلى أنه سيبدأ في تحركات عاجلة بالمجلس لمناقشة وبحث أسباب صعوبة المناهج تبدأ من طلب احاطة لمناقشة الأمر رسميا بمجلس النواب للمطالبة بمعرفة آراء المتخصصين والمدرسين لمناقشة الأمر.
ومن جانبها طالبت النائبة أمل سلامة باستدعاء وزير التربية والتعليم الدكتور طارق شوقي لمناقشته في صعوبة مناهج الرابع الابتدائي«، مشيرة إلى أنها»تلقت العديد من شكاوي أولياء أمور الطلاب بالصف الرابع الابتدائي حول صعوبة المناهج«.
وتقدمت أيضا النائبة مى غيث رشدى، عضو مجلس النواب، بطلب إحاطة آخر لرئيس مجلس النواب بشأن «مناهج الصف الرابع الابتدائي التي وصفتها بأنها من اصعب المناهج الدراسية التي شهدتها وزارة التربية والتعليم«.
طارق شوقي: “ياريت ندي العيش لخبازه”
كان الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم أعرب في أكثر من حديث له عن استيائه من موجة التشكيك والهجوم المستمرة على المناهج الجديدة للصف الرابع الابتدائي، قائلا أن «مناهج التعليم الجديدة وبالأخص طلاب الرابع الابتدائي هي أفضل ما أنجزته الوزارة بكل المقاييس العلمية العالمية»، وأكد الوزير أن «الانتقادات هي جزء من عملية ممنهجة لإفساد تطوير التعليم المصري»، لافتا إلى أن منهج الصف الرابع الابتدائي فلسفته مختلفة.
وأضاف شوقي في مداخلة هاتفية مع الإعلامي شريف عامر في برنامج يحدث في مصر، «ليس هناك أي داعِ للخناق وياريت ندي العيش لخبازه ومفيش حد هيمتحن في حاجة مخدهاش»
خبراء وأكاديميون: التقييم مبكر جدًا
أكد أستاذ المناهج وطرق التدريس، بكلية التربية جامعة دمياط، ورئيس قطاع التعليم السابق الدكتور رضا مسعد، على أن مناهج الصف الرابع الابتدائي جزء من خطة تطوير التعليم الذي تنتهجه الدولة، وتأخرت فيه كثيرًا مؤكدًا أن المنهج ضمن السلسلة التي بدأت من “كي جي” حتى الصف الرابع الابتدائي هذا العام وتنتقل للمراحل القادمة الأعوام المقبلة، وأرجع سبب الهجوم لاختلافه تماما عن المناهج القديمة.
وأضاف: أولياء الأمور والمعلمين غير مؤهلين للحكم على المنهج “زي الطبيب.. هل ينفع مراجعة الطبيب في روشتة العلاج”، موضحًا أن الحكم في هذا الحالة سيكون ظاهريًا فقط، ناتج عن الخلاف، ولا يجب الحكم عليه إلا بعد تجربته، وانتهاء العام الدراسي، فالحكم كان سريع وغير موضوعي: “الزرعة بنصبر عليها حتى تثمر، لازم ياخد دورته كاملة بعد انتهاء العام الدراسي”، حسب موقع “مصراوي”.
وفيما يخص المصطلحات الجديدة في المناهج، مثل “الخوارزميات”، أكد مسعد، أنها تعود لمحمد الخوارزمي، مؤسس علم الرياضيات، وتعني خطة حل المسألة: “فالطالب اللي فاهم هيعمل خطة للحل، فالدرجة الفعلية للرياضة تكون على الخطوات وليس النتيجة”، أما المواد الإضافية، مثل “التوكاتسو”، فهي نشاط يحرص على زرع القيم والنظام والنظافة واحترام الأخر: “التطوير متكامل يعيد الطالب إلى التربية التي غابت ويحسن التعليم الذي تراجع”.
وفي سياق متصل قال الدكتور حازم راشد، عميد كلية التربية بجامعة عين شمس، ومدير تطوير المناهج بوزارة التربية والتعليم السابق، إن الحديث عن تقييم مناهج الصف الرابع الابتدائي، بدأ في وقت مبكر جدًا، وأن الحكم على المناهج الجديدة يكون بعد نهاية العام الدراسي، مؤكدًا: “أي تغيير في شتى مجالات الحياة يواجه مقاومة من نوع ما”، لافتا إلى أن وضع المناهج التعليمية يحتاج لعدة معايير غير ثابتة فهي مختلفة باختلاف الزمان والمكان والفئة المستهدفة، مضيفًا: “المادة والسن والتوقيت، والعمر والمرحلة”.
فيما أكد قال الدكتور عيد عبدالواحد، عميد كليتي التربية وتربية طفولة بجامعة المنيا، ومدير الأكاديمية المهنية للمعلمين السابق، على أن هناك نوعان من التطوير (جزئي – كلي)، فالتطوير الجزئي يتضمن تعديل أو حذف أو إضافة طفيفة، بينما التطوير يشمل تغيير المنهج جذريًا، مثلما يحدث في مناهج رابعة ابتدائي، وما كان يصلح بالأمس لا يصلح اليوم”.