درست في 3 جامعات بعمر 24 عام ..(إيمان الخشن) من ميت عقبة للولايات المتحدة
كتبت- أسماء نافع
إن الوسيلة الوحيدة لتحقيق الحلم هي السعي بيقين تام.. ذلك هو شعار إيمان السعيد الخشن، 24 عام، في الحياة فرغم صغر سنها إلا أنها حققت كثير من النجاحات لم يتحقق لها ذلك إلا بالاجتهاد والرغبة في التطور والتعلم، حتى أصبحت تجربتها أمل لكل من يحلم بمستقبل أفضل .
اقرأ أيضًا.. “إسراء عادل” صيدلانية سحرتها الألوان لاحتراف فن الريزن: ميزته في صعوبة تقليد
إيمان، عاشت في أسرة متوسطة لأب وأم مكافحين ودخلت المدارس الحكومية، لكنها كان لديها ايمان داخلي بأن احلامها مهما كانت مستحيلة ستتحول لواقع يوما ما، كثيراً ما كانت تجلس داخل غرفتها الصغيرة في بيتها القديم بميت عقبة بالجيزة وشعار الجامعة الأمريكية معلق على الحائط، ولا تعرف كيف الوصول إليه لكنها تثق أنها ستصل يوماً لا محاله
كان حلمها أن تتعلم بطريقة مختلفة، أن تطلع على عالم آخر لا تعرف عنه شئ سوى أنهم يتحدثون الانجليزية بطلاقة، فكانت تذهب سيرا على قدميها إلى مكتبة مصر العامة لتغرق بين صفحات الكتب، تبحث عن ذاتها في كل سطر، وحينما تقف أمام ركن الكتب الانجليزية كانت تبكي من الشعور بالعجز، فكيف ان هناك لغة وآحده تبني حاجز كبير بينها وبين رغبتها في الاطلاع.. ولذا اتخذت قرار ان تتعلم ليس فقط لكي تطلع ولكن لتدرس في الجامعة الأمريكية.
تروي إيمان السعيد، أن والدها أخذها يوما ما لترى حلمها بنفسها ولم تكن تعلم أن زيارتها للجامعة الأمريكية ستجعلها في حالة إحباط خاصة حين وقفت في طابور طويل ليصل بها إلى أن تجلس امام موظفة الاستعلام لتخبرها برقم مادي يجعلها تشعر بالعجز.
وقبل إن تخرج لوالدها استعادت قواها مسحت دموعها ثم رفعت رأسها للسماء قائلة إنك قادر على كل شئ فإن أرادت تقل للشئ كن فيكون ومضت وهي لا تملك سوى مؤشر واحد فقط ألا وهو يقينها بالله عز وجل لينتهىيالأمر بعدة صدمات متتاليه من ضمنها اخفاقها في مجموع الثانوية العامة ، ارتفاع نسبة التنسيق، رسوبها في امتحان كلية آداب لغة انجليزية.
وبعد كل الاحباطات المتتالية يأتي كرمه ليثبت لها أن يقينها رغم استحالة الاسباب سيكون السبب الوحيد لوصولها أعدت ملفها الخاص لتدخل في عدة اختبارات استمرت ثلاثة أشهر لتنتهي بخبر يجعلها تحضر حقيبتها وبداخلها شعار الجامعة الأمريكية لتنتقل لسكن دكاترة الجامعة الأمريكية لتسكن وتدرس لمدة عام كامل .
بعدها انتقلت إيمان إلى الاكاديمية العربية لتتخرج بدرجة البكالوريوس من قسم إدارة أعمال وبعد أن تحول اول حلم لها لواقع، اقترب الحلم الأكبر تلك الطيارة التي لطالما كانت تراها وتحلم بأن تحلق فيها ولكن كان التحدي أصعب إلى حد جعلها تسير في الشوارع وهي تبكي وتسأل الله كيف لعقلها ان يستوعب اشياء لم يتعلمها خلال ١٢ عاما من التعليم الحكومي ولكن دوما اليقين بالله يصنع لها المعجزات.
وصل إليها رسالة ربانية بأن كل ما عليها هو السعي والنتائج تأتي من عند الله، استمرت لتتعلم حينها أهم درس وهو أن التعلم من خطوات الرحلة اهم من الوصول للمحطة فبعد كل الإخفاقات وصلت ايمان الخشن من بيتها الصغير في ميت عقبة إلى مطار باريس لتركب طائرتها لمطار الولايات المتحدة الأمريكية لتدرس في جامعة من أفضل الجامعات في أمريكا، بمنحة من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية.
وكان لليقين والسعي المعجزة الأكبر حينما تلقت ايميل القبول بالعمل ككاتبة محتوى في برنامج خاص بالإذاعة الأمريكية ليتحول عجزها من شخص لا يعرف أن يقرأ الكتب الإنجليزية لفتاة درست في ثلاث جامعات ولديها خمس سنوات من الخبرة في مجال كتابة المحتوى باللغة العربية والانجيليزية.