الحكاية ترصد تحوال الباطنية بعد 40 سنة مصدرا لانتاج الأثاث بدلا من المخدرات
بعد نحو 40 عاما، اختلف المشهد تماما في منطقة الباطنية بالقاهرة، التي كانت معروفة “بوكر لتجارة المخدرات” في ثمانينات القرن الماضي، حيث تم تطهيرها من التجارة غير المشروعة، وباتت الآن بعد مرور نحو 4 عقود من الزمن مكانا لصناعة الأثاث والإنتاج، والأجواء الآمنة التي تعيشها المنطقة برمتها.
“الحكاية” التقت بعدد من المواطنين الذين عاصروا الباطنية أثناء انتشار تجارة المخدرات بها قبل 40 عاما من الآن، حيث يقول أحدهم:” كان الوضع صعبا ومريرا، وتجارة المخدرات منتشرين هنا وهناك، والدولايب”، وتحول الأمر الآن للنقيض، فقد انتهت تجارة المخدرات وعم الأمن، وظهرت بعض الصناعات بالمنطقة مثل صناعة الأثاث.
وقدم المواطن الشكر لرجال الشرطة على جهودهم المستمرة في حفظ الأمن، مؤكدًا أن الدوريات الأمنية والتفاعل الأمني السريع ساهم في خلق أجواء آمنة، وانتهت الجرائم، وولى عهد المخدرات بلا رجعة.
وعٌرفت في البداية باسم “الباطليّة”، وذلك نسبة إلى أول طائفة سكنت تلك المنطقة، فقد ذكر المقريزي فيما رواه عن ابن عبد الظاهر “وكان المعزّ لما قسم العطاء في الناس جاءت طائفة فسألت عطاء فقيل لها: أفرغ ما كان حاضرًا، ولم يبق شيء؛ فقالوا: رحنا نحن في الباطل، فسمّوا بـ”الباطليّة”.
وتعرضت المنطقة لحريق هائل عام 663هـ أدى لدمارها بالكامل، وكان الناس يضربون بحريقها المثل لمن يشرب الماء كثيراً فيقولون “كأن في باطنه حريق الباطليّة”، إلى أن أعُيد تعميرها عام 785هـ على يد “الطواشي بهادر بن عبد الله النبهاني الرومي” مقدم المماليك السلطانية والذي تولى وظيفة نظارة الجامع الأزهر أي “المشرف على شؤونه” حيث أقام دار بها، وكان يُخصص لكل شيخ من مشايخ المذاهب الأربعة دار داخل المنطقة تعرف باسمه، ومن هنا تغير اسم المنطقة من الباطليّة إلى الباطنية أي “باطنة العلماء”.