يحل اليوم ذكرى ميلاد الفنان عبد المنعم مدبولى الذى ولدج في 28 ديسمبر 1921 ويعد واحدًا من أبرز صناع الكوميديا في مصر.
ويستعرض موقع الحكاية خلال التقرير الاتي محطات في حياة الفنان عبدالمنعم مدبولي:-
ولد الفنان القدير في حى باب الشعرية بالقاهرة، وظهرت موهبته وهو طالب في المدرسة الابتدائية ودرس في كلية الفنون التطبيقية وتخرج من قسم النحت، ثم التحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية عام 1945.
بدأ حياته الفنية في البرنامج الإذاعي الشهير ساعة لقلبك وبعدها انضم لمسرح التليفزيون وأسس مع رواد جيله فؤاد المهندس وأمين الهنيدي وغيرهما مدرسة كوميدية استمد تراثها من الجيل السابق الريحاني والكسار.
عبد المنعم مدبولي لم يتخرج من الفنون التطبيقية فحسب وإنما عمل بها مدرسا في قسم النحت حتى منتصف السبعينيات في عز شهرته ومجده، واكتشف الكثير من الموهوبين في التمثيل من طلاب الكلية، أهمهم (نبيل الهجرسي) خريج قسم الحديد
التحق مدبولي بالمعهد العالي لفن التمثيل العربي ليتخرج فيه عام 1949 في ثاني دفعاته، وعقب تخرجه انضم إلى فرقة جورج أبيض ثم فرقة فاطمة رشدي وشارك بالتمثيل في برامج الأطفال بالإذاعة ضمن حلقات برنامج بابا شارو، ثم استمر حتى بلغ رصيده نحو 60 فيلماً، 120 مسرحية، و 30 مسلسلا.
تميز عبد المنعم مدبولي بكاريزما خاصة أكسبته حب الملايين في مصر والعالم العربي وشكّل مع الراحل فؤاد المهندس ثنائي تمثيلي عجز عن تكراره الممثلون الحاليون.
شارك مدبولي في أول عمل مسرحي له من خلال دور أعرابي مع فرقة المسرح المصري الحديث التي شكلها زكي طليمات، ثم قام بتأسيس فرقة تحمل اسم المسرح الحر عام 1952. ومن أهم الأعمال المسرحية التي أنتجتها فرقة المسرح الحر: “الأرض الثائرة “، “حسبة برما”، “الرضا السامي”، “خايف أتجوز”، “مراتي بنت جن”، “مراتي نمرة 11″، “كوكتيل العجائب”.
إضافة إلى ذلك شارك مدبولي في كتابة العروض المسرحية مثل كفاح بورسعيد، والتي كانت عبارة عن مجموعة من المسرحيات القصيرة أخرجها كلاً من سعد أردش وصلاح منصور.
انضم مدبولي بعد ذلك إلى فرقة التلفزيون المسرحية والتي كان يترأسها السيد بدير، بعدها تولى فرقة المسرح الكوميدي وأخرج أكثر من أربعة عروض منها: “جلفدان هانم “، “أنا وهو وهي”، “دسوقي أفندي”، “مطرب العواصف”، “أصل وصورة”، “حلمك ياشيخ علام”. المفتش العام، السكرتير الفني، مطرب العواطف، جفلدان هانم، وسط البلد. كما اخرج لفرقة إسماعيل ياسين عملين هما: 3 فرخات وديك، وأنا وأخويا وأخويا.
شارك مدبولي في تكوين فرقة الفنانين المتحدين، وقدم من خلالها أبرز العروض المسرحية وهي: “البيجاما الحمراء”، “الزوج العاشر”، “العيال الطيبين”، ثم انفصل عنها عام 73 ليكون في عام 75 فرقته الخاصة “المدبوليزم” وقدم من خلالها عروض: “راجل مفيش منه”، “يا مالك قلبي”، “مولود في الوقت الضائع”، “مع خالص تحياتي”، “حمار ما شالش حاجة”.
شارك بالتمثيل والإخراج في عدد كبير من المسرحيات التي حققت نجاحاً كبيراً ومنها: “السكرتير الفني” بطولة كل من الفنان فؤاد المهندس وشويكار، و”المغناطيس”، “الناس اللي تحت”، “بين القصرين”، “زقاق المدق”، “ريا وسكينة”.
اشتهر عبد المنعم مدبولي بحبه الكبير للأطفال لذلك قدم العديد من أغاني الأطفال في أفلامه ومسلسلاته ومن خلال التلفزيون المصري والتي ظلت خالدة في ذاكرة التلفزيون والسينما المصرية، وحفرت داخل وجدان كل أطفال مصر خلال عقود من الزمان ومن أغانيه توت توت وكان في واد أسمو الشاطر عمرو وجدو عبده زارع أرضه والشمس البرتقالي وغيرها من الأغاني.
أما بالنسبة للسينما فقد بدأها في وقت متأخر حيث شهد عام 1958 أول فيلم لمدبولي وهو “أيامي السعيدة”، وتوالت الأفلام بعد ذلك والتي بلغ عددها 150 فيلماً منها: “ربع دستة أشرار”، “عالم مضحك جداً”، “غرام في أغسطس”، “مطاردة غرامية”، “المليونير المزيف”، “أشجع رجل في العالم”، وآخر أعمال الفنان عبد المنعم مدبولي السينمائية “أريد خلعا” مع الفنان أشرف عبد الباقي
ومن أهم الأدوار التي أبدع فيها وظلت عالقة بذاكرة السينما فكانت للشخصيات التي لعبها في أفلام مثل: “الحفيد ـ مولد يا دنيا ـ إحنا بتوع الأتوبيس”.
تخرج على يديه العديد من نجوم الكوميديا مثل: عادل إمام، سعيد صالح، يونس شلبي، محمد صبحي وغيرهم كثيرون. المسلسلات أشهرها على الإطلاق مسلسل (لا يا ابنتي العزيزة) ومسلسل (أبنائي الأعزاء شكرا) وهو المعروف بمسلسل بابا عبده
اشترك كضيف شرف في فيلم عايز حقي مع الفنان هاني رمزي وقد كان لدوره أثر كبير في تغيير مجرى الفيلم، وكذلك نفس الشيء حدث في فيلم أريد خلعاً مع الفنان أشرف عبد الباقي… وأثبت – مع كبر سنه – أنه لا يزال بارعاً في إلقاء الأدوار التي تحتاج جدية، كما اشترك في فيلم كريستال مع الفنانة شريهان.
نال خلال مشواره الفني العديد من الجوائز وشهادات التكريم منها:
جائزة أحسن ممثل في السينما عن أفلامه فيلم “الحفيد” و فيلم “أهلا يا كابتن” وكذلك فيلم “مولد يا دنيا”
في عام 1986 حصل على جائزة تكريم في مهرجان زكي طليمات.
في عام 1983 حصل على وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى.
في عام 1984 حصل على جائزة الدولة التقديرية عن مجمل أعماله.
وقد قام بتكريمه الرئيس المصري السابق محمد أنور السادات بشهادة تقدير خاصة في أكاديمية الفنون وذلك عن دوره في مسلسل أبنائي الأعزاء..شكراً (مسلسل).
كما يعد أول فنان عربي كتبت عنه دائرة المعارف النمساوية.
قام المهرجان القومي للمسرح المصري في الفترة من 10 إلى 19 يوليو 2006 بتكريم اسم الفنان.