أبوبكر الديب: 3 أسباب وراء الاحتجاجات الشعبية في كازاخستان
أرجع أبوبكر الديب، الباحث في العلاقات الدولية والإقتصاد السياسي، الإحتجاجات في كازاخستان الي 3 أسباب أهمها ارتفاع أسعار الوقود، وفشل الحكومة المقالة في توفير احتياجات المواطنين وتحديث بلادهم، وتقديم الإصلاحات المناسبة لوقف الفساد وانعاش الإقتصاد.
وأوضح الديب أن حركة الإحتجاج التي بدأت الأحد الماضي بعد زيادة أسعار الغاز الطبيعي المسال في مدينة جاناوزن بغرب البلاد، وامتدت إلى ألماتي العاصمة الاقتصادية وكبرى مدن البلاد، ليل الثلاثاء الأربعاء.
وقال إن وكالات الأنباء، أكدت أن جميع الرحلات الجوية في مطار عاصمة كازاخستان ألغيت وسط توقف مؤقت لخدمة الانترنت والاتصالات وكذلك البنوك والبورصات وفرض حالة الطوارئ في جميع أنحاء البلاد.
وأشار الي أن الرئيس ، قاسم جومارت توكاييف، هو ثاني شخص فقط يقود الجمهورية السوفييتية السابقة منذ أعلنت استقلالها في 1991 وقوبل انتخابه في 2019 بالإدانة من قبل منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، وقد أعلن رئيس كازاخستان ، ترأسه لمجلس الأمن في البلاد، خلفا للرئيس السابق نور سلطان نزارباييف، ووعد بـالخروج بحزمة جديدة من المقترحات في المستقبل القريب وأنه كرئيس ملزم بحماية أمن المواطنين وأن الإجراءات التي تم اتخذتها تهدف إلى حماية سكان كازاخستان، ووجه بتشكيل لجنة حكومية لتلبية مطالب المتظاهرين وخفض أسعار الغاز.
وأكد أن جمهورية كازاخستان، هي أكبر دولة غير ساحلية في العالم، وتاسع أكبر دولة في العالم من حيث المساحة، وتبلغ مساحتها 2.7 مليون كيلومتر مربع وتقع في أوراسيا أي بين أوروبا وآسيا، لكن معظم الأجزاء الغربية منها تقع في أوروبا وهي الأقوى في آسيا الوسطى اقتصاديا، حيث يبلغ ناتجها المحلي الإجمالي 60٪ من الناتج المحلي الإجمالي للمنطقة، بسبب صناعة النفط والغاز لديها كما أن لديها موارد معدنية وافرة وهي جمهورية ديمقراطية وعلمانية ودستورية لها تراث ثقافي متنوع وتشترك في حدودها مع روسيا والصين وقيرغيزستان وأوزبكستان وتركمانستان، كما تجاور جزءًا كبيرا من بحر قزوين ورغم مساحتها الشاسعة يسكنها فقط 18.3 مليون شخص لذا فإن الكثافة السكانية بها هي الأقل عالميا، حيث تقل عن 6 أشخاص لكل كيلومتر مربع وعاصمتها هي نور سلطان حتى عام 2019 حيث كان كان اسمها السابق “أستانا”.
وذكر أن إقتصاد كازاخستان يعتمد أساسا على صادرات النفط الذي يمثل 56% من القيمة الإجمالية للصادرات و55% من ميزانية الدولة حيث يملك البلد احتياطات نفطية تعادل احتياطات دولة العراق ولكنها توجد في طبقات عميقة ما يفسر التاخر في استغلالها، كما تعتبر كازاخستان إحدى أهم الدول المنتجة للغاز في آسيا.
وأوضح الديب، أن كازاخستان هي آخر الجمهوريات السوفيتية التي أعلنت استقلالها أثناء تفكك الاتحاد السوفيتي عام 1991 وعملت على تطوير اقتصادها، وخاصة صناعة الهيدروكربونات ويوجد بها 131 عرقا تشمل الكازاخ والروس والأوزبك والأوكرانيين والألمان والتتار والأويغور والإسلام هو دين حوالي 70 ٪ من السكان ولغتها الرسمية هي القازاقية والروسية، وهي عضو في الأمم المتحدة، ومنظمة التجارة العالمية، ورابطة الدول المستقلة، ومنظمة شنغهاي للتعاون (SCO)، والإتحاد الاقتصادي الأوروآسيوي، ومنظمة معاهدة الأمن الجماعي، ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، ومنظمة التعاون الإسلامي، والمنظمة الدولية للثقافة التركية.
وأضاف أن روسيا تخشي محاولة الغرب بقيادة امريكا ابعاد كازاخستان عنها مثلما فعلت مع أوكرانيا، وستهداف النفوذ الروسي في جمهوريات الاتحاد السوفييتي السابق، وعلى وجه الخصوص الدول الواقعة في آسيا الوسطى، وتتحدث تقارير روسية عن الدعم الكبير من قبل الغرب للناشطين في مجال الحريات والمجتمع المدني، ونجحت كازاخستان في خلق نوع من التوازن الجيوسياسي مع القوى الدولية والإقليمية عبر الفترات الماضية، واعتمدت على الدعم السياسي والعسكري من الجانب الروسي، اضافة للاستثـمارات الصـينية الكبيرة في البلاد، والانفتاح على الغرب وأمريكا.