عباس شراقي: إثيوبيا في طريقها لاتخاذ قرار أحادي ثالث بتشغيل توربينين من سد النهضة
أكد الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية، أن إثيوبيا في طريقها لاتخاذ قرار أحادي للمرة ثالثة، بتشغيل توربينين من سد النهضة، وتابع:” حال تشغيل توربين أو اثنين الشهر المقبل سيتم تمرير مياه إلى مصر والسودان، الأمر يبدو في ظاهره في مصلحة مصر، لكن الحقيقة غير ذلك، كون تشغيل عدد أكبر من التوربينات سيحقق نتيجة عكسية”، مشددا على ضرورة استئناف المفاوضات.
وأضاف “شراقي”، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي أحمد موسى، ببرنامج “على مسؤوليتي”، على قناة صدى البلد، أن إثيوبيا تتحدى بيان مجلس الأمن، وترفض تنفيذ أي طلب يستند إلى بيانه، مطالبا المجتمع الدولي والاتحاد الأفريقي بالتدخل لاستئناف المفاوضات، مع احترام شروط مصر والسودان، لعدم تكرار أزمة وجود مراقبين دوليين، بدون منحهم دورا فعالا، إضافة إلى تحديد جدول زمني للمفاوضات.
وأشار “شراقي”، إلى أهمية الوصول إلى نتيجة حول مفاوضات سد النهضة، قبل مارس المقبل، وتابع:” إذا تم وضع خرسانة جديدة، سيحدث ملء ثالث إجباري، من المتوقع الانتهاء من الخرسانة خلال أبريل، حال وضعها خلال مارس”، مؤكدًا أن إثيوبيا ترفض الدور الفعال للمراقبين الدوليين، وتريد اختزال دورهم على الفرجة فقط.
وحول الفيضان قال أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية، “الحمد لله فيضان العام الجاري مرتفع بنسبة تصل إلى 30%، وإيراد اليوم وصل إلى 483 مليون متر مكعب”، مشيرا إلى أن حجم إيراد النيل الأزرق في شهور المطر الحالية، وصل إلى 41 مليار متربزيادة 10 مليارات متر مكعب.
وتوقع “شراقي”، وصول إيراد النيل الأزرق إلى 60 مليار متر مكعب خلال الشهر المقبل، مضيفا أن مصر حصلت على الإيراد المتوقع، والقادم سيكون إضافيا، وتابع:” أنه حال بناء الممر المتوسط بمنتصف سد النهضة بارتفاع 20 مترا سيتم حجز10.5 مليار متر مكعب، وحجم المياه المخزنة سيتوقف على طول الممر المتوسط”.
وتابع:”السودان مهدد دائما بسبب أزمة السد النهضة، والخرطوم اتهمت إثيوبيا بإعلان معلومات مضللة، لذلك حجزت كميات كبيرة من المياه، لكن حدث فشل إثيوبي في التخزين، لذلك اتجهت الخرطوم إلى تفريغ كميات من السدود كي لا تقع في مأزق”، مؤكدًا أن إثيوبيا تبنى سد النهضة بعشوائية دون خطة واضحة.
وأوضح أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية، أن الخرائط تؤكد كذب تصريحات إثيوبيا بشأن التخزين، وتابع:”لو خزنت إثيوبيا 13.5 مليار متر لأثر على مصر والسودان”، مؤكدًا على أن مصر تحتل المركز الأول في ندرة الأمطار عالميا، حيث يبلغ متوسط المطر سنويا، 51 مليمتر، يليها ليبيا ثم السعودية، موضحا أن نصيب الفرد من المياه بمصر يصل إلى 550 متر مكعب، والوضع الطبيعي أن يكون ألف متر مكعب.
واستكمل :”متوسط نصيب الفرد لا يخفينا، حال ترشيد الاستخدام، خاصة في ظل افتتاح عدد من محطات معالجة المياه مثل بحر البقر التي تعد الأكبر بالعالم، ومحطة المحسنة التي تعالج مليون متر مكعب مياه يوميا، تستخدم في الزراعة بسيناء”، مشيدا بجهود تبطين الترع واستخدام طرق الري الحديثة، مشيرًا إلى أن مشكلة مصر الأساسية في توفير مياه الزراعة، مياه الشرب مقدور عليها، كما أن مصر تحتاج إلى 1.5 مليار متر مكعب مياه لتغطية زيادة السكان السنوية.