رحب أبوبكر الديب مستشار المركز العربي للدراسات والخبير فى الشئون الاقتصادية: إن الجنيه المصرى، بقيام البنك المركزي المصري بشراء 44 طنا من الذهب خلال شهر فبراير الماضي، ما وضعته كأكبر مشتر للمعدن الأصفر بين البنوك المركزية العالمية في فترة الربع الأول من العام الجاري، بحسب مجلس الذهب العالمي.
وقال الديب إن الخطوة ذكية للغاية فقد راتفع سعر الذهب بعدها وحتي الآن بحوالي 400 جنيه بما وفر ما يزيد عن 17.5 مليار جنيه للدولة المصرية، كما ارتفع اجمالي حجم الذهب لدى البنك المركزي المصري، في فبراير بمعدل 55% ليصل إلى 125.3 طن ، أو ما يعادل 19% من إجمالي إحتياطيات العملة الأجنبية، وبذلك أثبت البنك أنه يمتلك كفاءات لها نظرة مستقبلية متميزة حيث أن الذهب هو الملاذ الآمن وقت الأزمات.
وأوضح أن هذه خطوة استباقية للبنك المركزي أثبتت أحداث الحرب الروسية الأوكرانية صحتها فقد منعت موسكو التصدير بالدولار الأمريكي، وأنها تقبل التعامل بالذهب في المعاملات التجارية، وبالتالي يمكن لمصر التعامل مع روسيا بالذهب، كما أثبتت الأحداث أن الذهب سيستأنف دوره من جديد في النظام النقدي العالمي، وذلك في ظل الأزمة الإقتصادية التي يشهدها العالم، مع توقعات بإرتفاع أسعار المعادن النفيسة في الفترة المقبلة، حيث تسعي روسيا والصين الي قيام نظام عالمي بديل ونظام إقتصادي جديد، ما يستلزم تقويض أركان النظام القائم بعد الحرب العالمية الثانية وبدء تعددية الأقطاب، وإنهاء استحواز أمريكا على حكم العالم لسنوات طويلة من خلال تحكمها بالدولار.
وأشار الي أن مجلس الذهب العالمي أعلن عن اتجاه البنوك المركزية حول العالم إلى زيادة الاحتياطي من الذهب لديها بواقع بـ 84 طنا في الربع الأول من العام الجاري لتضاعف كميات الشراء عن الربع السابق.
وقال الديب إن أسعار الذهب شهدت ارتفاعا غير مسبوق اليوم الخميس، لم يشهدها العالم منذ عقود عديدة، حيث وصل سعر عيار 21 لأول مرة فى تاريخ مصر ليسجل 1200 جنيه،.