في عصر أصبحت فيه الشهرة سلاحًا ذا حدين، بات من الضروري التوقف عند أزمات المشاهير التي تتصدر الأخبار يومًا بعد يوم ، فخلال الأسابيع الأخيرة شهدنا سلسلة من الأحداث التي أثارت الجدل حول السلوكيات العامة لبعض النجوم خاصة في مجالات الفن والرياضة، والتي تسلط الضوء على غياب المعيار الأخلاقي الذي يجب أن يتحلى به هؤلاء الأشخاص الذين أصبحوا قدوة لجماهير واسعة.
أزمة وراء أزمة :
لنأخذ مثالًا على ذلك أزمة الفنان سعد الصغير وتحويله للمحاكمة لحوزته مواد مخدرة عند عودته من الخارج ، كذلك الفنان عمرو دياب الذي أثارت حياته الشخصية اهتمام الرأي العام أكثر من فنه وقيامه مؤخراً بصفع احد معجبيه، أما في مجال الرياضة، فقد جاء الجدل الأكبر من لاعبي كرة القدم إمام عاشور وأحمد فتوح، اللذين شُوهت صورتهما بسبب تصرفات بعيدة عن الرياضة والروح الرياضية ، وأخيرًا خلال اليومين الماضيين نقرأ خبر توقيف فنان مصري شهير في مطار برلين بسبب حالة فقدان للوعي الناتجة عن شرب الكحول، وهو ما يعتبر فضيحة بكل المقاييس.
ولا شك ان هذه الحوادث ليست مجرد أخطاء شخصية، بل هي انعكاس لمشكلة أعمق تتعلق بفهم المشاهير لدورهم ومسؤوليتهم تجاه المجتمع ، فالشهرة والمال نعمتان من الله، لكنهما قد يتحولان إلى نقمة إذا لم يحسن صاحبهما استغلالهما.
المسؤولية الأخلاقية للمشاهير :
المشاهير ليسوا أفرادًا عاديين، بل هم رموز يُحتذى بها من قبل الملايين ، وحين يرى الشباب نجمهم المفضل يتصرف بشكل غير لائق، فإن ذلك قد يؤدي إلى تقليدهم وتقويض القيم الأخلاقية التي يحاول المجتمع ترسيخها.
الحاجة لضبط المعيار الأخلاقي :
إن المطلوب اليوم ليس فقط محاسبة المشاهير على أخطائهم، بل أيضًا العمل على بناء وعي أخلاقي وثقافي لدى هؤلاء النجوم ، وعلى كل فنان ورياضي أن يدرك أن حياته ليست ملكًا له وحده، وأنه مؤتمن على صورته أمام الناس.
وفي النهاية اؤكد ان الشهرة ليست حكرًا على أحد، لكنها مسؤولية كبيرة ، وربما آن الأوان لتذكير المشاهير بأنهم تحت المجهر دائمًا، وأن ستر الله عليهم نعمة يجب أن يحافظوا عليها لا أن يستهينوا بها ، فإن كان الله قد أنعم عليهم بالمال والشهرة، فإن أقل ما يمكنهم فعله هو احترام جمهورهم والتحلي بسلوكيات تعكس قيمًا إيجابية تعود بالنفع على المجتمع.