مقالات

أيمن عدلي يكتب: رموز في مرمى التشويه! 

لقطات

للأسف الشديد لا يزال مسلسل التشويه لماضينا وحاضرنا عرض مستمر، بل وبكل إصرار وقوة تجعلنا نثير الشك في كل من حولنا، نحن وصلنا إلى مرحلة الخطر فعلا وليس قولا، ويمكن القول أننا أدمنا تحطيم كل الرموز في بلدنا بشتى الطرق والوسائل حتى أننا لم نعد نجد شخصا واحدا يتفق عليه الغالبية أو حتى الأقلية كرمز وطني محترم بسبب عمليات التشويه والهجوم المتلاحق على كل الرموز المصرية.

وبدون شك امتلئت الدولة المصرية في كل الأزمان بالقامات الثقافية والدينية والعلمية والفنية والوطنية ، شخصيات بلا حدود وعلى مدار تاريح طويل من النجاحات والتقدم والازدهار، وكان لدينا القدوة التي كنا دوما نفخر بها ونسعى لتقليدها والاقتداء بها في حياتنا العملية والشخصية.

في الأوقات الماضية كان الجميع يحترم رموزنا بدء من الأب والأم مرورا برموزنا الوطنية والثقافية والعلمية التي نفخر بها و التي كانت ملء السمع والبصر، كنا كذلك إلى أن وصلنا إلى عصر الفضائيات والسماء المفتوحة انتهاء بعصر الميديا وفيس بوك وتويتر، فأصبح أي شخص لا يعي شيئا قادرًا على أن يهاجم قامات لها تاريخ لمجرد أنه يحمل موبايل يختفي خلفه ليهاجم القامات ويحطم القيم والمثل أو يبحث عن التريند سواء بالحق أو بالباطل، يرفض كل شيء ولا يعجبه شيء بدءًا من رموز حية تعيش بيننا وحتى ملوك الفراعنة القدماء الذين ينالهم نصيبهم من التشويه والتحطيم لأغراض خبيثة من البعض ولسذاجة من البعض الآخر الذي لا يدرك أبعاد الكارثة.

لم أرى أي شعب في العالم يقوم بتحطيم رموزه الوطنية والثقافية والوطنية والعلمية والدينية، بل نحن الشعب الوحيد الذي يدمر تاريخه بتصرفات غير مسئولة تجاه رموز احترمها ويحترمها العالم كله، للاسف الشديد يمكن وصف ما يجري بأنه عملية تجريف لتاريخ مصر الحديث والقديم على السواء، والسؤال الذي يطرح نفسه هو لصالح من يتم هذا التجريف وهذا التشويه؟ .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى