أيمن عدلي يكتب: وداعًا أبلة فضيلة
يا ولاد يا ولاد.. تعالوا تعالوا.. عشان نسمع أبلة فضيلة.. راح تحكي لنا حكاية جميلة.. وتسلينا وتهنينا وتذيع لينا كمان أسامينا”.. أشهر كلمات الأبلة فضيلة التي جذبت جيل كامل من الأطفال لسماعها عبر البرامج الإذاعية التي قدمتها.
ففي صباح أول أيام رمضان، رحلت الإذاعية الكبيرة فضيلة توفيق أشهر مقدمة برامج للأطفال وصاحبة برنامج “غنوة وحدوتة ” الذي يعد ماركة مسجلة للإذاعة المصرية، فقد تربينا على صوتها وهي تحكي قصصاً للأطفال على محطة إذاعة البرنامج العام في العاشرة إلا ربع، ورحلت “أبلة فضيلة” عن عمر ناهز الـ93 عاماً ، بعدما أثرت في أجيال من الأطفال بسبب حكاياتها المسلية .
وبدون شك أبلة فضيلة واحدة من القامات التى صنعت علاقتنا وارتباطنا بالإذاعة، وكانت رمزاً من رموز ماسبيرو، التى أكدت فى وقت مبكر قيمة الإعلام فى حياة المصريين، فاشترينا الراديو الترانزستور لنستمع إليها وإلى غيرها بالطبع، لكنها كانت ذات المكانة الأعلى لأنها لم تكن مجرد مذيعة، ولكنها كانت أمّا لكل من يستمع إليها.. أم تعلمك وتوشوشك وتهمس إليك دون صخب أو عصبية!.
ستظل أبلة فضيلة الذكرى الجميلة التي تعلمنا منها كل السلوكيات الطيبة الجميلة ، والخلق الفاضلة، والمبادئ، والقيم ، واحترام الكبير ، والعطف على الصغير ، وكيف نعبر الشارع ، وكيف نعبر عن مشاعرنا ، وكيف نحافظ على اصدقائنا ، وكيف نحفظ عهودنا ، وكيف نحب الوطن .
رحم الله أبلة فضيلة بقدر ما خدمت الإعلام وقدمت نماذج موهوبة، وبقدر ما تعلمنا وتربينا على ما تقدمه من حلقات إذاعية، ستبقى فى وجداننا، وستبقى نبراسا لجيل الإعلاميين من بعدها- وأسكنها فسيح جناته بما قدمت من قيم نبيلة وأصيلة لأبناء مصر .