مانشيت الحكاية

الحرب الروسية الأوكرانية تظهر هشاشة تحالفات الغرب| الانقسامات تتزايد بعد 100 يوم من النزاع بين روسيا وأكرانيا.. وتحذيرات من حرب عالمية

ما زالت تبعات الأزمة الروسية الأوكرانية تتوالى وتلقي بظلالها على العالم في مختلف النواحي السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وخاصة أوروبا، حيث ظلت القارة في حالة من الاستقرار لسنوات عديدة حتى أتت الحرب التي نزعت الاستقرار من القارة العجوز وتسببت في حالة هلع بين قادتها.

اقرأ أيضًا:

يوم النصر الروسي| هل يمثل نقطة فارقة في الحرب الروسية الأوكرانية؟.. موسكو تعلن التعبئة العامة وقلق غربي.. ومحللون: إعلان حرب شاملة سلاح ذو حدين

ومنذ اندلاع الحرب قامت الدول الأوروبية، بفرض العديد من العقوبات الاقتصادية على روسيا ومعهم الولايات المتحدة التي منعت استيراد النفط والغاز الروسيين، وهي الخطوة التي تعد الأقوى والأخطر منذ بدء الحرب والتي ساهمت في رفع الأسعار العالمية من النفط والغاز وزيادة التضخم العالمي بشكل كبير.

وفي المقابل قامت روسيا بفرض عقوبات على العديد من الشخصيات الأمريكية والأوروبية منهم الرئيس الأمريكي جو بايدن ووزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن وبعض النواب في الكونجرس.

 الحرب الروسية الأوكرانية

بعد مرور 100 يوم على اندلاع شرارة الحرب الروسية الأوكرانية، بدأت انقسامات الغرب تتزايد وسط قلق متزايد من استمرار العملية العسكرية التي تقودها روسيا إلى ما لا نهاية، ما يضع سيناريو الصدام المباشر بين موسكو وواشنطن احتمالاً غير مستبعد.

ومنذ بداية الحرب تعاني بورصات العالم وتتصاعد مشكلات التضخم وسلاسل التوريد وتتزايد التحذير من أزمة غذاء قريبة، تتبادل المعسكرات الاتهامات حول المتسبب الرئيسي في تلك الأزمة، فيما يلقي الكرملين اللوم على سياسات الغرب وواشنطن، بينما تقول الأخرى أن روسيا هي المتسبب الوحيد، بدأت الخلاقات في الظهور داخل الجبهة الغربية ضد موسكو.

وقالت صحيفة وول ستريت جورنال إن الصدوع والانقسامات بدت واضحة في داخل الجبهة الغربية ضد موسكو، حيث ظهرت الانقسامات بين الحلفاء الأوروبيين بشكل متزايد حول ما إذا كانوا سيستمرون في إرسال المزيد من شحنات الأسلحة القوية إلى أوكرانيا، والتي يخشى البعض منها أنها ربما تطيل أمد الصراع وتزيد من تداعياته على الاقتصاد.

خلافات وانقسامات بين الدول الغربية بشأن الحرب

هناك تصورات مختلفة حول التهديد طويل الأمد الذي تفرضه روسيا وما إذا كان بإمكان أوكرانيا أن تنتصر بالفعل في ساحة المعركة في قلب الخلاف الذي يفصل بين مجموعة من قوى أوروبا الغربية وبين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة فضلا عن مجموعة من دول تتكون غالبيتها من وسط وشمال أوروبا

الفريق الأول – بقيادة فرنسا وألمانيا- تتردد في تزويد أوكرانيا بأنواع الأسلحة الهجومية بعيدة المدى التي ستحتاجها لاستعادة الأرض التي خسرتها في مواجهة الجيوش الروسية في جنوب وشرق البلاد، كما أنهم يتشككون في أن روسيا ستفرض تهديدا مباشرا على حلف الناتو.

بينما على الجانب الآخر، ترى واشنطن ولندن ومجموعة من دول وسط وشمال أوروبا –الفريق الثاني- أن الهجوم الروسي ينذر بمزيد من التوسع من جانب موسكو مما يجعل أوكرانيا في خط المواجهة في حرب أوسع، وهي حرب روسيا ضد الغرب.

وتشير التصريحات العلنية التي أطلقها قادة فرنسا وألمانيا وتعليقات مسؤولو تلك الدول إلى أن الشكوك تساورهم حيال قدرة كييف على طرد الروس ودعوا إلى وقف إطلاق النار عن طريق التفاوض، مما أثار شكاوى من أوكرانيا بأنه يتم الضغط عليها من أجل تقديم تنازلات إقليمية.

وفي دول الناتو وبولندا وأماكن أخرى فيجادلون -بدلا من ذلك- بأن إمداد أوكرانيا بأسلحة ثقيلة متطورة بشكل متزايد أمر يحظى بأهمية بالغة ليس فقط للسيطرة على الطرف الأخر إنما لعكس التقدم الروسي وتوجيه نوع من الضربات إلى موسكو والتي من شأنها ردع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن أي عمل عسكري آخر في المستقبل.

وأدى تدفق ملايين اللاجئين الأوكرانيين إلى تلك البلدان إلى جعل الحرب أقرب بكثير إلى حياة المواطنين العادية ، بينما في المقابل فبالنسبة لألمانيا والنمسا وإيطاليا يبدو الصراع محسوسا في المقام الأول من خلال ارتفاع تكاليف الطاقة.

وعلى عكس قادة بريطانيا وبولندا ودول البلطيق والعديد من دول أوروبا الوسطى، لم يقم القادة الفرنسيون والألمان بزيارة كييف بعد. وحذر المستشار الألماني أولاف شولتز مرارا وتكرارا من أن الصراع ربما يؤدي إلى حرب عالمية ثالثة وإبادة نووية. وقال شولز إن الهدف من المشاركة الغربية هو الحيلولة دون انتصار روسيا.

تحذيرات من الحرب العالمية الثالثة

وفي وسط الأزمات التي يعاني منها العالم وتزايد الصراع بين روسيا والولايات المتحدة وأوروبا، والصين والولايات المتحدة، كثر الحديث عن الحرب العالمية الثالثة وازدياد المخاوف من وقوعها في أي وقت خاصة أنها ستكون حرب نووية مما يعني القضاء على الجنس البشري.

ولأول مرة من بدء الأزمة يتم الحديث عن الحرب العالمية الثالثة بشكل شبه رسمي من قبل الإعلام الروسي، حيث قالت المذيعة على قناة روسية رسمية “أولجا سكابيفا”، إنه يتعين على روسيا أن تسحق الدول الغربية بعد أوكرانيا، بدءا بجارتها بولندا.

وأضافت سكابييفا: “لدي بعض الأخبار غير السارة، على الرغم من أننا ندمر بشكل منهجي الأسلحة التي يتم تسليمها لأوكرانيا، فإن الكميات التي ترسلها الولايات المتحدة بها تجبرنا على التوصل إلى بعض الاستنتاجات العالمية”.

وتابعت: “ربما حان الوقت للاعتراف بأن العملية الروسية الخاصة في أوكرانيا ربما وصلت إلى نهايتها، بمعنى أن الحرب العالمية الثالثة قد بدأت، نحن مجبرون على إجراء نزع السلاح ليس فقط من أوكرانيا، ولكن من تحالف الناتو بأكمله”.

موضوعات ذات صلة:

مصر تنتفض لأبنائها في أوكرانيا.. غرف عمليات الهجرة والخارجية تواصل عملها.. وسفارة القاهرة فى كييف تُطالب المصريين ببياناتهم لترتيب عملية الإجلاء

الحرب الروسية الأوكرانية| أمريكا والغرب يفرضون عقوبات قاسية على روسيا ومسؤوليها.. المفوضية الأوروبية: عازمون على فرض المزيد

بعد الغزو الروسي لاوكرانيا| أزمات اقتصادية تضرب العالم.. أبرزها: قفزة في أسعار النفط والذهب وارتفاع معدلات التضخم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى