الغزو الروسي ينذر بتفاقم أزمة اللاجئين حول العالم| المفوضية الأوروبية تضع خطة لاستقبال اللاجئين من أوكرانيا.. وعدد من الدول الأوروبية تعلن استعدادها لتقديم الدعم
ما زالت الحرب الروسية الأوكرانية في بدايتها لكن الأزمات الاقتصادية والإنسانية تتلاحق منذ أمس، حيث ارتفعت أسعار السلع الاستراتيجية مثل البترول والغاز الطبيعي، وكذلك المعادن والسلع الغذائية والتي من أبرزها القمح والذرة، هذا بالإضافة إلى الكارثة الإنسانية المتمثلة في نزوح الأوكرانيين من مناطق الضرب لتنذر بتفاقم أزمة اللاجئين حول العالم.
اقرأ أيضًا:
ومن المتوقع حدوث موجة نزوح كبرى نتيجة للضربات التي تشنها القوات الروسية منذ فجر أمس الخميس، وحملت تصريحات وزير داخلية النمسا، جيرهارد كارنر، مؤشر أولي لما يسفر عنه للغزو الروسي، إذ يتوقع أن يصل 100 ألف لاجئ أوكراني إلى بلاده خلال شهور قليلة، مشيرا إلى “توقع الاتحاد الأوروبي أيضا أن يصل إليه مليون لاجئ إلى جميع دول الاتحاد عقب الغزو الروسي لشرق أوكرانيا”.
وقال كارنر- في تصريحات أمس الأربعاء- إن بلاده استعدت جيدا لاستقبال اللاجئين، لافتا إلى وجود طريقين للفرار من أوكرانيا الأول عبر بولندا، حيث يوجد نحو 500 كليو متر كحدود مشتركة بين بولندا وأوكرانيا، والطريق الثاني عبر الحدود مع رومانيا والمجر.
المفوضية الأوروبية تضع خطة لاستقبال اللاجئين
قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، إن الاتحاد الأوروبي وضع خطة لاستقبال اللاجئين الذين يحتمل قدومهم من أوكرانيا إلى الدول المحاذية لها.
وأضافت أورسولا فون دير لاين، في مؤتمر صحفي في بروكسل اليوم: ” كنا نأمل في الأفضل منذ شهور، لكننا نستعد لحدوث الأسوأ، والآن، بالتعاون مع خدمات الحدود، أعددنا خطة لاستقبال لاجئين من أوكرانيا في البلدان الحدودية في الاتحاد الأوروبي”.
وأعلنت المفوضية الأوروبية استعدادها لتقديم الدعم الاقتصادي لبولندا عند الحاجة، وتوفير المساعدة لوكالة الاتحاد الأوروبي للجوء وللشرطة الأوروبية (يوروبول) وللوكالة الأوروبية للحدود (فرونتكس).
ألمانيا تعلن استعدادها استقبال لاجئين من أوكرانيا
من جهتها، وأمام حركة النزوح التي بدأت تظهر خاصة على شوارع العاصمة كييف، أعلنت وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر أن بلادها مستعدة لتقديم “دعم كبير” لجيرانها ولاسيما بولندا، في حال حصل تدفق لاجئين فارين من الغزو الروسي لبلادهم.
وقالت الوزيرة الألمانية في بيان “نتابع عن كثب احتمال حصول تحرّكات لاجئين نحو الدول المجاورة لنا”. وأضافت “ندعم الدول المعنية بشكل كبير، ولاسيما جارتنا بولندا، في حال حصلت تحركات موجات كبيرة للاجئين”.
بولندا تضع خطة طوارئ لمواجهة أزمة لاجئين محتملة
وأعلنت بولندا التي تشترك بحدود طويلة مع أوكرانيا ويعيش فيها نحو 1,5 مليون أوكراني، عن دعمها لجارتها الشرقية ورغبتها في المساعدة. وتتم منذ أسابيع دراسة خطط طوارئ في مواجهة أزمة إنسانية محتملة.
وقال وزير الداخلية البولندي ماتشي فاسك الشهر الماضي إنّ “وزارة الداخلية تتخذ منذ بعض الوقت الخطوات للاستعداد لموجة لجوء قد تصل إلى مليون شخص”. وأقام رئيس الحكومة ماتيوش مورافيتسكي مجموعة عمل لتحديد الاحتياجات اللوجستية والطبية والتعليمية الضرورية لاستقبال اللاجئين الأوكرانيين.
سلوفاكيا ورمانيا والمجر تضع خطة لاستقبال اللاجئين
وأعربت سلوفاكيا ورومانيا اللتان لديهما أيضًا حدود مشتركة مع أوكرانيا، عن استعدادهما لاستقبال لاجئين محتملين.
وقال وزير الدفاع السلوفاكي ياروسلاف ناد “لدينا خطط جاهزة لمواجهة ضغط محتمل من لاجئين على الحدود السلوفاكية الأوكرانية، وإذا تطلب الأمر، يمكننا أيضا استخدام مراكز الإيواء الموجودة والتابعة لوزارة الداخلية ووزارات أخرى”.
أما رومانيا التي تعدّ من أفقر الدول الأوروبية فقالت إنها لا تتوقع فرار العديد من الأوكرانيين إلى أراضيها، لكنا أكدت مع ذلك استعدادها لاستقبال نصف مليون لاجئ.
وقررت المجر نقل قوات إلى حدودها مع أوكرانيا حيث تستعد لتدفق محتمل للاجئين الفارين حسبما أفادت وكالة “إم تي آي” الثلاثاء نقلا عن وزير الدفاع تيبور بينكو.
روسيا تستعد لاستقبال لاجئين أوكرانيين
وعلى الجانب الروسي كانت وزارة الطوارئ الروسية قد أعلنت الأحد الماضي، تجهيز 250 نقطة إقامة مؤقتة، بقدرة استيعابية تصل لأكثر من 28 ألف شخص، لاستقبال اللاجئين من دونباس شرق أوكرانيا.
وفي بيان نقلته وكالة “سبوتنيك” الروسية ذكرت وزارة الطوارئ أنه “في الوقت الحالي، أعلنت 30 منطقة في روسيا استعدادها لاستقبال اللاجئين”، موضحة أن هناك 255 نقطة إقامة مؤقتة قادرة على استيعاب أكثر من 28 ألف شخص، مستعدة لاستقبال اللاجئين من دونباس.
وحسب ما أفادت وسائل اعلام روسية فإن الرئيس الروسي بوتين كان قد أمر وزير الطوارئ في وقت سابق بتوفير سبل الإعاشة للإجئين من شرق أوكرانيا، والسفر إلى منطقة روستوف لتنظيم ظروف إيواء اللاجئين من جمهوريتي دونيتسك ولوجانسك شرق أوكرانيا، والعمل على توفير وجبات ساخنة لهم، ورعاية طبية، وكل المستلزمات الأساسية.
وأفاد المتحدث باسم الكرملين في وقت سابق، دميتري بيسكوف، في تصريح صحفي، بأن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، وجه السلطات بمنح 10 آلاف روبل لكل لاجئ يصل إلى أراضي روسيا من جمهوريتي دونيتسك ولوجانسك المعلنتين من طرف واحد.
العالم يعاني من تفاقم أزمة اللاجئين
في ديسمبر أواخر 2021، أصدرت الأمم المتحدة بياناً حول حصاد عدد من القضايا الهامة خلال العام، كان من بينها الهجرة واللاجئين.
وقالت المنظمة، أنه ربما أثرت قيود السفر المرتبطة بجائحة كوفيد-19 على الأرقام والإحصائيات المتعلقة بالهجرة الدولية في عام 2021، لكن عدد الأشخاص الذين أجبروا على مغادرة منازلهم، بسبب الصراع والاضطهاد، ارتفع إلى مستويات قياسية.
وبحلول شهر نوفمبر من نفس العام، كان قد أُجبر أكثر من 84 مليون شخص على ترك منازلهم، وفقا لبيانات صادرة عن مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين، يمثل هذا الرقم زيادة عن عامي 2020 و2019 – اللذان شهدا أرقاما قياسية من حيث أعداد النازحين قسرا، في جميع أنحاء العالم.
واقترن هذا الارتفاع في أعداد النازحين واللاجئين بانخفاض في التنقل العالمي، بشكل عام، بسبب الصرامة في إجراءات السفر، ما دفع المدير العام لمنظمة الهجرة الدولية، أنطونيو فيتورينو، إلى الإعلان أن العالم “يشهد مفارقة لم يسبق لها مثيل في تاريخ البشرية”.
موضوعات ذات صلة: