جمعية المهندسين: القائمين على تطوير منظومة النقل “براء” من أكاذيب إعلام الشر
احتضنت جمعية المهندسين المصرية التي يترأسها المهندس أسامة كمال وزير البترول والثروة المعدنية الأسبق ، ندوة بعنوان “جدوى تطوير منظومة النقل في مصر ” حاضر فيها الدكتور هشام عرفات وزير النقل السابق ، بحضور أسامة كمال رئيس الجمعية ، وكل من الدكتور فاروق الحكيم أمين عام الجمعية والدكتور مصطفى شعبان أمين الصندوق، بالإضافة إلى نخبه من أعضاء الجمعية والشخصيات العامة وذلك بالقاعة الرئيسية بمقر الجمعية .
بدأت فعاليات الندوة بالوقوف دقيقة حداد على روح المهندس شريف اسماعيل مساعد رئيس الجمهورية للمشروعات القومية ورئيس وزراء مصر الأسبق ، ثم افتتح المهندس أسامة كمال وزير البترول والثروة المعدنية الأسبق ورئيس الجمعية ، الندوة موضحاً أن الدولة المصرية قطعت شوطاً كبيراً في مجال تطوير منظومة الطرق والكباري ، مشيراً إلى أن تلك المنظومة قد عانت من الإهمال الشديد لفترات طويلة في الماضي شأنها شأن العديد من مشروعات البنية الأساسية مثل شبكة الاتصالات والمياة وعدم جودة مركبات النقل العام.
تابع : النهضة الأوروبية التي أعقبت الحرب العالمية الثانية قامت على مشروع مارشال ، والذي يعد مشروعا كبيراً يربط دول أوروبا ببعضها البعض شمالاً وجنوباً من خلال شبكة من الطرق تقدم خدمات متكاملة تسهل من عملية نقل واستيراد وتصدير المنتجات بين الدول وبعضها، منوهاً إلى أن القيادة السياسية أدركت أهمية هذا الأمر مؤخراً مما دفعها لرصد مبالغ طائلة لتطوير المشروعات الخاصة بمنظومة النقل والكباري والبنية الأساسية .
ولفت ” وزير البترول الأسبق” إلى أهمية ربط شبكات الطرق مع بعضها البعض وضرورة إنجاز مراحلها المختلفة في نفس التوقيت ، حتى نتفادى لاحقاً المشكلات الناتجه عن تنفيذ عمليات التوسعة التي لم تقتصر على الازدحام والتكلفة المرتفعة فحسب بل تمتد لتشمل صعوبة التنفيذ وما يعقب ذلك من صعوبة في عمليات الصيانة .
من جانبه قال الدكتور هشام عرفات وزير النقل السابق إن الإعلام المعادي للدولة المصرية يحاول طوال الفترة الماضية من خلال الافتراءات أن يظهر القائمين على تطوير منظومة النقل في مصر بأنهم “جناه ” ، موضحاً أنه عند قياس طول شبكة المترو على عدد السكان سنجد أن نصيب المليون فرد من شبكة القاهرة يبلغ نحو 5،7 كيلو متر فقط ، وعند مقارنة شبكة القاهرة بشبكات مدن أوروبية على سبيل المثال سنجد أن نصيب المليون نسمه يبلغ 150 كليو متر بشبكة باريس ، ونحو 50 كيلو متر بشبكة برلين ، وحوالي 30 كيلو متر بشبكة موسكو ، ونحو 15،5 كيلو متر بشبكة ساوباولو ، الأمر الذي يؤكد حاجه الدولة المصرية للعديد من المشروعات الجديدة الخاصة بالنقل.
وشدد ” عرفات” على أهمية دور منظومة النقل الجماعي في الارتقاء باقتصاد الدول ، مؤكداً ان قطاع النقل فى مصر شهد تطورا كبيراً خلال السنوات الماضية.
تابع: الدول النامية دائماً ما تنادي بضرورة الاهتمام بمنظومتي الصحة والتعليم وتغفل الدور الكبير الذي تلعبه منظومة النقل ، منوهاً إلى أن الدولة المصرية بدأت منذ عام 2014 فى التحول الكبير بمجال مشروعات البنية التحتية ، حيث تم وضع خطط لتطوير الطرق والموانئ والسكك الحديد.
وأوضح “عرفات” أنه عند الإطلاع على مؤشر التنمية في محافظة القاهرة سنجد أنه يتجه شرقاً نحو العاصمة الإدارية الجديدة والشروق والتجمع ، وغرباً نحو مدينة السادس من أكتوبر ، منوهاً إلى ضرورة تفادي المشكلة التي حدثت عند إنشاء مدينتي السادات والعاشر من رمضان اللتان لم يتم ربطهما بمشروع نقل جماعي ،الأمر الذي أدى إلى تدهور طريقي الاسماعيليه والاسكندرية وانهيار مستوى الخدمة بهما .
واعتبر “عرفات ” مشروع الأتوبيس الترددى على الطريق الدائري من أهم مشروعات النقل الجماعي وسيساهم في تقليل مدة زمن الرحلة وسيكون إضافة ونقلة كبيرة للنقل الجماعى فى مصر ، لافتاً إلى أن هذا المشروع الهام سيمثل نمطاً حضارياً تسعى الدولة لتحقيقه في مختلف المشروعات التي تنفذها، حيث انه وسيلة نقل جماعي صديق للبيئة ويساهم في تيسير حركة تنقل المواطنين في إطار مخطط من الحفاظ على الانضباط ويستهدف القضاء على المواقف العشوائية الواقعة على الطريق الدائري .
ونوه ” عرفات ” إلى أن المردود الاقتصادى لطريق “شبرا- بنها الحر ” الذى تم افتتاحه عام 2018 يعد كبيراً للغاية وهو ما شعر به المواطنين، مضيفاً: هذا الطريق كان المواطن يحتاج نحو ساعة ونصف من شبرا إلى بنها وفى بعض الأحيان إلى ساعتين، اليوم الرحلة لا تحتاج إلى 15 دقيقة لأن الطريق على أعلى مستوى وسهل على المواطنين الانتقال بصورة كبيرة، خاصة أنه يوفر الوقت والوقود للمواطنين، ويساهم فى زيادة حركة التجارة، وتقليل الانبعاثات الكروبونية”.
وأكد “وزير النقل السابق ” على أن المشروعات التي تنفذها الدولة في الوقت الحالي تم دراستها بشكل مستفيض ، موضحاً أنه صدرت دراسة عام 2002 تحمل اسم “كريتس” أوصت بإنشاء شبكة طرق سريعة في القاهرة الكبرى، ومنها الدائرى الاقليمى وشبكات النقل الجماعى كمترو الانفاق الخط الثالث والرابع ولكن لم يتم تنفيذها حينها ، وهناك دراسة أخرى في 2010 من مؤسسة الجايكا توقعوا الوصول أن يصل وقت الرحلة داخل القاهرة إلى ساعتين إذا لم يتم عمل محاور جديدة للطرق داخل القاهرة بسبب الزيادة السكانية”.
وشهدت الندوة في الختام حراكاً فكرياً حيث شارك عدد كبير من الحضور في طرح آرائهم حول موضوع الندوة ، ورداً على سؤال ضرورة طرح المشروعات الجديدة على الحوار المجتمعي ، أوضح “أسامه كمال وزير البترول الأسبق” أن القواعد العالمية لتمويل المشروعات تنص على إقامة حوار مجتمعي بالمنطقة محل المشروع ، موضحاً أنه عندما يتم توجيه الدعوات لمختلف أطياف الأهالي نجد أن نسبة الحضور ضعيفة للغاية فضلاً عن أننا نشهد عمليات هجوم نتيجة بعض المطالب الفئوية.