خالد عكاشة: البيان الروسي الصيني تاريخي ويستهدف تأسيس نظام عالمي جديد
قال العميد خالد عكاشة، مدير المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، إن البيان الروسي الصيني تاريخي وكلماته مصاغة بعناية شديدة، وخروجه من بكين وموسكو في هذا التوقيت فارق جدًا، وصدوره من الصين على وجه التحديد، يؤكد أن الصين وروسيا يؤسسوا نظام عالمي جديد بشكل حقيقي، وأننا بصدد نظام عالمي جديد، لافتاً إلى البيان بدأ بالحديث عن الديمقراطيات وصولًا لحروب وعسكرة الفضاء ودق أجراس إنذار لضرورة إحياء منظومة الامم المتحدة وعدم التلاعب بها، بما يعكس رغبة حقيقة أكثر من تهديد وتلويح.
وأضاف “عكاشة”، خلال حواره مع برنامج “المشهد” تقديم الإعلامي نشأت الديهي والإعلامي عمرو عبد الحميد، المذاع عبر فضائية”TEN”،أن البيان موجه بشكل أساسي للغرب والولايات المتحدة الأمريكية، وروسيا والصين يلعبوا على ما يحدث من تفكك وعدم انسجام بين المجتمع الغربي، مشيرًا إلى أن البيان يتحدث برصانة ويصف الجانب الأخر بالتهور ومحاولة جر المشهد الدولي لسباق للتسلح، منوهًا بان روسيا والصين حققوا من أسباب القوة الاقتصادية والعسكرية ما يسمح لهم للحديث بهذه اللهجة ويجعلهم يطمحوا لتأسيس نظام عالمي جديد.
من جانبه قال الدكتور عبد المنعم سعيد، الكاتب والمفكر السياسي وعضو مجلس الشيوخ، خلال مشاركته فى الحوار، إن هناك فرق بين النظام الدولي والنظام العالمي، فالنظام الدولي يقوم على هرمية القوي والسعي لتوازن القوى، والنظام العالمي قائم على التفاعلات العالمية، والنقطة الحاكمة هي الفترة التي انتهت فيها الاتحاد السوفييتي والحرب الباردة وهي الثلاث عقود الأخيرة التي شهدت تطور التكنولوجيا وزيادة التبادل الدولي وبدأ يحكم العالم العولمة وتبادل القوى في النظام الدولي، منوهًا بأن كل نظام دولي جرت مراجعته في وقت ما، وخلال الثلاثين عام حدثت متغيرات دفعت لصدور البيان الروسي الصيني بالغ الأهمية الذي به دعوة لتغيير النظام العالمي.
وأكد “سعيد”، أن هناك تحدي روسيا للنظام على أن ما دار من قبل لم يعد مقبول الآن، وهناك تحدي صيني ان الصين تستطيع تحدي الولايات المتحدة في مجال العولمة، موضحًا أن هناك تضاد بين النظام الدولي والعالمي، والقوى الدولية المختلفة تحاول تشكيل قوى جديدة قائمة على التعاون التنافسي، معتبرًا أن البيان الروسي الصيني الطلقة الأولى في التفكير في إعادة تشكيل النظام الذي انهار مع انهيار الاتحاد السوفيتي، مضيفاً:” أننا إيذاء مرحلة تشكيل هام ونحتاج أن ننتبه للتغيرات التي تتم لكون بعضها يمكن أن يكون فرصًا تساعد المشروع الوطني المصري”، مؤكداً أن إيران نجحت في رمي نفسها بأحضان الحليف الروسي الصين في حين أنها تضرب أبو ظبي، ونحن بحاجة لتنظيم داخل البيت العربي، فالوضع الحالي يدفع بعض دول الإقليم لاستغلال الخلل بشكل عنيف.