بعد قرارها التاريخي.. من هو رئيس محكمة العدل الدولية نواف سلام؟
أعلنت محكمة العدل الدولية، اليوم الجمعة، أن على إسرائيل إنهاء احتلالها للأراضي الفلسطينية في أقرب وقت ممكن، مشددة على أن استمرار الاحتلال يمنع الشعب الفلسطيني من ممارسة حقه في تقرير المصير.
وأشارت المحكمة إلى أن معاملة الاحتلال الإسرائيلي للفلسطينيين بطرق مختلفة يمكن اعتبارها تمييزًا عنصريًا، وأوضحت أنها ستتطرق لاحقًا إلى شرعية وجود إسرائيل في الأراضي المحتلة.
وأكدت المحكمة أن نقل المستوطنين إلى الضفة الغربية أو القدس الشرقية يتعارض مع المادة 49 من معاهدة جنيف، مشيرة إلى أن سلطات الاحتلال لا يمكنها تهجير سكان المناطق المحتلة أو توطين مواطنيها فيها.
وأوضحت المحكمة أن احتلال الأراضي الفلسطينية لفترة طويلة لا يغير وضعها القانوني، مؤكدة أن الاحتلال هو وضع مؤقت لضرورة عسكرية.
وأضافت محكمة العدل الدولية أن ممارسات إسرائيل بعد احتلالها لأراضٍ فلسطينية عام 1967 انتهكت حق الفلسطينيين في تقرير المصير، مشيرة إلى أن الشعب الفلسطيني المعترف به بموجب معاهدة أوسلو له الحق في تقرير مصيره.
وأشارت المحكمة إلى أن على إسرائيل الالتزام بمعاهدة سدرا عند ممارسة سلطاتها خارج أراضيها، لافتة إلى أن إسرائيل تخلت عن التزاماتها في معاهدة مكافحة التمييز العنصري المبرمة عام 1965.
وفيما يلي يستعرض “موقع الحكاية”، أبرز معلومات السيرة الذاتية لرئيس محكمة العدل الدولية
انتخب أعضاء محكمة العدل الدولية القاضي اللبناني نواف سلام لرئاسة المحكمة لولاية تمتد لثلاث سنوات، ليصبح ثاني عربي يتولى هذا المنصب منذ تأسيس المحكمة عام 1945، بعد وزير الخارجية الجزائري الأسبق محمد بجاوي.
وكتب نواف سلام على حسابه في فيسبوك: “انتخابي رئيسًا لمحكمة العدل الدولية مسؤولية كبرى في تحقيق العدالة الدولية وإعلاء القانون الدولي”، معربًا عن أمله في أن ينجح اللبنانيون “في إقامة دولة القانون، وأن يسود العدل بين أبنائه”.
من هو رئيس محكمة العدل الدولية نواف سلام؟
انضم نواف سلام إلى محكمة العدل الدولية، التي تتخذ من لاهاي مقرًا لها وتعد أعلى هيئة قضائية في العالم، في عام 2018.
والمحكمة تتألف من 15 قاضيًا يُنتخبون من جانب مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة.
وبرز اسم سلام في عام 2020 عندما ذكرت تقارير إعلامية محلية أنه مرشح لرئاسة الحكومة اللبنانية بدعم أمريكي وفرنسي وسعودي، لكن ذلك لم يتحقق.
وفقًا لسيرته الذاتية على موقع محكمة العدل الدولية، عمل نواف سلام سفيرًا وممثلًا دائمًا للبنان لدى الأمم المتحدة في نيويورك من 2007 حتى 2017.
ومثّل لبنان في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في 2010 و2011، خلال فترة عضوية لبنان كعضو غير دائم.
وحصل سلام على دكتوراه دولة في العلوم السياسية من معهد الدراسات السياسية في باريس، ودكتوراه أخرى في التاريخ من جامعة السوربون، وبدأ مساره الأكاديمي بإجازة في القانون من جامعة بيروت عام 1984.
وشغل سلام منصب نائب رئيس الدورة السابعة والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة من 2012 حتى 2013، ومثّل لبنان في المجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع للأمم المتحدة عامي 2016 و2018.
كما شارك باسم لبنان في فعاليات دولية أخرى، بما في ذلك قمة المناخ في باريس عام 2015.
وكان سلام عضوًا في عدة بعثات ميدانية لمجلس الأمن إلى دول مثل إثيوبيا والسودان وكينيا وأوغندا وأفغانستان.
وبدأ نواف سلام مساره المهني في بيروت، حيث كان عضوًا في نقابة المحامين وعمل مستشارًا في القانون الدولي منذ عام 1989
كما عمل في بوسطن الأمريكية، ومثل مجموعة من الكيانات الدولية. كان أستاذًا في الجامعة الأمريكية في بيروت، وترأس قسم الدراسات السياسية والإدارة العامة في الجامعة ذاتها.
درّس سلام القانون الدولي والدبلوماسية في عدة جامعات مرموقة، منها كلية الشؤون الدولية والعامة في جامعة كولومبيا، ومعهد السلام الدولي في نيويورك، وكلية القانون بجامعة ييل، بالإضافة إلى جامعة فرايبورغ الألمانية، وعدة جامعات عربية في المغرب ولبنان والإمارات ومصر.
محكمة العدل الدولية في دائرة الضوء
برز اسم محكمة العدل الدولية خلال الفترة الماضية عندما رفعت دولة جنوب إفريقيا دعوى ضد إسرائيل تتهم فيها عملياتها العسكرية في قطاع غزة بأنها “إبادة جماعية تهدف للقضاء على الفلسطينيين”.
والمحكمة، بغالبية أعضائها، اتخذت تدابير عاجلة تغطي معظم مطالب جنوب إفريقيا، باستثناء الأمر بوقف الأعمال الإسرائيلية في غزة.
وكان نواف سلام من بين القضاة الذين صوتوا لصالح هذه التدابير، بينما صوتت ضدها الأوغندية جوليا سيبوتندي، التي انتخبت نائبة لسلام.
وبتوليه رئاسة محكمة العدل الدولية، يحمل نواف سلام على عاتقه مسؤولية كبرى في تحقيق العدالة الدولية وإعلاء القانون الدولي، ويظل اسمه مرادفًا للتفاني في خدمة القانون والعدالة على الصعيدين الوطني والدولي.
تابعونا على صفحات موقع الحكاية الرسمية
Elhekayah TV – تليفزيون الحكاية