شبح تشارلي يعود من جديد| ضحية جديدة للألعاب الإلكترونية يشنق نفسه في شبرا.. تحذير شديد من مرصد الأزهر ودار الإفتاء: تهدد الصحة النفسية وتخالف عقيدة المسلمين
تهدد تحديات تطبيقات التواصل الاجتماعي، وخاصة تلك المنتشرة علبى تطبيق تيك توك، الأطفال وطلاب المدارس والمراهقين عموما.
وتسببت تلك التحديات في عدة كوارث مؤخرا، وهو ما حدث بالفعل قبل أيام، فبسبب تحدي تشارلي حدثت كارثة بإحدى مدارس البنات، كما شنق طفل نفسه في شبرا الخيمة، وكل تلك الأحداث المتلاحقة دفعت الجهات المعنية للتدخل، من بينها وزارة التعليم والازهر ودار الإفتاء، والبرلمان، لوضع حل حد لتلك الممارسات.
تحدي تشارلي وتهديد حياة الأطفال
تستهدف تحديات التيك توك طلاب المدارس من الصفوف الأولى والتى تسبب أضرار كبيرة لهم قد تهدد حياتهم ، وأخرهم لعبة تشارلى.
الأزهر: لعبة تشارلي أو الشياطين تهدد الصحة النفسية
قال مرصد الأزهر لمكافحة التطرف ، انه لا تزال مواقع التواصل الاجتماعى تظهر لنا وجهها القبيح رغم المنافع التي قد تعود منها فى بعض الحالات، إلا أن التريندات التي رافقت نشأتها وتطورها تسببت فى صناعة جيل غير مدرك لعواقب الأمور يتخذ من هذه التريندات وسيلة لتحدى الذات والآخرين دون وعى بمخاطرها.
وتابع فى تقرير له ، عاودت لعبة “تشارلى” أو “الشياطين” الظهور مجددًا لتثير ردود فعل غاضبة حيالها وانتقادات واسعة تحذر من خطورتها على الصحة النفسية للأطفال والمراهقين باعتبارهم الفئة المستهدفة من هذه اللعبة. حيث تثير لديهم التخيلات السلبية والأفكار الوهمية وهو ما يجعلهم في حالة شك ودفاع مستمر خوفًا من المجهول، وقد يصل الأمر إلى حد الانهيار العصبي والهلوسة وكلها أعراض تعبر عن اضطراب نفسي يصيب صغار السن ويهدد حيويتهم ومستقبلهم، خاصة أنهم في طور النمو النفسى والجسدى.
فمن خلال قلم رصاص يوضع فوق آخر على شكل (X) يتم وضعهما فوق ورقة مقسمة إلى أربعة أجزاء يحمل كل جزء منها كلمة “”No و”Yes” يبدأ اللاعبين في قراءة تعويذات يقال أنها تستحضر الأرواح الشريرة للإجابة على التساؤلات التي تحمل الطابع الغيبي في محاكاة بدائية للعبة “ويجا” التي انتشرت في إحدى الفترات السابقة ولا تقل خطورة. ويحرص لاعبوا “تشارلي” على أدائها داخل المراحيض في تصور منهم بأن الأمر يساعد في عملية استحضار الأرواح. وقد أظهرت الفيديوهات المتداولة اللاعبين وهم يصرخون لأن القلم من المفترض أن يتحرك من تلقاء نفسه ويلمح إلى “نعم” أو “لا” بعد أن ينطقوا بعبارة تدعو الشيطان للإجابة على السؤال المطروح.
كيف بدأت لعبة “تشارلي”
تعددت الأقاويل حول أصل لعبة “تشارلي” أو “الشياطين” فبعض المواقع نسبتها إلى شخصية أسطورية ميتة في المكسيك، وهناك من نسبها إلى طفل تعرض للانتحار أو الموت في حادث بشع، إلا أن اللعبة تعد شعبية تقليدية كانت تمارس في مدارس بعض الدول الناطقة باللغة الإسبانية ثم تم المزج بينها وبين لعبة “ويجا” لتخرج في شكلها الحالي وتتداول لأول مرة في الدومينيكان لتنتقل بعد ذلك إلى العديد من دول العالم.
ويعود الانتشار الواسع للعبة “تشارلي” أو “الشياطين” إلى عام 2015 عندما انتقلت إلى الدومينيكان، حيث بثت محطة إخبارية تليفزيونية تقريرًا محليًا أثار مشاعر متضاربة ما بين القلق والضحك حول لعبة “شيطانية” بدأت في الظهور بالمدارس المحلية، وقد بدأ مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي في التغريد حول اللعبة ونشر فيديوهات توثق ممارسة المراهقين والأطفال لها. ثم ما لبثت أن انتقلت إلى نيجيريا حيث تم استخدام ما يقرب من 200,000 شخص للهاشتاج الذي يحمل اسم لعبة “تشارلي” خلال ساعات معدودة من انتشاره عام 2015.
مفتي الجمهورية: الأصل في اللهو والترويح عن النفس هو الإباحة.. ما لم يقترن بمحظور شرعي
أوضح الدكتور شوقى علام ، مفتى الجمهورية ، ان اللَّعِب: هو نشاطٌ ذهني أو بدني يقوم به الفرد؛ تلبيةً لرغباته، وإشباعًا لغرائزه التي تميل إلى اللعب واللهو والمرح، وقد تنوعت أساليب الألعاب حسب الأعراف والبيئات، وتطورت وتمدَّنت حسب الأفكار والثقافات؛ فمنها ما هو تلقائي يتسلّى فيه الطفل بشغل وقته دون تقييد بأسلوب محدد، ومنها ما يلزم لأدائها أسلوب مُعيَّن؛ كألعاب التمثيل والمحاكاة، وألعاب الفكِّ والتركيب، والتلوين والتظليل ونحو ذلك، ونظرًا لتطور التكنولوجيا وانتشارها في العقود المتأخرة، فقد تطورت معها الألعاب وأنواعها وأشكالها أيضًا، وظهرت الألعاب الإلكترونية وتصدَّرت المكانة الأولى على غيرها من الألعاب.
وتابع: من المقرر في الشرع الشريف أنَّ الأصل في اللهو واللعب والترويح عن النفس هو الإباحة، ما لم يقترن اللعب بمحظور شرعي؛ فيُنْهَى عنه لعموم قول الله تعالى: ﴿أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَدًا يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾ [يوسف: 12]؛ قال الإمام الطبري في “جامع البيان” [قال ابن عباس: ﴿يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ﴾ قال: يلهو وينشط ويسعى.. وعن الضحاك قال: يتلهَّى ويلعب] اهـ.
والشريعة الإسلامية وإن كانت تُبيح اللعب واللهو، غير مفرقة في ذلك بين كبيرٍ وصغيرٍ؛ كُلٌّ بما يناسبه، إلا أنَّ لذلك ضوابط يجب مراعاتها؛ ومنها:
– ألَّا يكون اللعب هو دأب اللاعب بحيث يصير ذلك إدمانًا يَعُود على صاحبه بالضرر الصحي والنفسي والإرهاق الذهني، ويشغله عن أعماله وواجباته وإنجازاته النافعة له؛ كالعمل أو الدراسة أو نحو ذلك.
– ألَّا تشتمل هذه الألعاب على الميسر أو القمار المنهي عنه شرعًا في قول الله تعالى: ﴿إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ [المائدة: 90].
ألَّا يقترن باللعب سلوكٌ محرَّمٌ؛ كتصوير العورات، أو الإيحاءات الممنوعة التي تدعو إلى التَّفلّت والانحلال القيمي والأخلاقي على المستوى الفردي أو الاجتماعي؛ لأنَّ الإسلام يدعو إلى محاسن الأخلاق وينهى عن مساوئها؛ فقال صلى الله عليه وآله وسلم: «مَا شَيْءٌ أَثْقَلُ فِي مِيزَانِ الْمُؤْمِنِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ خُلُقٍ حَسَنٍ، وَإِنَّ اللهَ لَيُبْغِضُ الْفَاحِشَ الْبَذِيءَ» أخرجه الحميدي في “المسند”، والبخاري في “الأدب المفرد”، والترمذي في “السنن” وصححه واللفظ له، وابن أبي الدنيا في “الحلم”، وابن حبان في “الصحيح” من حديث أبي الدرداء رضي الله عنه.
– ألَّا تشتمل اللعبة على طقوس تعبدية تخالف ثوابت عقيدة المسلمين.
– ألَّا تكون اللعبة من ألعاب التجسس الممنوعة محليًّا أو دوليًّا.
– ألَّا يُؤدي اللعب إلى تضييع حقوق الله على المكلَّف من عبادات وصلوات ونحوها؛ حتى لا يدخل بذلك تحت قول الله تعالى: ﴿ فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ﴾ [الماعون: 4-5]، وقد كان النَّبي صلّى الله عليه وآله وسلم إذا حضرت الصلاة وهو في خدمة أهل بيته ترك ما يعمله ثم ذهب للصلاة؛ فعن الأسْوَد قال: سألتُ عائشة رضي الله عنها: ما كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يصنع في بيته؟ قالت: “كَانَ يَكُونُ فِي مَهْنَةِ أَهْلِهِ -أي: خِدْمَةِ أَهْلِه- فَإِذَا حَضَرَتِ الصَّلَاةُ خَرَجَ إِلَى الصَّلَاةِ” أخرجه البخاري في “الصحيح”.
وأخرجه ابن المظفر في “حديث شعبة” بلفظ: “فَإِذَا نُودِيَ بِالصَّلَاةِ كَأَنَّهُ لَمْ يَعْرِفْنَا”؛ وذلك لمكانة الصلاة وعدم الانشغال عنها بما فيه مصلحة للأهل والبيت، فإن كان دون ذلك من اللعب أو اللهو كان عدم انشغاله به عن الصلاة أو العبادة أولى وآكد.
– وألَّا يؤدي كذلك إلى تضييع حقوق العباد عليه، وفي مقدمتهم الأهل ممَّن يعولهم ويقوم على رعايتهم؛ فإنهم في ذمته، وهو مسؤولٌ عنهم؛ فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أنه سمع النَّبيَّ صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ» متفق عليه، واللفظ للبخاري؛ فإذا قَصَّرَ الإنسان أو فرَّط في حقوق مَن يعولهم استحق الإثم والمؤاخذة؛ فعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «كَفَى بِالْمَرْءِ إِثْمًا أَنْ يُضَيِّعَ مَنْ يَعُولُ» أخرجه النسائي في “السنن”، والحميدي في “المسند”، والحاكم في “المستدرك”.
– ألَّا يشتمل اللعب على عُنفٍ أو يحثّ عليه أو يؤدي إلى استمرائه أو التهاون بشأنه، وألَّا يكون مؤديًا إلى النزاع والخصومة والبغضاء بين اللاعبين.
وزارة التعليم تتصدى لتحديات تيك توك
وزارة التربية والتعليم نفسها أكدت أنها “رصدت قيام بعض الطلاب فى عدد من المدارس التابعة لإدارات تعليمية مختلفة بممارسة لعبة خطرة يحاولون خلالها تطبيق لعبة على الإنترنت وخلال خطوات اللعبة تحدث حالة من الإغماء وتعرض حياة الطالب للخطر”.
وتابعت الوزارة، أنها “وجهت جميع الإدارات التعليمية على مستوى الجمهورية بالتنبيه على مديرى المدارس مراقبة أى أنشطة غير معتادة يقوم بها الطلاب قد تضر بهم، وتنفيذ حملات توعية بأضرار الألعاب الإلكترونية التى يسعى بعض الطلاب لتطبيقها على أرض الواقع”.
وطالبت “أولياء الأمور بمراقبة سلوك أبنائهم على الهواتف الذكية وتوعيتهم بمخاطر الألعاب الإلكترونية باعتبارهم شريكا أساسيا مع الوزارة فى تربية الطلاب”.
برلماني: هناك خطر بالغ يهدد حياة أبناءنا
وفي هذا الصدد، قال النائب أحمد عاشور، إن هناك خطرا بالغا يهدد حياة أبنائنا الطلاب، وانتقل تحد منتشر بشكل كبير على تطبيق الفيديوهات القصيرة “تيك توك” إلى بعض المدارس، وهو ما يعرف باسم “لعبة الموت”.
وقال عاشور، إن الأمر جد خطير، ويحتاج يقظة من الأسر، وصرامة من وزارة التربية التعليم فى مواجهة هذا التحدى لخطير، واستخدام العقوبات المخصصة لمواجهة السلوك العدوانى فى هذا الشأن، وتشمل فصل الطالب مدة لا تجاوز 15 يوما ثم تخفيض درجات سلوك الطالب بنسبة 20% مع فصل الطالب 15 يوما أو عرضه على لجنة الحماية الفرعية بالإدارة التعليمية لاتخاذ ما تراه مناسبا، ويمكن استخدام تلك العقوبات أو مضاعفتها إذا اقتضت الحاجة لذلك، لأن الأمر يتعلق بحياة الطلاب، وهذا لا يعفى الأسرة من دورها باعتبارها أساس تقويم الطلاب، لكن مثل هذه الحوادث كان من الممكن توظيفها للإعلاء من الدور التربوى للمدرسة.
طلب إحاطة موجه لوزير التعليم بشأن تحديات تيك توك
تقدم النائب أحمد إدريس عضو مجلس النواب، بطلب إحاطة إلى المستشار حنفى جبالى رئيس المجلس، موجه إلى وزير التربية والتعليم بشأن انتشار تحديات التيك توك بين طلاب المدارس، مؤكدا أنه خطر بات يحدق بطلابنا فى المداس، عن طريق انتشار عدد من التحديدات على تيك توك، مثل “لعبة تشارلى – وتحدى كتم الأنفاس – والقفز إلى أعلى”، بين الطلاب، وساهم فى انتشار هذه الألعاب حصدها لآلاف المشاهدات على التيك توك، وربما انتشرت مؤخرا لعبة الموت “كتم النفس”، وهو تحد يكتم فيه الطفل أنفاسه وبشكل تدريجى يقلل دخول الأكسجين للرئتين والمخ حتى الوصول لحالة الإغماء للشعور بالموت ثم العودة للحياة، ويتم تصويره وبعدها يقوموا بإفاقته.
وأضاف: رصدت منصات التواصل الاجتماعى والتقارير الإعلامية مؤخرا عددا من هذه الحالات ببعض المدارس، وإن كانت تزيد فى المدارس الخاصة التى تتزايد فيها معدلات ذهاب الطلاب بهواتف المحمول ذات التقنيات الحديثة ومتابعة الطلاب لما يتم بثه على تطبيقات مواقع التواصل، ورغبتهم فى تقليدها.
وتابع: رغم تحذيرات المختصين من خطورة تحدى الإغماء أو كتم الأنفاس، لأنه قد يسبب الوفاة خاصة إذا كان الطفل فى سن صغيرة أو جسمه ضعيف أو يعانى من أمراض تزيد تأثيراتها بتعرض الجسد لصدمة غياب الأكسجين، إلا أن بعض الطلاب ما زالوا يمارسونها، وللأسف بعض الأطفال قد يدخلون فى غيبوبة بسبب هذا التحدي، وبالقطع المدارس غير مجهزة طبيا للتعامل مع تلك الحالات الطارئة وقد يتطور الأمر للوفاة.
وأكد النائب أحمد إدريس، أن الأمر يحتاج عقوبات صارمة وحاسمة من التربية والتعليم، سواء للطلاب الذين يمارسون هذه الألعاب، أو مسئولى هذه المدارس الذين يتخلون عن دورهم فى الرقابة ومنع هذه الألعاب داخل المدارس حفاظا على حياة الطلاب.
مطالبات برلمانية بفرض عقوبات رادعة
فيما جددت النائبة إيناس عبد الحليم، عضو مجلس النواب، طلبها بشأن ضرورة إغلاق تطبيق التيك توك والذى أصبح مهددا لحياة طلابنا وأولادنا، مؤكدة أن هذا الموقع أصبح مصدرا لموت الطلاب والتلاميذ، فلم تعدو واقعة وفاة التلاميذ من جراء (تحدى الموت) إلا وهناك واقعة الطالب أحمد خالد ضحية لعبة (رمى الصحاب) والذى أصيب بكسور فى فقرات الرقبة، وهو الان يعالج من جراء الأفكار التى يصدرها لنا هذا الموقع اللعين.
وأكملت عضو مجلس النواب، موقع التيك توك أصبح خطرا على أولادنا وشبابنا نتاج تجربتهم ما يشاهدون عليه من ألعاب خطرة، ومما لا يدع مجالا للشك على أولياء الأمور العبء الاكبر فى المتابعة والتوعية .
وطالبت عضو مجلس النواب، بضرورة تحرك أجهزة الدولة جميعًا، لا سيما وزارة التربية والتعليم ووزارة الاتصالات، وضرورة إغلاق تطبيق “تيك توك” المميت لأولادنا وأطفالنا.