شهر على الحرب الروسية الأوكرانية| نزوح ملايين الأشخاص من أوكرانيا وعزل اقتصاد روسيا.. خسائر بالمليارات وتلويح باستخدام الأسلحة الكيميائية والنووية
30 يوما مروا على بداية الحرب الروسية الأوكرانية، كى تدخل فى أسبوعها الخامس، وسط خسائر كبيرة اقتصاديا وعسكريا وسياسيا على جميع أطرف النزاع، وسط توقعات كبرى أن تطول مدتها في ظل غياب أي طريق لحل دبلوماسي قريب أو مفاوضات تلوح فى الأفق نحو حل الأزمة .
كانت البداية عندما أطلقت روسيا العنان للعملية العسكرية في 24 فبراير في أكبر هجوم تشهده أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، بدا من المرجح أن تسقط الحكومة الأوكرانية بسرعة لكن مع وصول الحرب لأسبوعها الخامس، بدت العملية مجهولة النتائج، كما غيرت القوات الروسية تكتيكاتها عبر قصف الأهداف من بعيد بدلا من الاعتماد على الغزو البري الذي تسبب في خسائر واسعة لها.
وقد حققت روسيا بعض الانتصارات الميدانية حيث سيطرت على مدن “ميليتوبول” و”خيرسون”، و”إزيوم” فيما تفرض حصارا شديدا على “ماريوبول”، إضافة إلى سيطرتها سابقا على شبه جزيرة القرم وكذلك موالاة أغلبية منطقتي دونيستك ولوهانسك إليها فيما لا تزال المناوشات مستمرة قرب العاصمة كييف.
هروب أكثر من 3.5 مليون شخص من أوكرانيا
وبعد شهر من الحرب، فرّ أكثر من 3.5 مليون شخص من أوكرانيا، وفق تقارير للأمم المتحدة أكدت على أن أوروبا لم تشهد مثل هذا التدفق السريع للاجئين منذ الحرب العالمية الثانية.
بعد أسبوع من العملية العسكرية، كشفت وزارة الدفاع الروسية عن مقتل 498 وإصابة 1597 من عسكرها في أوكرانيا، لافتة إلى تكبيد الطرف الثاني 2870 قتيلا وحوالي 3700 جريح، إضافة إلى أسر 572 عسكريا، ومن وقتها لم تعلن سوى عن خسائر الطرف الآخر.
وكشف حلف شمال الأطلسي كشف، الأربعاء، الماضى أن ما بين 7 إلى 15 ألف جندي روسي قتلوا في أربعة أسابيع من الحرب في أوكرانيا، لافتا إلى أن “استماتة الأوكرانيين حرمت موسكو من تحقيق نصر خاطف سعت إليه”.
ونقلت وكالة “أسوشيتد برس” الأميركية عن مسؤول عسكري كبير في حلف شمال الأطلسي، أن تقديرات الحلف تستند إلى معلومات من مسؤولين أوكرانيين، وما نشرته روسيا، عمدا أم بغير عمد، والمعلومات الاستخباراتية التي تم جمعها من مصادر مفتوحة.
وعن أحدث حصيلة، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، الجنرال إيغور كوناشينكوف، الثلاثاء، إنه منذ بدء العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا، دمرت القوات المسلحة الروسية 236 طائرة مسيرة و185 نظاما صاروخيا و1547 دبابة، وتدمير 137 منشأة عسكرية أوكرانية، بما في ذلك نقاط مراقبة ومراكز اتصال.
وقال مستشار الرئيس الأوكراني أوليكسي أريستوفيتش، في تصريحات صحفية، إن “روسيا خسرت 509 دبابات و1556 سيارة مدرعة و99 طائرة و123 مروحية منذ بداية الحرب”.
قالت وزارة الخارجية الأوكرانية، عبر حسابها على تويتر، إن 14 ألفا و400 جندي روسي قتلوا منذ بداية الحرب، كما فقد الجيش الروسي آلاف المعدات العسكرية.
وفق موقع “فورين أفيرز” فإنه “في جميع الجوانب، باستثناء الطاقة والمنتجات الحيوية، تم فصل روسيا بشكل كبير عن الاقتصاد العالمي، وهي نقط تحول جيواقتصادية”، مشيرا إلى أن “العقوبات تسببت بعزل الاقتصاد رقم 11 في قائمة أكبر اقتصادات العالم”.
وانخفض الروبل أكثر من الثلث منذ بداية يناير، وهناك نزوح جماعي للمهنيين الروس المهرة، في حين انخفضت القدرة على استيراد السلع الاستهلاكية والتكنولوجيا القيمة بشكل كبير، ويتوقع الاقتصاديون أن ينكمش الناتج المحلي الإجمالي الروسي بنسبة 9-15٪ على الأقل هذا العام، لكن الضرر قد يصبح أكثر حدة.
في المقابل، أصيب الاقتصاد الأوكراني بشلل تام حيث إنه كان ما لبث أن تعافى من تداعيات جائحة كورونا قبل أن تأتي الحرب وتنهي آماله، حيث توقفت معظم الأنشطة الاقتصادية في البلاد.
وتسببت الحرب في تدمير طال البنية التحتية الأساسية من الطرق والكباري والموانئ والمطارات الأوكرانية نتيجة الأضرار التي لحقت بها، كما تسبب إغلاق الموانئ الأوكرانية المطلة على البحر الأسود في عرقلة حركة النقل البحري.
وقدرت أوكرانيا خسائرها في البنية التحتية، بأكثر من 565 مليار دولار منذ بدء العملية العسكرية الروسية، بحسب وزير البنية التحتية في أوكرانيا أوليكسندر كوبراكوف.
أكبر نسبة لاجئين لم تشهدها أوروبا
وأشارت الأمم المتحدة إلى أنه منذ بداية العملية العسكرية الروسية فرّ 3,577,245 شخصا من أوكرانيا، مؤكدة أنه “لم تشهد أوروبا مثل هذا التدفق السريع للاجئين منذ الحرب العالمية الثانية”.
وقال المدير العام للمنظمة الدولية للهجرة أنطونيو فيتورينو إن “حجم المعاناة الإنسانية والتهجير القسري بسبب الحرب يتجاوز بكثير أسوأ السيناريوهات المتوقعة”، مؤكدا أنها “حقاً مرحلة جديدة مأساوية للشعب الأوكراني، حدثت في أقل من شهر بقليل”.
وأكدت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) أن أكثر من 1,5 مليون طفل بين الفارين، وحوالي 90% من الفارّين هم نساء وأطفال.
فيما كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، الثلاثاء، أن عدد الضحايا المدنيين بلغ منذ بداية الحرب وحتى منتصف ليلة الإثنين 2510 ضحايا، بينهم 953 قتيلا و1557 مصابا.
الأسلحة البيولوجية والكيميائية فى صراع أوكرانيا
أعلن المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، أن مزاعم الولايات المتحدة الأمريكية بأن موسكو ربما تعتزم شن هجوم بأسلحة كيميائية في أوكرانيا هي محاولة لصرف الانتباه عن اكتشاف مختبرات أسلحة بيولوجية سرية تديرها واشنطن في أوكرانيا.
وقال بيسكوف وفق وكالة أنباء “تاس” الروسية إن هناك العديد من المسائل القابلة للنقاش بخصوص هذا الأمر، مضيفا: “هذه معلومات حساسة للغاية بالنسبة لنا وللعالم بأسره”.
وتطالب روسيا والصين بتقديم مزيد من المعلومات بشأن تلك المزاعم المتعلقة بالعثور على مختبرات أسلحة بيولوجية سرية في أوكرانيا، وتورط هانتر بايدن، نجل الرئيس الأمريكي جو بايدن، في تمويل هذه المختبرات.
موضوعات ذات صلة :-