صبري الجندي يكتب: رسائل السيسي من الإمارات
عاد الرئيس السيسى بعد زيارته السريعة والخاطفة لدولة الإمارات العربية الشقيقة والتى التقى خلالها الشيخ محمد بن زايد ولى عهد أبو ظبى ونائب القائد الأعلى للقوات المسلحة والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة ورئيس الوزراء وحاكم دبى ومعهما جلالة الملك حمد بن عيسى ملك البحرين.
حمل الرئيس خلال زيارته للأشقاء فى الإمارات رسائل عديدة من المصريين لاشقائهم الإماراتيين والخليجيين وللعرب عموما؛ تؤكد دعم ومساندة مصر والمصريين لأمن واستقرار وسلامة الأشقاء، كما تؤكد أن الأمن القومى المصرى يمتد الى الإمارات والخليج كله ومابعدهما.
تلك الرسائل الحاسمة والقاطعة التى ترجمت معنى “مسافة السكة” عمليًا بالوقوف مع الأشقاء ضد الحلف والغرور الحوثى وعدوانه الأحمق على الشعب الإماراتي الآمن فى تصعيد غير مسبوق للصراع الحوثى فى اليمن على الرغم من انسحاب القوات الإماراتية من اليمن ودعوة الإمارات لحل المشكلة اليمنية من خلال جلوس جميع الأطراف المتصارعة على مائدة التفاوض لاستعادة اليمن لأمنه واستقراره المفقودين نتيجة أنقاب الحوثيين على الشرعية والاستقواء بأطراف خارجية غير عربية لتدمير اليمن التى كان سعيدًا والتى أثق إلى درجة اليقين أنه سيعود سعيدًا من جديد بعد زوال الغمة الحوثية عنهم وإعادة بنائه بأيد أبنائه الذين فر أغلبهم من جحيم الحرب الى الشتات.
فعاد الرئيس السيسي بعد تأكيده على دعم مصر للأشقاء فى الإمارات للتصدى لأى اعتداء على الشعب الاماراتى والتصدى لأى تهديدات محتمله ضد الامارات انطلاقًامن مواقف مبدئية لمصر باعتبارها الشقيقة الكبرى.
وانطلاقا من الدور الاستراتيجى المحورى لمصر والذى لايمكن الاستغناء عنه ضمانًا لأمن واستقرار المنطقة هذا الدور الذى تلعبه مصر لمئات السنين وتحملت أعبائه وتبعاته وتكلفته الباهظة لعقود طويلة والتى فشلت كل المؤامرات الرامية لتهميش هذا الدور وأيعاد مصر عن قضايا منطقتها وقتها وكذلك فشلت كل محاولات البحث عن بديل لمصر للقيام بدورها باعتبارها رمانة الميزان فى المنطقة.
كانت الزيارة الأهم الهامة والمفاجئة ردًا عمليا على كل الشائعات والأوهام والقصص الخائبة والروايات المفبركة التى حاولت أن ترسخ فى الأذهان أن هناك خلافات ضخمة بين البلدين مصر والإمارات بعضها معلن ومعروف وأغلبها غير معلن والتى تمادت الآلة الإعلامية لأعداء البلدين نشر الاكاذيب باعتبارها حقائق مؤكدة وظل القائمين على هذه الآلة يكذبون لدرجة التى أصبحوا معها يصدقون أنفسهم وأصبح الحجر عليهم واخضاعهم للعلاج ضرورة ملحة لدوافع انسانية فقط.
جاءت هذه الزيارة لتؤكد عمق وقناعة العلاقات على مختلف الأصعدة وفى جميع مجالات العمل المشترك بين البلدين وتؤكد أن هذه العلاقات أقوى من كل المؤامرات والحيل والتلاعب التى مارسها أعداء البلدين للنيل منهما
فشلت كل محاولات شيطنة الأدوار الحتمية التى تلعبها مصر والإمارات فى المنطقة وأكد الأشقاء خلال هذه الزيارة على أهمية الدور الريادى التى تلعبه الشقيقة الكبرى مصر للحفاظ على أمن واستقرار الأشقاء فى كل دول المنطقة أهمية الوقوف الى جانب مصر، لاستكمال خطتها التى بدأت منذ نحو 8 سنوات لإعادة بناء الدولة المصرية من جديد.
كما أكد الأشقاء أن مصر القوية المستقرة هى قوة لكل العرب كانت للزياة أثارها على نتائج العمليات العسكرية التى بدأتها قوات التحالف العربى منذ الثلاثاء ردا على العدوان الحوثى على الإمارات والسعودية وأكدت أن مسافة السكة لم تكن مجرد شعارا او عبارة أطلقها الرئيس السيسى لدغدغة المشاعر لكنها واقعا يفرض نفسه اذ دعت الضرورة خاصة وأن لمصر رئيسا من أهم مميزاته التى أعرفها عنه والتى تعد واحدة من أهم سمات شخصيته أنه إذا قال فعل وأنه يفعل أكثر كثيرًا مما يقول.
عرفته على المستوى الشخصى منذ سنوات طويلة وعرفه الأشقاء ووثقوا فيما قال ويقول لذلك كانت علاقتهم به قائمة على الثقة المتبادلة والمواقف المبدئية الثابتة .