مانشيت الحكاية

طبول الحرب تدق وأزمة جديدة تنتظر العالم| بعد روسيا وأوكرانيا الصين وأمريكا على وشك الدخول في مأزق.. وزيارة بيلوسي لتايوان تشعل الفتيل

يبدو أن زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي، إلى تايوان، أشعل فتيل أزمة كبيرة من شأنها أن تزيد التوتر بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين، حيث تتصاعد التوترات والصراعات بين الولايات المتحدة والصين منذ سنوات، ولكنها الآن في أشد ذروتها خاصة.

وزادت الخلافات منذ مجيء الرئيس الأمريكي جو بايدن ومن قبلة الرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ترامب، وفي بادئ الأمر كانت الخلافات اقتصادية نظرا لتنامي الاقتصاد الصيني في وجهه الاقتصاد الأمريكي، وقد تحول هذا الصراع بين الدولتين إلى صراع سياسي عنيف خلال السنوات القليلة الماضية، وخاصة منذ تفشي فيروس كورونا في الصين واتهام الولايات المتحدة الصين بتخليق الفيروس ونشرة في العالم.

 

الصراع الأمريكي الصيني

تحول الصراع بين القطبين إلى سباق تسليحي، فالصين تسارع الوقت للحصول على أسلحة تكنولوجية متقدمة وأسلحة قوية للوقوف في وجهه التقدم العسكري الأمريكي، ففي وقت قصير أصبحت الصين قوة عسكرية لا يستهان بها، وزادت من قوتها بالتعاون مع روسيا عسكريا بشكل كبير.

وقد بلغ الصراع أقصاه منذ إعلان رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي عزمها زيارة جزيرة تايوان المتنازل عليها مع الصين، حيث تريد تايوان الاستقلال عن الصين والتمتع بحكم ذاتي منفرد بعيدا عن بكيين وتدعمها في ذلك القرار الولايات المتحدة، وليس ذلك فقط بل تقوم واشنطن ببيع الأسلحة والمعدات العسكرية لتايوان للدفاع عن نفسها في وجهه الجيش الصيني وتدعمها سياسيا بشكل كبير لنيل استقلالها.

 

الصين: تايوان جزء لا يتجزأ من الأراضي الصينية

دائما ما نؤكد الصين على أن تايوان جزء لا يتجزأ من الأراضي الصينية ولن يتم التفريض به، ولن تسمح بكين بانتزاع تايوان من أحقيتها وأراضيها، الأمر الذي يزيد الصراع والتوتر بين البلدين، ولهذا السبب منذ إعلان نانسي بيلوسي زيارة جزيرة تايوان لم تهدأ الأوضاع بين الصين والولايات المتحدة، فقد تفاقم الصراع بين الدولتين الأكبر في العالم حتى وصل إلى التهديد العسكري المباشر والتلويح بحرب عسكرية.

وقال تشاو لي جيان المتحدث باسم وزير الخارجية الصيني -في مؤتمر صحفي أوردته هيئة الإذاعة اليابانية “إن إتش كيه”، إن مكانة بيلوسي تجعل من زيارتها المحتملة إلى تايوان أمرا حساسا للغاية، وإن مثل تلك الزيارة في أي شكل ووقت من شأنها أن تؤدي إلى أثر سياسي فظيع.

وأضاف لي جيان: “نود أن نخبر الولايات المتحدة مجددًا أن الصين تقف على أهبة الاستعداد، وأن جيش التحرير الشعبي الصيني لن يقف مكتوف الأيدي”، لافتًا إلى أن بلاده سترد بحزم وستتخذ تدابير مضادة قوية حال زارت بيلوسي تايوان.

 

انقسام أمريكي بسبب زيارة بيلوسي لتايوان

أشارت تقارير أمريكية في الأيام الماضية أن تلك الزيارة أحدثت انقساما في الداخل الأمريكي، حتى أن الرئيس جو بايدن والبنتاجون أعلنا عن عدم رضاهم عن تلك الخطوة ومدى خطورتها على المصالح الأمريكية في الوقت الراهن، ويبدو أن هذا الانقسام دفع بيلوسى إلى التراجع عن الزيارة في اللحظات الأخيرة بعد أن فشلت في ايجاد ظهير يناصرها في زيارتها.

وبعد أيام من الجدل حسمت رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي الأمر، بإعلانها أنها ستقود وفدا من الكونجرس الأمريكي في جولة بمنطقة المحيطين الهندي والهادئ لا تشمل تايوان، لافتة في تغريدات على تويتر إلى أن الجولة ستشمل سنغافورة وماليزيا وكوريا الجنوبية واليابان.

 

وصول نانسي بيلوسي لتايوان

وبعد كل هذه الصراعات، وصلت رئيسة مجلس النواب الأمريكي لتايوان بالرغم من التحذيرات الصينية من الزيارة والتصعيد بين البلدين.

وردا على الزيارة وعملا بالتهديدات والتحذيرات الصينية، أعلن الجيش الصيني بشن عمليات عسكرية على تايوان ردا على على زيارة بيلوسي، والقيام بتدريبات بحرية وجوية بالذخيرة الحية بالقرب من تايوان.

ومن وجهة النظر الصينية، تري بيكين أن زيارة بيلوسي إلى تايوان تحمل اعترافًا ضمنيًا من أميركا باستقلالية تايوان، والتي تعتبرها الصين جزءًا أساسيًا من أرضها.

 

تصريحات بيلوسي في تايوان

وفي أول تصريح لها من تايوان، تعهّدت بيلوسي بدعم واشنطن لـ تايبيه، قائلةً: “مباحثاتنا مع المسؤولين في تايوان ستشمل الدعم الأميركي لهم”.

وأكدت أن زيارتها إلى تايوان لا تتعارض مع سياسة الولايات المتحدة، مضيفةً: “دعمنا لشعب تايوان أكبر من أي وقت مضى”.

 

إدانة صينية لزيارة بيلوسي

أدانت وزارة الخارجية الصينية، ما وصفته بالخيانة الأمريكية المتعمدة لمبدأ “الصين واحدة”، بعد هبوط طائرة رئيسة مجلس النواب الأمريكي، نانسي بيلوسي في تايوان.

وقالت الخارجية الصينية في بيان، إن الأمريكيين يلعبون بالنار في قضية تايوان، لافتة: “لن نرضخ أبدا لمثل هذه التحركات الأمريكية”.

وأشارت إلى أن الولايات المتحدة باتت أكبر تهديد للسلام في العالم، والنهاية لن تكون جيدة للأمريكيين.

 

موافقة أمريكية على زيارة بيلوسي

وبالرغم من الأزمة التي خلقتها زيارة بيلوسي إلى تايوان منذ الإعلان عنها حتي وصولها اليوم إلى العاصمة التايوانية تايبيه، رأى بعض الجمهوريين والديمقراطيين أن الزيارة ضرورية، ويصرون على أن الصين لا تستطيع أن تملي أين يجب أن يذهب السياسيون الأميركيون، وفق تحليل نشره موقع “بوليتكو”.

وفي هذا الإطار، قال مساعد وزير الدفاع لشؤون المحيطين الهندي والهادئ، إيلي راتنر إن هناك “زيادة حادة في عدائية سفن وطائرات الجيش الصيني”، مضيفا: الصين “تختبر حدود” عزيمة أميركا.

كذلك أشار التقرير إلى أن الجدل الذي تمحور حول زيارة بيلوسي يأتي بعد أن قال المشرعون إن الولايات المتحدة يجب أن تنهي سياسة “الغموض الاستراتيجي”.

 

الدفاع الأمريكي عن تايوان

من جهته، أصر مستشار الأمن القومي جايك سوليفان أمام حشد من منتدى آسبن للأمن، على أن السياسة تجاه تايوان لم تتغير.

وأضاف أن الولايات المتحدة ستزود الجزيرة بالأسلحة التي تحتاجها للدفاع عن نفسها من الصين، وليس بالضرورة الأسلحة التي اعتادت الحصول عليها في السنوات الماضية.

 

أمريكا تدعم استقلال تايوان

ومن جانبه، قال الرئيس الأميركي جو بايدن، إن الزيارة التي تعتزم القيام بها رئيسة مجلس النواب الأميركي، نانسي بيلوسي، إلى تايوان “ليست فكرة جيدة” بنظر الجيش الأميركي.

وقال بايدن إن الجيش الأميركي يعتقد أنها ليست فكرة جيدة، لكنّي لا أعرف أين نحن، وفقا لفرانس برس.

وبصفتها رئيسة لمجلس النواب، فإنّ بيلوسي تُعتبر من أركان الدولة الأساسيين في الولايات المتحدة، وبالتالي فإنّ أيّ زيارة لها إلى تايوان ستثير حتماً غضب الصين.

ومع أن نانسي بيلوسي لا تتولى أي منصب في السلطة التنفيذية، إلا أنها ستصبح في تلك الحالة أكبر شخصية في المؤسسة أميركية تزور رسمياً الجزيرة منذ 25 عاما.

وفي وقت سابق رفضت بلوسي تأكيد أو نفي ما إذا كانت ستسافر إلى الجزيرة أم لا، مشدّدة في الوقت عينه على أنّه من المهم لنا أن نظهر دعماً لتايوان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى