مانشيت الحكاية

في ختام قمة المناخ ماذا جنت مصر؟| مكاسب سياسية واقتصادية واحترام العالم.. القاهرة تؤكد ريادتها ومكانتها الإقليمية وتضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته تجاه المناخ

اختتمت اليوم السبت 19 نوفمبر 2022، فعاليات قمة المناخ التي استضافتها مصر خلال الفترة من 6 نوفمبر إلى يوم 19 نوفمبر، وذلك لتعزيز الجهود للتكيف والتخفيف من تداعيات هذه التغيرات على جميع انحاء العالم، بحضور عدد كبير من قادة العالم، وخبراء المناخ.

وتمثل قمة المناخ co27 المنعقدة في شرم الشيخ، نقطة فارقة في تاريخ العمل المناخي، فهي القمة التي عقدت من أجل قارة إفريقيا، أكثر القارات تأثرا بالتغيرات المناخية رغم أنها القارة الأقل مشاركة في الانبعاثات الكربونية على الكوكب حيث تساهم بأقل من 4% فقط، الأمر الذي يفرض على المجتمع الدولي العمل من أجل تعويض القارة السمراء ، ودعم مشروعات التكيف المناخي.

وحققت مصر مكاسب سياسية واقتصادية كبيرة من تنظيم قمة المناخ cop27 المنعقد بمدينة بشرم الشيخ، أبرزها تسويق رؤية مصر الحقيقية والواقعية لحل أزمات المناخ، والتأكيد على ريادة ومكانة مصر الإقليمية بالإضافة لوضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته تجاه التغيرات المناخية.

 

مكاسب مصر من استضافة قمة المناخ

وقعت مصر عدة اتفاقيات مع عدد من شركات الطاقة العالمية، لإنشاء 9 مشروعات لإنتاج الهيدروجين والأمونيا الخضراء، في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، بتكلفة استثمارية إجمالية 83 مليار دولار، ومن المتوقع أن يبلغ الإنتاج الإجمالي لهذه المصانع، في حال تنفيذها فعلياً، أكثر من 7.6 مليون طن من الأمونيا الخضراء سنوياً، إضافة إلى 2.7 مليون طن من الهيدروجين الأخضر، مما يضع مصر على الطريق لتصبح مركزاً إقليمياً لإنتاج الهيدروجين الأخضر.

 

مشروعات إنتاج الهيدروجين الأخضر

تسعى مصر لأن تصبح لاعباً رئيسياً في السوق العالمية للهيدروجين، تنفيذاً لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي، وأجرت مجموعة كبيرة من الشركات بالفعل دراسات جدوى لمشروعات إنتاج الهيدروجين والأمونيا الخضراء، هذا العام، بعد توقيع مذكرات تفاهم واتفاقيات إطارية لاستثمار عشرات المليارات من الدولارات في هذا القطاع.

وأوضحت وزارة البيئة، الاتفاقيات التي تم توقيعها في مجال إنتاج الهيدروجين الأخضر، منها اتفاقية بين شركتي “رينيو باور” و”السويدي إلكتريك”، لتنفيذ مشروع بقيمة 8 مليارات دولار، بطاقة إنتاجية تصل إلى 220 ألف طن هيدروجين أخضر سنوياً، و1.1 مليون طن أمونيا، ومن المتوقع أن يتم توقيع العقد النهائي في غضون الشهور القليلة المقبلة، على أن يبدأ تشغيل المصنع تجريبياً في 2026.

كما وقعت شركة “جلوبال إك”، البريطانية اتفاقية لإقامة مصنع هيدروجين أخضر بطاقة إنتاجية مليوني طن سنوياً، كما وقعت شركة “الفنار”، السعودية اتفاقية لإنشاء مصنع لإنتاج الأمونيا الخضراء، بقدرة 500 ألف طن سنوياً، بالإضافة إلى توقيع نفس الشركة السعودية، مذكرة تفاهم في وقت سابق من العام الجاري، بقيمة 3.5 مليار دولار، لإنتاج 100 ألف طن من الهيدروجين الأخضر سنوياً، بالإضافة إلى توقيع اتفاقية بين شركة “مصدر” الإماراتية و”حسن علام”، لإنشاء مصنع بطاقة إنتاجية 480 الف طن هيدروجين أخضر سنوياً، وتوقيع شركة “فورتسكيو فيوتشر” الأسترالية اتفاقية لإنشاء مصنع لإنتاج الأمونيا الخضراء، بطاقة إنتاجية سنوية 2 مليون طن سنوياً.

 

تشغيل مصنع الأمونيا في العين السخنة

تم توقيع اتفاقية نهائية بين تحالف من شركات “سكاتك” النرويجية، و”فيرتيجلوب”، و”أوراسكوم كونستراكشن”، وصندوق مصر السيادي، لبدء تشغيل مصنع الأمونيا الخضراء في العين السخنة، بقدرة 100 ميجاوات، ومن المخطط أن تبلغ الطاقة المبدئية للمصنع، الذي تم تشغيله تجريبياً قبل أسبوع، مليون طن سنوياً، على أن ترتفع إلى 3 ملايين طن سنوياً مع اكتمال تنفيذ المشروع، فيما أبرمت شركة «إيميا باور»، التابعة لشركة «النويس» الإماراتية، اتفاقية لإقامة مصنع للأمونيا الخضراء بطاقة إنتاجية 390 ألف طن سنوياً، من المتوقع أن يبدأ تشغيله بحلول نهاية عام 2025، في مصنع الهيدروجين الأخضر، بقدرة 500 ميجاوات في العين السخنة أيضاً.

وكذلك وقعت شركة «توتال إيرين» الفرنسية للطاقة، و«إنارة كابيتال» المصرية اتفاقية لإنشاء مصنع بطاقة إنتاجية 300 ألف طن من الأمونيا الخضراء في العين السخنة، بطاقة إنتاجية 1.5 مليون طن، فضلاً عن توقيع اتفاقية بين شركة «إي دي إف رينيوبلز» الفرنسية، وشركة «زيرو ويست» المصرية، لإقامة مصنع باستثمارات قيمتها 3 مليارات دولار، لإنتاج نحو 350 ألف طن من الأمونيا الخضراء للسفن، من المتوقع بدء أعمال الإنشاء في عام 2024، على أن يبدأ العمليات في عام 2026.

 

مكاسب بيئية حققتها مصر من قمة المناخ

حققت مصر العديد من المكاسب البيئية خلال مؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة للتغيرات المناخية، من بينها إدخال مفهوم التنوع البيولوجي ضمن جدول أعمال قمة المناخ، بالإضافة إلى إدراج محور الخسائر والأضرار ضمن برنامج عمل المؤتمر، وأكدت أن مصر ستعمل على متابعة التوصيات الصادرة عن الدورة الـ27، حتى القمة التالية (COP28) في الإمارات العام المقبل.

وأكدت وزيرة البيئة الدكتورة ياسمين فؤاد أن التوازن البيئي مرهون بالتنوع البيولوجي، فقد تابعت بقولها: “كان هناك رفض من المجتمع الدولي في السابق، بشأن حلول الطبيعة لمواجهة التغيرات المناخية، إلا أن أمريكا نفسها أصبحت تدعم فكرة الحلول من الطبيعية، وقررت وضع 25 مليار دولار لمواجهة تغيرات المناخ، وذلك بعد إطلاق مصر مبادرة حلول من الطبيعة، لإظهار الصلة بين التنوع البيولوجي والتغير المناخي، في إطار رؤية مصر بعيدة المدى للتنوع البيولوجي التي بدأت في 2018”.

 

إشادات كبيرة بنجاح تنظيم قمة المناخ

ومن بين المكاسب التي حققتها مصر من وراء مؤتمر قمة المناخ، أيضاً في ظهور المؤتمر بمظهر مشرف لمصر والمصريين، من حيث التجهيز والاستعدادات، وأضافت أن هناك إشادات كبيرة جداً بمحتوى المؤتمر، بعد إدراج مواضيع هامة على جدول الأعمال، منها ندرة المياه والزراعة والأمن الغذائي والطاقة والمجتمع المدني والشباب والنوع الاجتماعي والتنوع البيولوجي والحلول.

وقالت الدكتورة هالة السعيد، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية، إن مؤتمر قمة المناخ في شرم الشيخ يُعد الأكبر من نوعه، من حيث الأعداد والزخم والموضوعات المدرجة على جدول الأعمال.

 

أرقام قياسية في قمة المناخ

سجل مؤتمر المناخ الذي تم عقده بمصر تسجيل عدداً من الأرقام القياسية مقارنةً بالمؤتمرات السابقة، منها تسجيل أكثر من 24 ألف شخص دخلوا إلى قاعات المؤتمر في المنطقة.

الزرقاء، خلال يوم واحد، في حين أن أكبر عدد مسجل قبل ذلك في مؤتمر باريس عام 2015، بنحو 11 ألف شخص، كما شهد المؤتمر حضور ومشاركة 131 رئيس دولة، وهو أيضاً ما لم يحدث في المؤتمرات السابقة، بالإضافة إلى أن المساحة التي كانت مطلوبة لمعارض المنطقة الخضراء 10 آلاف و800 متر مربع، إلا أن المساحة الفعلية التي تم توفيرها كانت 3 أضعاف المطلوب، حيث بلغت أكثر من 31 ألف متر مربع.

عدد الذين سجلوا لحضور المؤتمر على الموقع الرسمي لاتفاقية الأمم المتحدة، بلغ نحو 67 ألف شخص، ومن حضروا إلى شرم الشيخ بالفعل وتسلموا بطاقات الدخول، بلغ عددهم أكثر من 39 ألف شخص.

 

تعزيز مكانة مصر الدولية

أحد أهم المكاسب التي حصلت عليها مصر في قمة المناخ، يتمثل في إعادة تقديم الدولة للوجهة الإقليمية أو الدولية كدولة مستقرة أمنياً وسياسياً، وذات إمكانيات كبيرة، ومن خلال التنظيم الجيد لهذا المؤتمر، فقد حجزت مصر مكانة متقدمة لها خلال ما يحدث من تطورات.

 

تحسين علاقات مصر الدولية

مصر حققت أيضاً نجاحاً كبيراً على الصعيد الدولي، يتمثل في حضور عدد كبير من زعماء العالم، بالإضافة إلى “السمعة الطيبة” التي حققتها مصر، باعتبارها واحة للأمن والأمان، الأمر الذي يساعد على فتح أبوابها للمستثمرين، ودعوة السائحين من مختلف دول العالم لزيارتها، مشيراَ إلى أن مؤتمر قمة المناخ كانت له أصداء إيجابية واسعة في كافة أنحاء العالم، أبرزها حضور زعماء العالم، على رأسهم الرئيس الأمريكي جون بايدن.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى