أخبار وتقارير

قصة بناء الكعبة والحكمة من بنائها؟.. تزامنًا مع موسم الحج

قصة بناء الكعبة.. “لبيك اللهم للبيك.. لبيك لا شريك لك لبيك.. إن الحمد والنعمة لك والملك.. لا شريك لك”.. لا صوت يعلو فوق أصوات حجاج البيت الحرام في هذه الأيام المباركة، فجميع الأنظار تتجه نصب موسم الحج لهذا العام.

وها قد امتلئت الكعبة بضيوف الرحمن قادمون إليها من كل مكان، عابرون للحدود متجاوزون حاجز البعد الزمني والمكاني، لا يفكرون بشئ سوا “لبيك اللهم لبيك”.

قصة بناء الكعبة

لحظات يتمنى كل واحد منا أن يعيشها في يوم من الأيام، لحظات خشوع وخضوع للمولى -عز وجل-، الجميع يريد التوبة ويبحث عن روح التي قد سلبتها الذنوب والمعاصي التي تعرض لها على مدار حياته، هناك الآمان الحقيقي الذي طالما بحثت عنه.

اقرأ ايضا:-

هل الدعاء يغير القدر؟.. توضيح من الإفتاء

الحكمة من بناء الكعبة

الكعبة
الكعبة

وفي هذه الأيام المباركة قد  يخطر ببالك سؤال بديهي، ما الحكمة من بناء الكعبة، وهل هي من مخلوقات الله -سبحانه و تعالى- أم أنها من أعمال البشر؟، ولماذا أمرنا بالتوجه إليها؟، كافة إجابات هذه الأسئلة نستعرضها سويًا في هذا التقرير.

تعد قصة بناء الكعبة المشرفة جزءاً من تاريخ الإسلام العظيم، وتعتبر من القصص المشوقة في تاريخ الأديان، فبحسب العديد من المصادر التاريخية والدينية، فإن بناء الكعبة المشرفة يعود إلى النبي إبراهيم عليه السلام، وأمره الله ببناء الكعبة كمكانٍ للعبادة والتوحيد.

وحسب القرآن الكريم، فقد قال الله تعالى في سورة البقرة الآية 127:

“وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ”.

وكان من بين الأشخاص الذين شاركوا في بناء الكعبة المشرفة هو إسماعيل عليه السلام، ابن إبراهيم عليه السلام، وذلك بأمر من الله تعالى.

ويعتبر وضع الحجر الأسود في الزاوية الشرقية للكعبة المشرفة أحد الشعائر الأساسية في الحج، ويعتقد أنه تم وضعه هناك من قبل الملائكة كجزء من بناء الكعبة المشرفة.

وبعد الانتهاء من بناء الكعبة المشرفة، وضع سيدنا إبراهيم وابنه الحجر الأسود في زاوية الكعبة، وأمرا المؤمنين بالطواف حولها والسعي بين الصفا والمروة، وهذه الشعائر ما زالت حتى يومنا هذا تحتفظ بها المسلمون في شعيرة الحج.

معلومات مختصرة عن تاريخ الكعبة

وفيما يلي نستعرض أبرز المعلومات والأحداث التاريخية التي مرت بالبيت العتيق:

  • تعد الكعبة المشرفة في الحرم المكي الشريف محط الأنظار وقبلة المسلمين، وهي أول بيت وضع للناس، كما جاء في القرآن الكريم.
  • الكعبة هي بيت الله الذي نسبه الله سبحانه وتعالى إلى نفسه، وهو مكان يلوذ به المسلمون جميعاً لأداء العبادة والتقرب إلى الله.
  • تم نسب الكعبة إلى نفسها إعلامًا لخلقها بما لها من قداسة وحرمة وجلال، وتكريمًا لها وتشريفًا، لتكون في الأرض مكاناً للناس جميعاً ليعبدوا الله في رحابها.
  • تم تسمية الكعبة نسبةً لتكعيبها وتربيعها، وأشار النووي إلى أنها سميت بذلك لاستدارتها وعلوها وتربيعها في الأصل.
  • ترتبط الكعبة المشرفة بالمسجد الحرام بشكل وثيق منذ بنائهما ومحيطهما الجغرافي القريب، وتم زيادة مساحات المسجد الحرام منذ بزوغ النبوة لتمكين المسلمين من أداء شعائرهم بخشوع وطمأنينة.
  • في العصر الجاهلي، لم يكن هناك ذكر للمسجد الحرام، والمتعارف عليه كان فقط مدار الطواف حول الكعبة المشرفة، وكان الجاهليون يطوفون حول الكعبة ويجلسون حولها في الصباح والمساء.
  • وفقًا للتقاليد الإسلامية، أرشد الله إبراهيم عليه السلام إلى مكان الكعبة المشرفة وأمره ببنائها، وسكنت فيها أقوام مختلفة، وتعاقبت على ولاية الكعبة العمالقة، وجرهم، وخزاعة، وقريش، وغيرهم.
  • كانت الكعبة موضع تعظيم وإجلال الناس والولاة على مكة، يعمرونها ويجددون بنيانها عند الحاجة، ويكسونها، ويحتسبونه فخرًا وتشريفًا لهم، حتى جاء الإسلام فزاد في تشريفها، وحث على تعظيمها، وتطهيرها، وكساها النبي – صلى الله عليه وسلم – والصحابة بعده.
  • في الماضي كان هناك من يقدم للكعبة المشرفة الهدايا ممثلة في أباريق وسطول من النحاس والفضة تستخدم للغسيل، لكن في العهد السعودي أصبحت عملية إصلاح وترميم الكعبة المشرفة من ضمن اهتمامات الدولة ولم تعد هناك حاجة لمثل هذه الهدايا.
  • كانت قريش قد أعادت بناء الكعبة قبل بعثة النبي – صلى الله عليه وسلم – ، وتركت جزءًا من البيت تابعًا للحِجْر؛ لأن النفقة قد قصرت بهم.
  • كان النبي – صلى الله عليه وسلم – يحب أن يعيد بناءها على قواعد إبراهيم عليه السلام ، وأن يُدخل الجزء الذي تركوه من الكعبة، وأن يجعل لها بابين لاصقين بالأرض، كما في حديث عائشة رضي الله عنها ” لولا أن قومك حديث عهد بجاهلية، لأمرت بالبيت، فهدم، فأدخلت فيه ما أخرج منه، وألزقته بالأرض، وجعلت له بابين بابًا شرقيًّا، وبابًا غربيًّا، فبلغت به أساس إبراهيم ” رواه البخاري.
  • في سنة 64هـ لما تولى حكم الحجاز عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما ، بَنَى الكعبة المشرفة على ما أحب النبي – صلى الله عليه وسلم – ، مشتملة على ما تركته قريش ، وجعل لها بابين ، باب يدخل منه الناس وباب يخرجون منه.
  • في سنة 74هـ في عهد عبد الملك بن مروان، حاصر الحجاج مكة المكرمة ،وكتب إلى عبدالملك بن مروان يخبره أن ابن الزبير قد بنى البيت على أسس نظر إليه العدول من أهل مكة ، يعني به قواعد إبراهيم عليه السلام ، فأمره بأن يرد الكعبة على البناء الأول الذي قامت به قريش، وأن يهدم البناء الجديد. فأرسل عبد الملك بن مروان قوات إلى مكة المكرمة، وحاصر الحجاج ابن الزبير، ودمر الكعبة المشرفة بالكامل، ثم أعاد بنائها على الطريقة القديمة التي قام بها قريش، وذلك بعد سنتين من الحصار.

الحكمة من بنائها

تجسد الحكمة في بناء الكعبة في أن الله -تعالى- جعلها مكانًا للناس حيث يأتون إليها من جميع الأماكن، فيشعرون بالأمن والطمأنينة، وقد شيدتها إبراهيم وابنه إسماعيل -عليهما السلام- لتهوي إليها قلوب الناس، كما قال تعالى: “فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ”.

وللكعبة مكانة عظيمة في قلوب المسلمين، إذ جعلها الله -تعالى- قبلةً لهم في صلواتهم، فيتوجه المسلم إليها في كل صلاة، كما أنها المكان الذي يؤدى فيه مناسك الحج والعمرة، ويقوم المسلم بأداء جميع الأعمال التي شرعها الله -جل وعلا- منها الطواف حول الكعبة.

أخبار ذات صلة:-

أضحية العيد.. ضوابط شرعية عليك الالتزام بها قبل النحر

يوم النحر .. ثلاثة أمور للحاج وغيره لابد من فعلها.. تعرف عليها

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى