كورونا تنشط من جديد وتجتاح أوروبا| سلالتا أوميكرون تراوغ المناعة واللقاحات.. ومنظمة الصحة العالمية تحذر من تنامي الإصابات وتوصي بالوقاية
رغم تراجع عدد إصابات كورونا حول العالم، عادت معدلات الإصابة تتسارع رغم حملات التطعيم الناجحة في شتى البلاد بسبب ظهور متحور أوميكرون المثير للقلق في أوروبا.
اقرأ أيضًا:
دراسة: هذا السبب وراء ارتفاع الاصابات بكورونا مرة أخرى
وكشفت بيانات جديدة أن هناك سلالتين فرعيتين من المتحور “أوميكرون” تستطيعان مراوغة الأجسام المضادة، لدى الأشخاص الذين أصيبوا سابقا بفيروس كورونا أو تلقوا التلقيح الكامل.
سلالات كورونا تراوغ المناعة واللقاح
وأكدت بيانات صادرة عن جامعة هارفارد أن اللقاح لا يزال يوفر حماية كبيرة في مواجهة المرض الشديد، الناجم عن الإصابة بفيروس كورونا، وجاءت البيانات في إطار دراسة نشرت في دورية “نيو إنجليد ميدسين”، أمس الأربعاء، فيما قالت الدراسة إن مستويات الأجسام المضادة المعادلة (أكثر الأجسام المضادة فعالية) لدى شخص أصيب سابقا بكورونا أو تلقى التلقيح الكامل، انخفضت عدة مرات في مواجهة السلالتين BA.4 وBA.5 مقارنة بتلك التي تواجه السلالة الأصلية.
وقالت الدراسة: “لاحظنا انخفاضا بمقدار 3 أضعاف في مستويات الأجسام المضادة التي تنتجها اللقاحات أو العدوى في مواجهة 4 وBA5 BA4 مقارنة بـBA1 وBA2، والأجسام المضادة التي تواجه هذه السلالات الجديدة تعد أقل بكثير من تلك التي واجهت المتحورات الأصلية من الفيروس.
ويخلص عالم الفيروس إلى أن بيانات الدراسة تظهر أن السلالات الفرعية من “أوميكرون” يمكن أن تؤدي إلى زيادة في العدوى بين الذين لديهم مستويات عالية من المناعة ضد اللقاح، بالإضافة إلى المناعة الطبيعية، لكنه أكد أن اللقاحات ستوفر حماية قوية في مواجهة الإصابات الشديدة التي تحدثها هاتان السلالتان.
وكانت دراسة سابقة نشرها علماء في جامعة كولومبيا الأمريكية وصلت إلى نتائج مماثلة، وقالت الدراسة التي نشرت أخيرا إن المتحورات BA.4 وBA.5 كانت قادرة على مراوغة الأجسام المضادة في دم البالغين الذين تم تلقيحهم بالكامل، مما يزيد من خطر الإصابة بعدوى كورونا، لذلك، تسببت سلالتان جديدتان من متحور أوميكرون في عودة الإصابات بكوفيد إلى الارتفاع بوتيرة سريعة حول العالم.
سلالات أوميكرون الجديدة
ظهرت سلالتي أوميكرون الجديدتين “بي أيه. 4” و”بي أيه. 5″ في جنوب أفريقيا، وربما تصبحان في وقت قصير الأكثر انتشارا في أوروبا والولايات المتحدة، بحسب توقعات خبراء.
ومنذ اكتشاف كوفيد لأول مرة وهو يتحور ويغير في شكله، ويطلق على النسخ الجينية الناشئة من جراء ذلك اسم متحورات، وحتى الآن لا تزال المتحورات الرئيسية التي نشأت عن كوفيد معدودة؛ ومنها ألفا، ودلتا، واللذان تسببتا في حدوث موجات قوية من العدوى.
ويعد “بي أيه. 4” و”بي أيه. 5″ آخر متحوراتِ كوفيد ظهورا، وهما شديدا القرابة من متحور أوميكرون؛ ومن هنا منشأ تخوف الخبراء.
وأضافت منظمة الصحة العالمية “بي أيه. 4” و”بي أيه. 5″ في مارس إلى قائمتها الخاصة بمتحورات كوفيد، كما صنفا بأنهما من بواعث القلق في أوروبا.
وتم رصد تفشي المتحورين “بي أيه. 4” و”بي أيه. 5″ في جنوب أفريقيا مطلع العام الجاري، ويبدو أنهما الآن ينتشران بوتيرة أسرع من غيرهم من المتحورات.
تفشي السلالات الجديدة في أوروبا
ووجد متحورا بي أيه.4 و بي أيه.5 طريقهما إلى معظم دول أوروبا، ويبدو أن قدرتهما على الإصابة بكوفيد ستتفوق قريبا على قدرة غيرهما من المتحورات، بل إن هذا هو ما حدث بالفعل في البرتغال، حيث إن متحور بي أيه.5 هو الأكثر تفشيا بين البرتغاليين.
وفي الولايات المتحدة، يقول مسئؤولون إنهم يرصدون تزايدًا في أعداد الإصابة بكوفيد الناجمة عن المتحورين الجديدين “بي أيه. 4” و”بي أيه. 5″.
وفي المملكة المتحدة، تدل مؤشرات أولية على زيادة متوقعة في أعداد الإصابات بكوفيد، مدفوعة بتفشي متحوري “بي أيه. 4” و”بي أيه. 5″، وفي أستراليا، سجلت وزارة الصحة إصابات بكوفيد جراء تفشي “بي أيه. 4” و”بي أيه. 5″.
ولكن في حقيقة الأمر، ليس لدى الخبراء ما يؤكد مدى حدة الضرر الذي سيتسبب به متحورا “بي أيه. 4” و”بي أيه. 5″ المنحدرين عن أوميكرون لكنهما على كل حال ليسا أكثر فتكا من غيرهما من متحورات كوفيد.
وقد تكونت لدى معظم الناس مناعة ضد كوفيد إما عبر إصابات سابقة بالعدوى أو عبر تلقي اللقاح، مما يساعد في خفض مدى خطورة الإصابة بشكل عام، على أن المتحورين الجديدين “بي أيه. 4” و”بي أيه. 5″ يظهران قدرة على التفشي بوتيرة أكثر سهولة، ويرجع ذلك في جزء منه إلى تراجع مستوى المناعة بين الناس، لكنه يرجع في جزء آخر إلى التحورات التي شهدها الفيروس في تكوينه.
وقد رفعت دول عديدة قيودها المفروضة لمكافحة كوفيد، مما يعني أن الناس عادوا يختلطون فيما بينهم بشكل أكبر فزادت بذلك فرص انتشار الفيروس، ويظهر متحورا “بي أيه. 4” و”بي أيه. 5″ قدرة على إصابة الأشخاص حتى لو كان هؤلاء عائدين من إصابة حديثة بأوميكرون، ويمكن لموجة جديدة من التفشي أن تفضي إلى دخول أعداد أكبر من المصابين إلى المستشفيات، فضلا عن سقوط مزيد من الوفيات.
منظمة الصحة العالمية: زيادة الإصابات مؤشر خطير
وقالت منظمة الصحة العالمية، أمس الأربعاء، إن هناك 3.3 مليون إصابة جديدة بفيروس كورونا الأسبوع الماضي، ما يمثل انخفاضا بنسبة 4%، مع أكثر من 7500 حالة وفاة، لكن الحالات قفزت بنحو 45% في جنوب شرق آسيا والشرق الأوسط، ونحو 6% في أوروبا.
وفي كل الأحوال، تظل خطورة الإصابة أعلى في حال كبار السن أو أولئك الذين يعانون ظروفا صحية سيئة، ورغم أن اللقاحات المتوفرة حاليا لا تعد الوسيلة الأمثل لكنها على كل حال أفضل ما يمكن الاستعانة به في خط الدفاع حتى الآن، وقد ساعدت هذه اللقاحات في الحد من خطورة الإصابات الشديدة بكوفيد الناجمة عن أي من متحوراته بما في ذلك دلتا، وألفا، وبيتا، وغاما.
وينصح الأطباء بضرورة تلقي العدد الموصى به من جرعات اللقاح لتأمين الحد الأقصى من الحماية ضد المتحورات الموجودة أو المستجدة.
موضوعات ذات صلة:
ارتفاع اصابات فيروس كورونا في عدد من الدول العربية
تطعيم 220 ألف مواطن ضد كورونا بحملة طرق الأبواب