كورونا يستعيد شراسته في أوروبا وشبح الإغلاق يهدد القارة العجوز.. إجراءات تقييدية جديدة ومنظمة الصحة “قلقة للغاية”
سجلت معظم دول قارة أوروبا ارتفاع ملحوظ فى عدد اصابات ووفيات فيروس كورونا منذ بداية نوفمبر الجارى، مع انخفاض درجات الحرارة وبداية فصل الشتاء، مما جعل الدول الأوروبية تلجأ إلى فرض قيودًا تستهدف فيها بشكل متزايد الأشخاص الغير مطعمين.
اقرأ أيضًا:
متخصص بعلم الفيروسات يكشف سبب ارتفاع إصابات كورونا بفرنسا
كورونا قد يقتل نصف مليون شخص في أوروبا هذا الشتاء
فى الآونة الأخيرة، حذرت منظمة الصحة العالمية من أن أوروبا كانت مرة أخرى بؤرة الوباء وأنه فى الأشهر المقبلة، يمكن أن يموت نصف مليون شخص من فيروس كورونا فى تلك القارة، سجلت أوروبا زيادة فى الوفيات بنسبة 10% و7% فى الإصابات الجديدة خلال الأسبوع الأول من نوفمبر، مقارنة بالأسبوع السابق.
منظمة الصحة العالمية “قلقة للغاية” من تزايد حالات الإصابة في أوروبا
أعلنت منظمة الصحة العالمية أنها “قلقة للغاية” بشأن انتشار فيروس كورونا في أوروبا، حيث تواجه القارة موجة جديدة من العدوى، ورجحت منظمة الصحة العالمية موت حوالي 500 ألف شخص في أوروبا في فصل الشتاء بكورونا، إذا لم تقدم الدول الأوروبية على تشديد القيود وتكثيف حملات التطعيم ضد الفيروس.
ويأتي هذا التحذير تزامنا مع إعلان عدة دول أوروبية عن تسجيل معدلات قياسية جديدة للإصابات بالفيروس، وفرض إغلاق كامل أو جزئي للحد من انتشاره.
إجراءات أكثر صرامة في النمسا
ووضعت النمسا، مقياسًا جديدًا للقيود فى الغرب. نظرًا لزيادة الحالات بنسبة 134% خلال الأسبوعين الماضيين، اتخذت الحكومة النمساوية إجراءات صارمة للحد من التنقلات إلى العمل والمدرسة ومحلات البقالة ومرافق الرعاية الصحية للمقيمين الذين تزيد أعمارهم عن 12 عامًا والذين لم يتم تطعيمهم.
كورونا يهدد عطلة عيد الميلاد
حدثت حالات الاستشفاء والوفيات فى الغالب فى أوروبا الشرقية، لكن الموجة الجديدة هددت الانتعاش الاقتصادى وعطلة عيد الميلاد فى جميع أنحاء القارة، كانت العودة إلى الحياة الطبيعية نتيجة حملات التطعيم الناجحة معرضة بشكل متزايد لخطر الأشخاص غير المطعمين، الذين أعطوا الفيروس فرصة للتطور، لهذا السبب اتخذت الحكومات فى جميع أنحاء أوروبا القرار الإضافى لاستهداف غير الملقحين صراحة.
التعزيز بجرعة ثالثة في فرنسا
فى فرنسا، ستكون الجرعات المنشطة شرطًا أساسيًا للأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 65 عامًا أو أكبر والذين يرغبون فى الحفاظ على صحتهم.
بريطانيا تحذر
أما فى بريطانيا، فقد حافظ بوريس جونسون، رئيس وزراء المملكة المتحدة، على إحجامه عن الإعلان عن استخدام أقنعة الوجه أو جوازات السفر الصحية، وقال “لقد أُجبر أصدقاؤنا من القارة على الاستجابة بمستويات مختلفة من الإجراءات الجديدة، من الحبس التام إلى القيود المفروضة على ساعات عمل المحلات التجارية والقيود المفروضة على التجمعات الاجتماعية”.
إيطاليا: ما زلنا داخل تحدي الوباء
وفى إيطاليا، وصف وزير الصحة فى الحكومة الإيطالية، روبرتو سبيرانتا، الأيام القادمة بـ”الحساسة”، فى إشارة إلى ارتفاع الإصابات بوباء كورونا المسجلة مؤخرا، ولكنه رأى أن بلاده ما زلت “داخل تحدى الوباء”، أى أن الأمور لم تخرج عن السيطرة.
وأضاف: ”فى إيطاليا تتزايد أيضًا الإصابات، ينبغى علينا الإصرار على الأدوات المتوفرة لدينا التطعيمات، وصلت إيطاليا إلى أرقام مهمة فى هذا الصدد بفضل تجاوب المواطنين، اليوم 86.6% من السكان (12 عاما فما فوق) قد أكملوا الجرعة الأولى و84% أكملوا دورة التطعيم”، ولكنه أضاف “ليست هذه نقطة الوصول، يجب أن نستمر فى زيادة عدد المطعمين”.
ودعا وزير الثقافة فى الحكومة الإيطالية، داريو فرانشيسكينى، إلى فرض إجراءات تقييدية على حاملى الشهادة الصحية الخضراء بفضل حصولهم على نتيجة اختبار سلبية لفيروس كورونا، وليس على أولئك الذين تلقوا التطعيمات باللقاحات.
ألمانيا تفرض قيود على غير الملقحين
وأعلنت السلطات الصحية الألمانية، فرض قيود صارمة على غير الملقحين ضد فيروس كورونا فى كامل البلاد، بعد أن كانت مقتصرة على المناطق المتضررة، فى خطوة تسعى إلى الحد بصورة جذرية من حياتهم الاجتماعية “لوقف الارتفاع الهائل” فى الإصابات الجديدة ورفع الضغط عن المستشفيات، حيث تشهد ألمانيا موجة رابعة شديدة الشراسة وصفتها أنجيلا ميركل “بالدراماتيكية للغاية”.
وفرض المسؤولون الألمان قيودًا صارمة على غير الملقحين، ومهدوا الطريق للتطعيم الإجبارى للعاملين فى مجال الرعاية الصحية من أجل وقف انتشار جائحة كورونا فى البلاد.
وأوضحت المستشارة المنتهية ولايتها أنجيلا ميركل بعد اجتماع أزمة مع رؤساء الحكومات الإقليميين: “نحتاج سريعا إلى وقف الارتفاع الهائل” فى الإصابات الجديدة وخفض نسبة إشغال أسرّة العناية المركزة، ووصفت ميركل الموجة الرابعة التى تضرب البلاد بأنها “دراماتيكية للغاية”.
مظاهرات في دول أوروبية ضد إجراءات مكافحة الوباء
اندلعت أعمال شغب جديدة في مناطق مختلفة من هولندا، بعد خروج مظاهرات للاحتجاج على قيود فرضتها الحكومة لمواجهة زيادة جديدة في حالات الإصابة بفيروس كورونا، وأشعل مئات الأشخاص النيران، ورشقوا الشرطة بالحجارة والألعاب النارية في لاهاي.
كما شهدت مدن أوروبية أخرى احتجاجات على تدابير حكومية تتعلق بمكافحة الوباء، فقد خرج آلاف المتظاهرين في شوارع كرواتيا والنمسا وإيطاليا.
موضوعات ذات صلة:
تحرك إنساني.. الولايات المتحدة تُعلن عن اتفاقية لتزويد مناطق النزاعات بلقاحات ضد كورونا
3 طرق لإثبات الحصول على لقاح كورونا.. تعرف عليها