مصر والهند وعلاقات عمرها أكثر من 6 عقود| قمة تعيد إحياء التعاون بكافة المجالات.. الرئيس يؤكد متانة العلاقات التاريخية بين البلدين.. ورئيس وزراء الهند: حكمة السيسى حافظت على مصر من الفوضى
تربط مصر والهند علاقات تاريخية، تعود لعصر الرئيس الراحل جمال عبدالناصر ورئيس الوزراء جواهر لال نهرو، وإبرام معاهدة بين البلدين في عام 1955 وتأسيس حركة عدم الانحياز.
وتجدد تلك العلاقات سابث عهدها بزيارة استثنائية يجريها الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى نيوديلهي بدعوة من رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، ليكون الضيف الرئيسي في عيد الجمهورية الرابع والسبعين للهند، وليدشن البلدين مرحلة جديدة من التعاون.
قمة وجلسة مباحثات بين الرئيس السيسي ومودي
عقد الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم في قصر حيدر آباد بنيودلهي مباحثات على مستوى القمة مع “ناريندرا مودي” رئيس الوزراء الهندي.
وشهد اللقاء شهد عقد جلسة مباحثات مغلقة رحب خلالها رئيس الوزراء “مودي” بالرئيس ضيفاً عزيزاً في الهند، معرباً عن تقدير بلاده الكبير للرئيس ولقيادته الحكيمة التى حافظت على الامن والاستقرار فى مصر عقب ما شهدته المنطقة من احداث فوضى وعنف خلال ما عرف بالربيع العربى، وكذلك للنهضة التنموية غير المسبوقة التى تشهدها مصر حالياً، وهو ما يجعل الهند قيادة وشعباً تتشرف بزيارته، كضيف شرف رفيع المستوى في احتفالية قيام الجمهورية الهندية، موضحا أن تلك المشاركة تضيف طابع خاص ورونقاً لاحتفالات الهند.
من جانبه؛ عبر الرئيس السيسي عن الامتنان لـ”مودي” على دعوته لزيارة الهند وحفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، متوجهاً بالتهنئة بمناسبة احتفالات الهند بعيد “يوم الجمهورية”، ومعرباً عن التقدير للدعوة التي تلقاها للمشاركة كضيف شرف خلال هذه الاحتفالات، بما يعكس التقارب الكبير والتقدير المتبادل بين الدولتين الصديقين، خاصةً في ظل متانة العلاقات التاريخية الممتدة بين مصر والهند ومدى تميزها، مع الإعراب عن اهتمام مصر المتبادل بتطوير تلك العلاقات والارتقاء بها في كافة المجالات، واستمرار التنسيق والتشاور السياسي بين البلدين واستكشاف أوجه التعاون بينهما.
تعزيز العلاقات الثنائية بين مصر والهند
وصرح السفير بسام راضى، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، بأن المباحثات شهدت تناول سبل تعزيز العلاقات الثنائية على مختلف الأصعدة، حيث أشاد رئيس الوزراء الهندي تطلع بلاده لتعزيز الاستثمارات المتبادلة في العديد من القطاعات، وتعظيم حجم التبادل التجاري بين البلدين الصديقين، من خلال مشاركة الشركات الهندية في تنفيذ المشروعات القومية العملاقة فى مصر.
ورحب الرئيس بتعظيم التعاون مع الجانب الهندي في مختلف المجالات في ضوء ما تملكه الدولتان من امكانات كبيرة تتيح فرص متنوعة واعدة للتعاون، خاصةً على مستوى التعاون العسكري والاقتصادي والتجاري السياحي والثقافي، إلى جانب التعاون في قطاعي الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وإنتاج الأدوية والأمصال.
رئيس وزراء الهند يشيد بدور مصر الإقليمي
وأشار المتحدث الرسمي، إلى أن المباحثات تطرقت كذلك إلى مختلف تطورات القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، حيث أشاد رئيس الوزراء الهندي في هذا الصدد بالدور الإيجابي الذي تقوم به مصر في إطار العمل على التسوية السياسية لمجمل الأزمات القائمة في محيطها الإقليمي، فضلاً عن جهودها في مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف وإرساء مبادئ وقيم قبول الآخر وحرية الاختيار والتسامح.
مذكرات تعاون بين مصر والهند
وعقب اللقاء؛ شارك الزعيمان في مراسم تبادل عدد من مذكرات التفاهم والتعاون بين البلدين الصديقين في مجالات تكنولوجيا المعلومات، والأمن السيبراني، والشباب والرياضة، والإذاعة، والثقافة.
حجم التبادل التجاري بين مصر والهند
تعد مصر حاليًا واحدة من أهم الشركاء التجاريين للهند بقارة أفريقيا، وثالث أكبر سوق تصدير لمصر عام 2021، كما تعد الهند سادس أكبر شريك تجاري لمصر في عام 2021، والشركات الهندية من أكبر المستثمرين الأجانب في مصر، وتوسعت التجارة الثنائية بين البلدين خلال العام 2021/2022، وحققت رقما قياسيا بلغ 7.26 مليار دولار في السنة المالية 2021-2022، وتمثل قيمة صادرات الهند إلى مصر 3.74 مليار دولار وتمثل قيمة واردات الهند من مصر 3.52 مليون دولار، وتقوم أكثر من 50 شركة هندية باستثمار حوالي 3.15 مليار دولار أمريكي في قطاعات متنوعة من الاقتصاد المصري ، بما في ذلك المواد الكيميائية والطاقة والمنسوجات والملابس والأعمال الزراعية وتجارة التجزئة.
وتوفر هذه الشركات بصفة عامة فرص عمل مباشرة لما يقرب من 38000 مصري، وتخطط العديد من هذه الشركات لتوسيع استثماراتها بضخ استثمارات تراكمية تصل إلى 800 مليون دولار أمريكي. كما أبدت العديد من الشركات الهندية اهتمامًا بتطوير مشروعات الهيدروجين الأخضر والأمونيا الخضراء في مصر، ووقعت 3 شركات هندية رائدة مذكرات تفاهم مع الحكومة المصرية بقيمة 18 مليار دولار أمريكي.