مانشيت الحكاية

مواجهة ومكاشفة بين النواب ووزير التموين| هجوم برلماني عنيف على مصيلحي بسبب الأسعار استمر 6 ساعات.. والوزير يرد رد غير متوقع

جلسة رقابية ساخنة بامتياز، شهدها مجلس النواب اليوم الثلاثاء 3 يناير2023، برئاسة المستشار الدكتور حنفى جبالى، رئيس المجلس، حيث واجه النواب وزير التموين الدكتور علي مصيلحي بـ158 أداة رقابية، استمرت ما يزيد عن 6 ساعات.

وزير التعليم يرد على ارتفاع الأسعار

ردا على ما يردد أن وزارة التموين تسببت فى زيادة الأسعار، قال الدكتور علي مصيلحي وزير التموين والتجارة الداخلية:”مينفعش نبيع بـ10 وغيرنا بييع بـ12 وسوف يتم سمسرة هذه الأموال، مش علشان حكومة نخسر القضية أن السوق يكون متزن وهذا ما نقوم به بتدخلنا، وأن المشكلة التي تشهدها البلاد بسبب النقد الأجنبي، عندما يرتفع سعر الدولار ترتفع الأسعار وعندما يتراجع لم تتراجع الأسعار، عندما ينزل سعر الدولا تأثيره بعد شهرين وهذا فى كل العالم وليس عندنا فقط”.

وأشار إلي أن هناك توجيهات لتنفيذ المادة 8 من قانون حماية المستهلك والتي تتضمن كتابة الأسعار على العبوات” مضيفا :” نحن في وزارة التموين نكتب عليها الأسعار وهناك تركيز فى هذا الأمر بالتعاون مع جهات مثل وزارات الصناعة والإدارة المحلية وغيرهما”.

المصيلحي يرد على غياب الرقابة على الأسعار

وقال وزير التموين والتجارة الداخلية، إنه “فيما يخص عجز المفتشين لدى الوزارة الجميع يعلم أنه لا يوجد تعيين فى الحكومة، والبديل الثاني الانتداب من منطقة لأخرى، والوزارة ليست جاذبة، ففى حال الإعلان يأتيني شخص من المحليات، بينما المالية حال إعلانها يأتيها ضعف العدد المطلوب”.

وتابع موجها حديثه لأعضاء المجلس:” إيدى فى إيدكم، حينما نجد كادر جيد هيخرج معاش ولا يوجد كادر فى التسلسل الوظيفى يتم الاستعانة به مرة أخرى، والموضوع ليس تجديد دم ولكن نتحمل المسؤولية كاملة، خاصة فى ظل عدم وجود كوادر، وفى إحدى المحافظات طلبت من المحافظ توفير كادر من أى جهة لشغل المنصب”.

وعقب وزير التموين على طلبات الإحاطة الخاصة بكتابة الأسعار على المنتجات، قائلا: “هناك تكليفات من رئيس مجلس الوزراء لمتابعة مدى التزام منافذ البيع بكتابة السعر على المنتج، وفي الأرياف سيكون هناك قائمة أسعار على لوحة، وفى حال عدم الالتزام سيكون هناك إجراءين الأول، حال الحصول على إنذار سيتم مصادرة البضاعة وكأنها مجهولة المصدر، وثاني مرة سيتم غلق المحال وسحب الرخصة”.

وأكد وزير التموين، أن الوزارة تعمل من أجل تحقيق الانضباط، فى ظل الظروف الصعبة جدا، متابعا: “لابد أن نكون واضحين”، وفيما يخص اعتبار الأرز سلعة استراتيجية هذا يعني ضرورة الإفصاح عنها لتقنينها، من خلال الحصول على كافة البيانات، متابعا: “ولكن هناك من يقول لا نعرف الحكومة ليه، الحكومة تجيب لنفسها من غير ما تعرف حاجة، ولكننا نعمل من أجل أن نكون واضحين وأن تكون الوزارة أكثر شفافية ووضوح بناء على القانون”.

وضع سعر عادل للسلع الاستراتيجية

وأشار الوزير، إلى أن تم تشكيل لجنة عليا من اتحاد الصناعات واتحاد الغرف ‏التجارية وحماية المستهلك لوضع سعر عادل للسلع الاستراتيجية والأساسية والتي ‏سوف يصل عددها إلى ما يقرب من 10 إلى 15 سلعة استراتيجية وأساسية، لافتا إلى أنه لا يوجد تسعير ‏إجبارى للسلع بل سيتم وضع سعر عادل لها طبقا لتكلفة الإنتاج والمداخلات ‏الخاصة بها، متابعا:” هذه الأسعار ستكون هى المعلومات الاسترشادية التى يقوم بناء عليها مفتش التموين التفتيش والرقابة، وإن التضخم الذى تشهده البلاد مستورد”.

وقال “مصيلحى”: “نستورد أكثر 60% من أكلنا” مضيفا :”الذرة تشهد زيادة فى الأسعار لأنها مستوردة والأمور ليست منعزلة عن بعضها والموضوعات كلها تمشي مع بعضها البعض”، مشيرا إلى أنه رغم الأزمة التي نمر بها لكن لا بد من استمرار الصناعة” مضيفا: “هل نحن مقتنعون أن الزيادة فى سعر الخامات حتى نعرف أن التضخم مستورد” مشيرا إلى أن أمريكا كانت فيها تضخم صفر لكن الآن ارتفع”.

وتابع :” نحن نمر بمرحلة عدم يقين لسعر العملة وقد اتخذت قرارات فى الأرز وليس فى القمح، ولو فعلتها فى القمح كنت تعورت فيه أسبوعين وسوف تحصل أزمة” على حد قوله”، مشيرا إلى أن القمح ارتفع فى أسبوع من 10 آلاف لـ17 ألف ووزارة التموين تقوم ببيع قمح للسوق ونقوم ببيع طن 72 بـ10 آلاف ” مشددا علي أن ارتفاع الأسعار نتيجة أزمة عالمية”.

وعبر الوزير، عن حزنه بسبب من يردد أن الحرب الروسية الأوكرانية ليست وراء زيادات الأسعار التي تشهدها البلاد، قائلا :” أنا زعلان وليا الحق لمن يقول من النواب أن الحرب الأوكرانية الروسية ليست سببا فى ارتفاع الأسعار، وأن الأزمة الروسية الأوكرانية ستظل مؤثرة علي الأسعار فى جميع دول العالم لمدة 4 سنوات مقبلة، وأشار إلى أنه لا يوجد أسعار جبرية ، والحكومة تسعى فى الفترة الراهنة على إتاحة السلع”.

قال الدكتور على المصيلحى وزير التموين والتجارة الداخلية، إن لم تضبط الخامات لن تضبط الأسعار مشيرا إلى أنه طلب من وزارة الزراعة أن تكشف عن تكلفة زراعة الفدان الواحد من الأرز موضحا أن الحكومة اضطرت لشراء 55 ألف طن من الأرز من الهند بالعملة الصعبة وتم بيعها فى السوق المصرية بـ10 جنيهات ونصف فقط، وكان ذلك قبل دخول موسم الأرز فى 2022.

وأضاف المصيلحى :” أشكر من أطلق عليَ من النواب وزير الأزمات وأنا وزير إزالة الأزمات “، مشيرا إلى أن فدان الأرز ينتج حوالى من 3.5 إلى 4 أطنان كما أن الفدان الواحد يكسب حوالى 10 آلاف جنيه فى الزراعة الواحدة والبرتقال لا يمنح نفس هذا المكسب للفلاح ولو لم يتم تحديد سعره 18 جنيه كحد أقصى للأرز ماذا كان سيصل بنا الحال الآن.

وزير التموين يكشف أزمة أسعار الأرز

وأضاف مصيلحى: “أحد النواب تحدث عن مرتبى كوزير للتموين وأنا أقول أنا أول واحد فى خدمة المواطن، وليس مجرد كلمات فلو لم نضع سقف لسعر الأرز، لكانت هناك مشكلة كبيرة فى سعر هذه السلعة حتى الآن.

وتابع وزير التموين: “من السنة اللى فاتت وانا بقول إن الفلاح ليس له دخل فى هذا الموضوع لكن البهوات دفعت عربون وهو أرز أخضر وحقيقة الأمر ليس لدينا حصر بمضارب الأرز على مستوى الجمهورية وأنا كوزارة تموين أعلن بصراحة ليس لدينا حصر بمضارب جمهورية مصر العربية لا عندنا موقع لمخزن ولا رخصة لمخزن، ولن اتكلم بشيء أكثر من الواقع حتى لو كان الواقع صعب، لافتا إلى أن هناك تغيير جوهري فيما يتعلق بالرقابة فعلى سبيل المثال أصبحت هيئة سلامة الغذاء وهي هيئة مستقلة تتبع رئاسة الوزراء هى المسؤولة عن الغذاء منذ نزوله من الموانئ وحتى وصوله للمواطن.

هجوم برلماني على وزير التموين

شهدت الجلسة العامة المنعقدة اليوم الثلاثاء بمجلس النواب، برئاسة المستشار الدكتور حنفى جبالى، رئيس المجلس، هجومًا حادًا وعنيفًا على الدكتور على المصيلحى، وزير التموين والتجارة الداخلية، ورفع بعض النواب سقف المطالبات إلى استقالة الوزير من منصبه، وامتد الهجوم البرلمانى ليطال الحكومة بالكامل وطالب عدد من أعضاء المجلس الحكومة بالكامل بالاستقالة، ووصغها أحد النواب بأنه قد “انتهت صلاحيتها”.

رد غير متوقع من وزير التموين بعد هجوم النواب

فى المقابل استقبل الدكتور على المصيلحى، وزير التموين والتجارة الداخلية، هذا الهحوم العنيف بـ”ابتسامة عريضة” كانت ثابتة على وجهه أغلب الوقت، وذلك على الرغم من الهجوم الحاد الذى طاله خلال الجلسة العامة المخصصة لمناقشة نحو 151 أداة رقابية موجهة ضده، والذى بلغ ذروته عندما وصفه النائب أحد الحديدى بأنه “يعمل ضد الدولة”.

برلماني: وزارة التموين أصبحت وزارة السوق السوداء

من جانبه قال النائب أحمد فرغلى، عضو مجلس النواب عن محافظة بورسعيد: “وزارة التموين أصبحت السوق السوداء، والحكومة غرقت فى كيلو رز وتركت المواطن فريسة لغلاء الأسعار، هذه الحكومة انتهت صلاحيتها”.

كما انتقد فرغلى، قرارات وزارة التموين، قائلا: “الحكومة تصدر قرارات وهمية بشأن السلع الاستراتيجية فى ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب، تدخلت فى أزمة الأرز اختفى من الأسواق، والزيت سعره فى ارتفاع مستمر، والقمح أيضا الرغيف فى بورسعيد وصل جنيه و2 جنيه”.

نائبة: سياسة وزارة التموين هتجوع المصريين

فيما شنت النائبة زينب السلايمى، هجومًا عنيفًا على الحكومة ووزارة التموين، قائلةً: “سياسة الوزارة هتوصل المصريين للجوع”، متسائلة: “انتوا عايزين إيه؟، عايزين الناس تشحت ولا تسرق ولا تنهب؟”.

ووجهت حديثها للوزير قائلةً: “نسمع تصريحاتك فى التليفزيون نقول الدنيا وردى، ننزل الشارع لا نجد السلع، الوزارة فشلت فى إدارة الملف الاقتصادى فشل ذريع، والأسعار فى متناول المواطن الحرامى فقط”.

ورفع النائب أحمد الحديدى، عضو مجلس النواب، سقف الهجوم، مطالبا الدكتور على المصيلحى بالاستقالة من منصبه، قائلا: “الوزير يعمل ضد الدولة وعليه الاستقالة من منصبه، كنا متوقعين تقدم استقالتك”، وهنا تدخل المستشار الدكتور حنفى جبالى، رئيس المجلس، قائلا: “الحديث فى الموضوع وقولوا ما تشاؤون”.

فيما وصف النائب ياسر منير، وزارة التموين بأنها “وزارة الأزمات”، قائلا: “وزارة التموين هى النجم الأوحد فى الشارع المصرى وأصبحت وزارة الأزمات، وقطار الأسعار يدهس الجميع لأن القيادة التى تقوده تعمل بنظام “المنافيلا” والقطار يعمل بالتكنولوجيا الحديثة”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى