أكد وزير الري محمد عبدالعاطي، أن الدولة المصرية لن تقبل بحدوث أزمة مائية، ولن تقبل بتصرف أحادي فيما يخص أزمة سد النهضة، مبينا أن هناك إجراءات من الممكن اتخاذها دون أن يوضح ما هي تلك الإجراءات.
وقال وزير الري، في تصريحات لقناة “أون تي في” مساء الأحد، إن رئيس الاتحاد الإفريقي يحاول وجود طرق لإيجاد مقترح ملموس للوصول لحلول لمفاوضات سد النهضة الإثيوبي بين مصر والسودان وإثيوبيا، مبينا في الوقت ذاته أن الولايات المتحدة الأمريكية لم تتقدم بأي مقترحات حتى الآن لإيجاد حلول بشأن مفاوضات سد النهضة الإثيوبي.كما أن هناك تجميدا للموقف من ناحية المفاوضات، مشيرا إلى أن السد الإثيوبي يحتاج إلى تعاون بين الدول الثلاثة، وإلى تبادل البيانات والمعلومات لعدم الإضرار بشعوب دول المصب.
وأشار إلى تجهيز وإنشاء ما يقارب 120 محطة خلط مياه لسد العجز المائي، لافتا في الوقت ذاته إلى الاستفادة بمخزون السد العالي في حالات الجفاف فقط، وأن الملء الثاني للسد الإثيوبي سيمثل جفافا صناعيا. وكشف وزير الري والموارد المائية، أنه يتم إعادة استخدام المياه المستهلكة أكثر من 4 مرات لمواجهة العجز المائي في الحصة المصرية.
مخاطر ملء السد
قال الوزير إن الملء الثاني للسد الإثيوبي بدون التوصل إلى اتفاق سيسبب صدمة مائية لمصر والسودان، موضحا أن السد الإثيوبي يحجز 27% من المياه، وبالتالي ستكون هناك “صدمة” إلا في حالة معرفة ذلك مسبقا، وذلك من خلال الإمضاء على اتفاقيات وإقرارات ملزمة للتعاون بشأن التخفيف من هذه الصدمة.
وتابع: “لو ليس هناك مخزون ولم نقم بعمل حساب باحتياطي يتعامل مع هذا النقص سيكون هناك مشكلة”، لافتا إلى أن مصر اتخذت إجراءات في هذا الخصوص مثل الري الحديث في الأراضى القديمة، والري بالتنقيط، وتوزيع المقاييس على الفلاحين لقياس الرطوبة في الأرض لمعرفة احتياجاته من المياه ومتى يحتاجها.
المجتمع الدولى غير مدرك للمخاطر
أكد عبد العاطي، أن ملء إثيوبيا لسد النهضة العام الماضي دون تنسيق أحدث فجوة في الثقة بينها وبين السودان، موضحا أن إثيوبيا قامت بحجز 4.5 مليار متر مكعب من المياه دون إعلام مصر والسودان، خلال أسبوع واحد، بما أحدث ضررا كبيرا بالسودان وعرضه للجفاف.
وأوضح وزير الري أنه خلال المفاوضات التي استمرت على مدار الأعوام الماضية، كان هناك تعنت واضح من الجانب الإثيوبي، نافيا أن يكون التعنت من الجانب المصري أو السوداني.وأضاف أن المجتمع الدولي غير مدرك للمخاطر الممكنة من عدم التوصل إلى إتفاق حول سد النهضة وحاولنا عرض هذه المخاطر.
مصر تطرح سيناريوهات لحل الأزمة
أشار إلى أن مصر قدمت العديد من السيناريوهات التي تضمن لإثيوبيا حقها في التنمية دون الإضرار بمصالح مصر المائية من بينها ضمان 80% من احتياجاتها من توليد الكهرباء، إلا أن إثيوبيا رفضت ذلك، متابعا ” من الواضح أن الجانب الإثيوبي لا يريد أي اتفاق أو التزام في قضية السد”.
ولفت إلى أن مصر تريد اتفاق تعاون بشأن سد النهضة، موضحا أن السد العالي سد كبير وسد إثيوبيا كبير ولابد أن يكون هناك تعاون وتنسيق وإدارة وتبادل بيانات وإجراءات، حيث إنه إذا اختلفنا لابد أن نكون متفقين أين سنذهب ليحكم بيننا، ويحكم بسرعة لأن هذه حياة شعوب.مشددا على أن الدولة المصرية لن تقبل بحدوث أزمة مائية في مصر، ولا تقبل باتفاق أحادي غير قانوني، مشددا أن هذا من عرف القانون.
وأكد وزير الري أن قلق المصريين من السد الإثيوبي هو أمر طبيعي، مطالبا في الوقت ذاته الشعب المصري بضرورة ترشيد استخدام المياه والحفاظ عليها. وتابع: “الدولة المصرية، ما زالت تتمسك بالأمل في الوصول إلى اتفاق، لأن الوصول إلى حلول أخرى أمر صعب جدا”.